(هذه القصيدة كتبها الراحل الدكتور حسين علي محمد رحمه الله، يرثي والده بعد أسبوع من رحيله المفاجئ في 19/1/1972م وكأن أبيات القصيدة تتحدث بلسان تلاميذه ومحبيه الذين أذهلهم فراقه المفاجئ أيضا؛ ولم ترتو أفئدتهم بعد من سلسبيل نهره الفياض.. فهل كان يرثي نفسه حين رثى والده رحمه الله؟)
يا فراقُ اتَّئدْ فماليَ حيلهْ
وفؤادي لمْ يشْفِ بعْدُ غليلهْ
لمْ يُسطِّرْ من الفيوضِ سطوراً
لم يبُثَّ الشعورَ إلا قليلَهْ
يا لنهرٍ مضى وقدْ كانَ ثَرًّا
ذا خِلالٍ معْطاءةٍ ونبيلهْ
مانِحاً منْ عطائهِ ألْفَ وعْدٍ
لحياةٍ عصيَّةٍ وبخيلَهْ
قَدْ تمنَّى الحياةَ عصْراً من الطُّهْرِ
مانِحاً للورى هُنا سلسبيلَهْ
فإذا الحبُّ في الحياةِ سرابٌ
وأمَانٍ من الرُّؤى مُستحيلَهْ
* * *
يا فِراقُ اتَّئدْ.. فما زالَ في العُمْرِ
عَطاءٌ ورغْبةٌ موْصولَهْ
أيها النَّهْرُ، هلْ ستمضي وحيدا
وفُؤادي لمْ يشْفِ بعْدُ غليلَهْ؟
أنتَ عُمْرٌ من العطاءِ سخِيٌّ
أنتَ معْنى الودادِ، نبضُ الفضيلَهْ
أفتمْضي وقلْبُكَ البكْرُ ذوْبٌ
منْ شعاعٍ وقبْضةٌ منْ رجولَهْ؟
هلْ ستمضي وأنتَ بعْدُ كِتابٌ
لمْ نعِشْهٌ، ولمْ نُتِمَّ فصولَهْ؟
* * *
يا فيوضاً من الحنانِ المُصفَّى
وربيعاً من السَّجَايا الجميلَهْ
كمْ ترجَّاكَ في الظَّلامِ غريبٌ
وتمنَّاكَ للعطاي الجزيلَهْ
آهِ، ما أفزعَ الفراقَ وما
أقْساهُ منْ فاتِكٍ يسوقُ خيولَهْ
..لمنايا ، وأرضُها وارِفاتٌ
بالشَّذا المُرِّ ، وانفصامِ القبيلَهْ
أيها النَّهْرُ، هلْ ستمضي بعيداً
وفُؤادي لمْ يشْفِ بعْدُ غليلَهْ!؟
وإبداعٌُ وتميزٌ هو متصفحك
تلاشى حروفي أمام ماخطتهُ أناملك
لكنها ستواصل لِتقول لكَ من الأعماقِ
طرحك راقيٍ…………
لك ودي وردي