أعظم الخطايا عند الله
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب وشر الندامة ندامة يوم القيامة[1]الكذب
الكذب من قبائح الذنوب وفواحش العيوب
قال الله تعالى }وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ{ [الإسراء36]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا" متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر" متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم "ولا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"
فالكذب على الشخص حرام سواء كان الرجل مسلما أو كافرًا برًّا أو فاجرًا لكن الافتراء على المؤمن أشد بل الكذب كله حرام[2]
أخي اختي
إياك والكذب فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس فإن الكاذب يصور المعدوم موجودًا والموجود معدومًا والحق باطلاً والباطل حقًّا والخير شرًّا والشر خيرًا فيفسد عليه تصوره وعلمه عقوبة له ونفس الكاذب معرضة عن الحقيقة الموجودة نزاعة إلى العدم مؤثرة للباطل[3] والكذب أساس الفجور كما قال صلى الله عليه وسلم "إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار"
وأول ما يسرى الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها كما أفسد اللسان أقواله فيعم الكذب أقواله وأعماله وأحواله فيستحكم عليه الفساد ويترامى داؤه إلى الهلكة إن لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلع تلك المادة من أصلها[4]
قال مالك بن دينار الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه[5]
وقال الحسن تكلم قوم عند معاوية رحمه الله والأحنف بن قيس ساكت فقال له ما لك يا أبا بحر لا تتكلم؟ فقال له أخشى الله إن كذبت وأخشاك إن صدقت[6]
وقد قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر أهله[7]
فالكذب يا أخي يسقي باب كل شر كما يسقى الماء أصول الشجر[8]
ولأنه باب كل شر قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ما حلفت بالله صادقا ولا كاذبا[9]
وافترى رجل على زين العابدين بين الحسين فقال له إن كنت كما قلت فاستغفر الله وإن لم أكن كما قلت فالله يغفر لك فقبل رأسه وقال جعلت فداك لست كما قلت فاغفر قال غفر الله لك[10]
وقال رجل للشعبي كلاما أقذع فيه فقال له إن كنت صادقا غفر الله لي وإن كنت كاذبا غفر الله لك[11]
وأصل أعمال القلوب كلها الصدق وأضدادها من الرياء والعجب والكبر والفخر والخيلاء والبطر والأشر والعجز والجبن والمهانة وغيرها أصلها الكذب فكل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب[12]
لا يكذب المرء إلا في مهانته
أو مفعلة السوء أو من قلة الأدب
ولقد استرسل بعض الناس في الكذب وعدوه مندحة وذكاء والكذب هو الكذب لأي سبب كان قال عبد الله بن عامر جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صغير فذهبت لألعب فقالت أمي يا عبد الله تعالى حتى أعطيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما أردت أن تعطيه" قالت تمرا فقال "أما إنك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة" رواه أبو داود
روي عن أبي عبد الرحمن الخريبي قال ما كذبت إلا مرة واحدة قال لي أبي قرأت على المعلم؟ قلت نعم ولم أكن قرأت[13]
وسمع طلحة بن أبي مصرف رجلا يعتذر إلى رجل فقال لا تكثر الاعتذار إلى أخيك أخاف أن يبلغ بك الكذب[14]
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب وشر الندامة ندامة يوم القيامة[15]
لعمرك ما للمرء كالرب حافظ
ولا مثل عقل المرء للمرء حافظ
لسانك لا يلقيك في الغي لفظه
فإنك مأخوذ بما أنت لافظ[16]
أخي لنرى مدى الوفاء بوعودهم وصدق حديثهم لما حضرت عبد الله بن عمرو الوفاة قال إنه كان خطب إلي ابنتي رجل من قريش وقد كان مني إليه شبيه الوعد فو الله لا ألقى الله عز وجل بثلث النفاق اشهدوا أني قد زوجتها أياه[17]
أدبت نفسي فما وجدت لها
من بعد تقوى الله من أدب
في كل حالاتها وإن قصرت
أفضل من صمتها عن الكذب
وغيبة الناس إن غبتهم
حرمها ذو الجلال في الكتب
إن كان من فضة كلامك يا
نفس فإن السكوت من ذهب[18]
جاءت أخت الربيع بن خثيم عائدة إلى بني له فأنكبت عليه فقالت كيف أنت يا بني؟ فقال الربيع أرضعتيه؟ قالت لا قال ما عليك لو قلت يا ابن أخي فصدقت[19]
وهذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يقول ما كذبت كذبة منذ شدت على إزاري[20]
وحين سئل خالد بن صبيح أيسمى الرجل كاذبا بكذبة واحدة؟ قال نعم[21]
وكانوا من شدة حرصهم على توخي الصدق يعدون زلات لسانهم فهذا الأحنف بن قيس يقول ما كذبت منذ أسلمت إلا مرة واحدة فإن عمر سألني عن ثوب بكم أخذته؟ فأسقطت ثلثي الثمن[22]
لنرى بعضا من خلق الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى
كان أبو حنيفة قد جعل على نفسه أن لا يحلف بالله في عرض كلامه إلا تصدق بدرهم فحلف فتصدق به ثم جعل أن يتصدق بدينار فكان إذا حلف صادقا في عرض الكلام تصدق به وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها وكان إذا اكتسى ثوبا جديدا كسى بقدر ثمنه الشيوخ العلماء وكان إذا وضع بين يديه الطعام أخذ منه فوضعه على الخبز حتى يأخذ منه بقدر ضعف ما كان يأكل، فيضعه على الخبز ثم يعطيه إنسانا فقيرا فإن كان في الدار من عياله إنسان يحتاج إليه دفعه إليه وإلا أعطاه مسكينًا[23]
أخي أختي
هل نعجز أن نستفيد من بعض أفعالهم فنطبقها على أنفسنا شيئا فشيئا فالنفس إذا كان لديها الرغبة في الخير أعانها الله وفقها فلماذا لا نبادر ونعود النفس على الخير والمعروف
عن أبي بردة بن عبد الله قال كان يقال إن ربعي بن حراش رضي الله عنه لم يكذب كذبا قط فأقبل ابناه من خرسان قد تأجلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال أيها الأمير إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب قط وقد قدم ابناه من خرسان وهما عاصيان فقال الحجاج علي به فلما جاء قال أيها الشيخ قال ما تشاء؟ قال ما فعل ابناك؟ قال الله المستعان خلفتهما في البيت؟ قال لا جرم والله لا أسوءك فيهما هما لك[24]
وما شيء إذا فكرت فيه
بأذهب للمروءة والجمال
من الكذب الذي لا خير فيه
وأبعد بالبهاء من الرجال[25]
وقد نقل عن السلف أن في المعاريض مندوحة عن الكذب قال رضي الله عنه أما في المعاريض ما يكفي الرجل عن الكذب؟
وإنما أرادوا بذلك إذا اضطر الإنسان إلى الكذب فأما إذا لم تكن له حاجة وضرورة فلا يجوز التعريض ولا التصريح جميعا ولكن التعريض أهون
وكان إبراهيم النخعي إذا طلبه من يكره أن يخرج إليه وهو في الدار قال للجارية قولي له اطلبه في المسجد ولا تقولي له ليس ههنا كيلا يكون كذبا
وكان الشعبي إذا طلب في المنزل وهو يكرهه خط دائرة وقال للجارية ضعي الأصبع فيها وقولي ليس ههنا
وهذا كله في موضع الحاجة فأما في غير موضع الحاجة فلا لأن هذا تفهيم الكذب وإن لم يكن اللفظ كذبًا فهو مكروه
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب وشر الندامة ندامة يوم القيامة[1]الكذب
الكذب من قبائح الذنوب وفواحش العيوب
قال الله تعالى }وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ{ [الإسراء36]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا" متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر" متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم "ولا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"
فالكذب على الشخص حرام سواء كان الرجل مسلما أو كافرًا برًّا أو فاجرًا لكن الافتراء على المؤمن أشد بل الكذب كله حرام[2]
أخي اختي
إياك والكذب فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس فإن الكاذب يصور المعدوم موجودًا والموجود معدومًا والحق باطلاً والباطل حقًّا والخير شرًّا والشر خيرًا فيفسد عليه تصوره وعلمه عقوبة له ونفس الكاذب معرضة عن الحقيقة الموجودة نزاعة إلى العدم مؤثرة للباطل[3] والكذب أساس الفجور كما قال صلى الله عليه وسلم "إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار"
وأول ما يسرى الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها كما أفسد اللسان أقواله فيعم الكذب أقواله وأعماله وأحواله فيستحكم عليه الفساد ويترامى داؤه إلى الهلكة إن لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلع تلك المادة من أصلها[4]
قال مالك بن دينار الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه[5]
وقال الحسن تكلم قوم عند معاوية رحمه الله والأحنف بن قيس ساكت فقال له ما لك يا أبا بحر لا تتكلم؟ فقال له أخشى الله إن كذبت وأخشاك إن صدقت[6]
وقد قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر أهله[7]
فالكذب يا أخي يسقي باب كل شر كما يسقى الماء أصول الشجر[8]
ولأنه باب كل شر قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ما حلفت بالله صادقا ولا كاذبا[9]
وافترى رجل على زين العابدين بين الحسين فقال له إن كنت كما قلت فاستغفر الله وإن لم أكن كما قلت فالله يغفر لك فقبل رأسه وقال جعلت فداك لست كما قلت فاغفر قال غفر الله لك[10]
وقال رجل للشعبي كلاما أقذع فيه فقال له إن كنت صادقا غفر الله لي وإن كنت كاذبا غفر الله لك[11]
وأصل أعمال القلوب كلها الصدق وأضدادها من الرياء والعجب والكبر والفخر والخيلاء والبطر والأشر والعجز والجبن والمهانة وغيرها أصلها الكذب فكل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب[12]
لا يكذب المرء إلا في مهانته
أو مفعلة السوء أو من قلة الأدب
ولقد استرسل بعض الناس في الكذب وعدوه مندحة وذكاء والكذب هو الكذب لأي سبب كان قال عبد الله بن عامر جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صغير فذهبت لألعب فقالت أمي يا عبد الله تعالى حتى أعطيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما أردت أن تعطيه" قالت تمرا فقال "أما إنك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة" رواه أبو داود
روي عن أبي عبد الرحمن الخريبي قال ما كذبت إلا مرة واحدة قال لي أبي قرأت على المعلم؟ قلت نعم ولم أكن قرأت[13]
وسمع طلحة بن أبي مصرف رجلا يعتذر إلى رجل فقال لا تكثر الاعتذار إلى أخيك أخاف أن يبلغ بك الكذب[14]
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب وشر الندامة ندامة يوم القيامة[15]
لعمرك ما للمرء كالرب حافظ
ولا مثل عقل المرء للمرء حافظ
لسانك لا يلقيك في الغي لفظه
فإنك مأخوذ بما أنت لافظ[16]
أخي لنرى مدى الوفاء بوعودهم وصدق حديثهم لما حضرت عبد الله بن عمرو الوفاة قال إنه كان خطب إلي ابنتي رجل من قريش وقد كان مني إليه شبيه الوعد فو الله لا ألقى الله عز وجل بثلث النفاق اشهدوا أني قد زوجتها أياه[17]
أدبت نفسي فما وجدت لها
من بعد تقوى الله من أدب
في كل حالاتها وإن قصرت
أفضل من صمتها عن الكذب
وغيبة الناس إن غبتهم
حرمها ذو الجلال في الكتب
إن كان من فضة كلامك يا
نفس فإن السكوت من ذهب[18]
جاءت أخت الربيع بن خثيم عائدة إلى بني له فأنكبت عليه فقالت كيف أنت يا بني؟ فقال الربيع أرضعتيه؟ قالت لا قال ما عليك لو قلت يا ابن أخي فصدقت[19]
وهذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يقول ما كذبت كذبة منذ شدت على إزاري[20]
وحين سئل خالد بن صبيح أيسمى الرجل كاذبا بكذبة واحدة؟ قال نعم[21]
وكانوا من شدة حرصهم على توخي الصدق يعدون زلات لسانهم فهذا الأحنف بن قيس يقول ما كذبت منذ أسلمت إلا مرة واحدة فإن عمر سألني عن ثوب بكم أخذته؟ فأسقطت ثلثي الثمن[22]
لنرى بعضا من خلق الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى
كان أبو حنيفة قد جعل على نفسه أن لا يحلف بالله في عرض كلامه إلا تصدق بدرهم فحلف فتصدق به ثم جعل أن يتصدق بدينار فكان إذا حلف صادقا في عرض الكلام تصدق به وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها وكان إذا اكتسى ثوبا جديدا كسى بقدر ثمنه الشيوخ العلماء وكان إذا وضع بين يديه الطعام أخذ منه فوضعه على الخبز حتى يأخذ منه بقدر ضعف ما كان يأكل، فيضعه على الخبز ثم يعطيه إنسانا فقيرا فإن كان في الدار من عياله إنسان يحتاج إليه دفعه إليه وإلا أعطاه مسكينًا[23]
أخي أختي
هل نعجز أن نستفيد من بعض أفعالهم فنطبقها على أنفسنا شيئا فشيئا فالنفس إذا كان لديها الرغبة في الخير أعانها الله وفقها فلماذا لا نبادر ونعود النفس على الخير والمعروف
عن أبي بردة بن عبد الله قال كان يقال إن ربعي بن حراش رضي الله عنه لم يكذب كذبا قط فأقبل ابناه من خرسان قد تأجلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال أيها الأمير إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب قط وقد قدم ابناه من خرسان وهما عاصيان فقال الحجاج علي به فلما جاء قال أيها الشيخ قال ما تشاء؟ قال ما فعل ابناك؟ قال الله المستعان خلفتهما في البيت؟ قال لا جرم والله لا أسوءك فيهما هما لك[24]
وما شيء إذا فكرت فيه
بأذهب للمروءة والجمال
من الكذب الذي لا خير فيه
وأبعد بالبهاء من الرجال[25]
وقد نقل عن السلف أن في المعاريض مندوحة عن الكذب قال رضي الله عنه أما في المعاريض ما يكفي الرجل عن الكذب؟
وإنما أرادوا بذلك إذا اضطر الإنسان إلى الكذب فأما إذا لم تكن له حاجة وضرورة فلا يجوز التعريض ولا التصريح جميعا ولكن التعريض أهون
وكان إبراهيم النخعي إذا طلبه من يكره أن يخرج إليه وهو في الدار قال للجارية قولي له اطلبه في المسجد ولا تقولي له ليس ههنا كيلا يكون كذبا
وكان الشعبي إذا طلب في المنزل وهو يكرهه خط دائرة وقال للجارية ضعي الأصبع فيها وقولي ليس ههنا
وهذا كله في موضع الحاجة فأما في غير موضع الحاجة فلا لأن هذا تفهيم الكذب وإن لم يكن اللفظ كذبًا فهو مكروه