ديكور اماني عمورة
لم يكن المنزل في الماضي، سواء كان في المدينة او في الريف، يخلو من حديقة تعطره بأريج زهورها، إلى حد أن كبار السن كانوا يرددون ان الحديقة هي روح البيت وشريانه العصبي لكن للأسف صارت الحديقة اليوم، في المدينة على الأقل، حلما من الصعب الحصول عليه، الأمر الذي زاد من الاهتمام بها في المناطق الجبلية، حيث تقضي العائلة الإجازات والموسم الصيفي، لانها اصبحت بمثابة واحة يلجأون لها هربا من إيقاع المدينة السريع ومن نسبة التلوث فيها.وكان من الطبيعي ان يرافق هذا الاهتمام رغبة في التفنن فيها، مما جعل لها اصولا واساليب، بعدما كانوا يكتفون بما يسمى بالحدائق الطبيعية، حيث تسيطر النباتات العشوائية والاشجار والزهور التي تنبت من دون رعاية وتغطي المحيط الخارجي للمنزل من دون اي تدخل سوى لتشذيبها وقص اطرافها.ورغم ان الاعداد لتصميم الحديقة اصبح يدخل ضمن عمل المتخصصين او المهندسين الزراعيين، لكن المشكلة ان مهمتهم تقتصر في الغالب على العناية الأولية ثم الدورية واعطاء تعليمات عن قواعد عامة يمكن لصاحب البيت التقيد بها.
مثلا عندما يتعلق الامر باختيار انواع النباتات والوانها او تصميم الحديقة، فإن المتخصص يقدم الخيارات للزبون لينتقي هذا الأخير ما يراه ملائماً لذوقه وأسلوب حياته، وذلك بعد اعداد مخطط التوزيع النباتي الذي يحدد الاجزاء التي ستتم زراعتها بالنباتات والازهار او الاشجار، والتصاميم او الزخرفات التي ستضاف اليها والتي تشمل الممرات والبرك المائية والمساحات المزروعة او المبلّطة وغير ذلك.تقول المهندسة الزراعية دينا عصفور : قبل اتخاذ اي خطوة يفترض اجراء تحليل للموقع وخصائصه ونوعيته، ثم للمنطقة بشكل عام، خاصة وان طبيعة القرية تختلف عن طبيعة المدينة لناحية المناخ، حيث ان هناك انواعاً من الاشجار والنباتات تصلح في مناخ ولا تصلح في آخر، واخرى من السهل غرسها اينما كان مثل الصنوبر والزيتون.بعد ذلك يتم فحص المياه التي ستروى بها الارض، اذ ان الكلسية او المالحة منها تؤذي النباتات وتعيق نموها، فلا بد عندها من القيام باجراءات معينة لإصلاح مياه الري.
وتلعب التربة دوراً هاماً في نمو النباتات، لذا يجب العمل على تأمين ذات اللون الغامق منها لانها تمنح الزرع غذاء كاملاً، والابتعاد قدر الامكان عن التربة الطينية، ولزيادة التأكد من صحة التربة يفترض ريّها لمدة شهر كامل شرط خلوها من اي نوع من المزروعات، وبعد هذه الفترة يظهر اذا ما كانت التربة لا تزال تحتوي على بعض النباتات المؤذية التي قد تؤثر سلباً على صحة النباتات المراد زرعها، مثل نبتة Field Dodder ذات اللون الاصفر التي تأتي بشكل خيط رفيع يلتف في اكثر الاحيان حول البقدونس أو النعنع، لذا يفترض قلعها من الجذور بمجرد نموها ثم حرقها كي لا تنبت مجدداً وتؤذي النبات الذي سيزرع بعد ذلك.
بالإضافة إلى انه بامكان أي شخص اختيار ما يروق له من الورد والاشجار والنبات بعد ان يحدد له المهندس الانواع التي يصلح زرعها في حديقته، على ان يراعى في ذلك توزيع الاشجار ذات الاحجام الكبيرة على الاطراف او الجوانب الخارجية لما تلعبه من دور في تغطية الحائط او الفصل بين منزله والمنزل المجاور.اما النباتات الصغيرة فيمكن زرعها في الوسط او في الاحواض مع الانتباه لطريقة زرعها كي لا تشكل عائقاً في الممرات داخل الحديقة.لتزاوج الالوان توضح ميرزا أن لها خصوصية تقتضي مثلاً وضع الاحمر مع الاخضر الباهت والابتعاد عن الاصفر الى جانبه، لان المشهد يصبح متنافراً، والاحسن وضع الاصفر مع الاخضر الغامق.
أما بالنسبة لتغطية ارضية الحديقة بالـGazon فمسألة تتحدد بتوفر المياه او عدمها، فمنها ما يحتاج للري بشكل دوري صباحا ومساء ومنها ما يتحمل العطش لفترة اطول.لكن من الضرورة الجمع في الحديقة الواحدة بين الاشجار التي تبقى خضراء ولا تفقد اوراقها طيلة فصول السنة لانها توفر الظلال والحماية من حرارة الشمس وتلطف الجو كما انها تخفف من حدة الرياح والعواصف، والاشجار التي تتساقط اوراقها خلال فصلي الخريف والشتاء لأنها تتيح تهوية المنزل ودخول اشعة الشمس الى داخل المنزل.
فيما يتعلق باختيار نباتات الاحواض، أي تلك التي توضع على رفوف المنازل لجهة الحديقة، تنصح ميرزا بنوعية تتدلى من على الشرفة، مع الحرص على اضافة مادة الكلور في برك المياه اذا ما تم وضعها في الحديقة، او تربية انواع من الاسماك في داخلها لتمنع تكاثر الحشرات.
خطوات تصميم الحديقة المنزلية.: 1.عمل قائمة بالأنشطة المختلفة حسب رغبات الأسرة والتعرف علي مدي استعداد المالك في الإنفاق.
2.عمل تصميم ابتدائي للحديقة يبين فيه المناطق المختلفة.
3.اختيار التصميم المناسب الذي يكون بالطراز الذي يتناسب مع مساحة الأرض وطراز البناء.
إعداد الأرض للزراعة:.
– بعد اختيار المساحة المناسبة من البيت يتم حرث الأرض مرتين لعمق 30 سم.
ويفضل وضع الأسمدة العضوية والكيماوية قريبة من منطقة انتشار الجذور على أن يخلط السماد بالتربة،ثم يغطى بطبقة من التربة.
– تروى الأرض رية غزيرة بعد الحراثة، وبعد يوم أو يومين يمكن زراعة شتلات الزهور والأشجار، ويفضل اختيار مساحة من الحديقة لزراعة الخضراوات كالباذنجان والفجل وغيرها.
– وضع النباتات التي تحتاج إلى رعاية متواصلة قريبا من المنزل، فمهما كان الوضع..
تصميم حديقة جديدة أو إجراء تعديلات على الحديقة الحالية أو نقل النباتات من مكان إلى آخر، فلابد من الالتزام بهذه النصيحة، وذلك لاحتمالات عدم رعاية النباتات البعيدة عن الأنظار.
وبهذه الطريقة لا يصبح نقل المعدات الزراعية وربط خرطوم المياه بالصنبور عملية سهلة فحسب، ولكن سيجد أفراد العائلة الحديقة قريبة منهم للاستمتاع بالأوقات التي يقضونها فيها.
– الحدائق الأصغر مساحة هي الأفضل دائما، إذ أنه وعلى الرغم من أن الحدائق التي تحتل مساحات كبيرة توفر المزيد من فرص الاستمتاع بها، إلا أنه يتعين التفكير في كيفية رعاية الحديقة أيضا، فإن كان أفراد العائلة هم الذين يقومون بأعمال النظافة والري والتشذيب، فالحديقة صغيرة المساحة ستكون الخيار المفضل، أما إذا كانت العائلة تفكر في الاستعانة ببستاني متخصص، فالحديقة الكبيرة ستكون الخيار المفضل.
ولكن المتعة الحقيقية هي في رعاية أفراد العائلة للحديقة المنزلية، لأنها جزء منهم وتعكس ذوقهم.
– وعند التفكير في تصميم حديقة منزلية ذات مساحة صغيرة ينبغي عدم إغفال حاويات الزهور، أي الأواني الإسمنتية والبلاستيكية التي توضع الزهور بداخلها.
كما يمكن أيضا الاستعانة بالسلال المعلقة التي يسهل رفعها أو خفضها.
ولا يوجد سبب يدعو لزراعة النباتات الموسمية أو لعدم زراعة الشجيرات وأشجار الفاكهة مثل العنب والخضراوات والنباتات المعمرة.
كما يمكن الاستعانة بأحواض الزهور المتحركة حتى يمكن نقلها من مكان إلى آخر بسهولة ويسر.
– رفع مستوى أحواض الزهور لتسهيل رعايتها ولعدم التعرض لآلام الظهر المبرحة.
– إن وضع هذه الأحواض على ارتفاع عشر بوصات من سطح الأرض يسهل رعايتها أثناء الجلوس على مقعد مثلا.
كما يمكن بناء مقعد أسمنتي كجزء من حوض الزهور.
وإذا تعذر ذلك يمكن وضع الحوض على ارتفاع قدمين من سطح الأرض ووضع بعض الحجارة المسطحة أو أخشاب الزينة، أو أي شيء يمكن الجلوس عليه حول الحوض.
– أما بالنسبة لعمليات الري فيمكن الاستعانة بأنظمة الري المعروفة بأجهزة oالتقطيرa التي تقوم بنثر المياه بطريقة دائرية منتظمة، والتي يمكن سحبها من مكان إلى آخر دون أن تؤثر على حياة النباتات والزهور.
– الاهتمام بالبستنة، أي ترتيب النباتات والممرات، خاصة وأن السير في ممرات الحدائق يعتبر من الأمور الممتعة.والدروب الضيقة التي يتم تصميمها بطريقة ممتازة تجعل من عملية الدخول إلى الحديقة أو الخروج منها عملية ممتعة للغاية.وهنا ينبغي التفكير جيدا في استخدامات هذه الدروب، وتحديد أي منها الذي يستخدم كدرب أو ممر للتجول داخل الحديقة، وتلك التي تقود الزوار والضيوف إلى مدخل المنزل مباشرة.
– سور الحديقة، والذي يعتبر من العناصر المكملة لعملية البستنة ويجعل من الحديقة مكانا سهل الاستخدام.
وإذا كان أفراد العائلة لا يجدون صعوبة في الانحناء أو الجلوس على الركبتين وصعوبة في الوقوف، فيفضل استخدام أسوار من القطع الخشبية المتصلة ببعضها البعض، وذلك لسهولة الإمساك بها والاتكاء عليها.ومهما كانت المادة التي تستخدم في تشييد السور، فيجب ألا يقل ارتفاعه عن ثلاثة أقدام، وذلك تحاشيا للتعثر فوقه.
– ويمكن إضافة قضبان حديدية ملونة إلى الجزء الداخلي من السور لإضفاء مسحة جمالية يمكن أن تصبح أكثر بهجة للناظرين إذا تمت إقامة بعض المجسمات لطيور وحيوانات أليفة.
– انتقاء النباتات المناسبة، إذ يفضل إضافة إلى النباتات المحببة لأفراد العائلة غرس شجيرات وأشجار ورود لا تحتاج إلا لأقل قدر من الرعاية.أما إذا كان أفراد العائلة يفضلون الأشجار المثمرة فيفضل زراعة أشجار العنب والنخيل.
شكرا لمرورك عزيزتي