التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

ازاى اتقرب من ربنا

التقرب الى الله عزوجل بالنوافل

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أن الإنسان إذا واجه مشكلة عويصة وظنها كبيرة قام الليل ، وصلى ركعتين صلاة الحاجة ، فإن الله قدير على حل هذه المشكلة المعضلة ! وقال مؤلف الكتاب : ونُدِبَ إحياء العشر الأخير من رمضان ، لما روي عن عائشة رضي الله عنها أن :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه. م عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ ، أَحْيَا اللَّيْلَ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدّ ، وَشَدَّ الْمِئْزَرَ (صحيح مسلم) والقصد منه إحياء ليلة القدر ، فإن العمل فيها ، خير من عمل في ألف شهر خالية منها ! وروى أحمد عن النبي الكريم أنه :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ، وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ * (مسند الإمام أحمد) .

وقد بَسَطْتُ هذا في دروسٍ سابقة من أن ليلة القدر معناها : أن معرفة الإنسان بربه بلغت الحدَّ الذي يخشاه منه ، فأي إنسان يعصي الله سبحانه وتعالى لا يعرف ربه ، فإذا عرفه حق المعرفة فإنه يطيعه ، وإذا قدّر الله عز وجل تقديراً صحيحاً فإنه لا يعصيه ، فلا عبادة كالتفكر ، التفكر يفضي إلى الطاعة !
ونُدِبَ إحياء ليلتي العيدين ، الفطر والأضحى ، لحديث النبي الكريم :
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ * (سنن ابن ماجة)
ويستحب الإكثار من الاستغفار بالأسحار ، وسيد الاستغفار :
" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعـوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليّ ، وأبوء بذنبي ، أي أعـترف بنعمتك يا رب ، وأعترف بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " والدعاء في إحدى ليلتي العيدين مستجاب ، ونُدِبَ إحياء ليلة النصف من شعبان ، لأنها تكفَّر ذنوب السنة ، ونُدِبَ إحياء ليلة الجمعة .

فمعنى الإحياء إذا أردنا أن نتوسع فيه : إذا جلس الإنسان بعد العشاء بعض الوقت ، وقرأ كتاب الله ، وذكر الله عز وجل ، ودعا إلى الله ، وتذاكر مع إخوانه المؤمنين في بعض موضوعات الإيمان ، وتفكَّر في بعض الآيات الكونية ، وإذا زاد عن العشاء ، أو قام قبل الفجر فهذا عند الله إحياء ، لا أن تفهموا مني أن الإحياء أن لا ينام الإنسان أبداً هذا جسد وله حاجات .
حَدَّثَنِي عبد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عبد الله أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَلا تَفْعَلْ ، صُمْ وَأَفْطِرْ ، وَقُمْ وَنَمْ ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا * (صحيح البخاري) .

فهذه المرأة التي جاءت سيدنا عمر رضي الله عنه قائلة له " : يا أمير المؤمنين إن زوجي قوّامٌ قوّامٌ ، سيدنا عمر يبدو أنه مشغول فظن أنها تمدحه ، فقال : بارك الله لك فيه ! قوّام في النهار ، قوّام في الليل ، سيدنا علي رضي الله عنه قال : يا أمير المؤمنين إنها تشكو زوجها ! فانتبه سيدنا عمر ، و قال : يا أبا الحسن إن كنت فهمت هذا فاحكم بينهما ، فأخذ الإمام علي كرم الله وجهه ، أن الإنسان المؤمن المسلم يحق له أن يتزوج أربع نساء ، فإذا تزوج أربع نساء نصيب الواحدة منهن ليلة في الأربع ليالٍ ! فحكم سيدنا علي لهذه المرأة أن يتفرغ لها ليلة في كل أربع ليالي ، فلما بلغ عمر بن الخطاب هذا الحكم أُعجِب به"
حكم صحيح .

فإذا قلنا : إحياء الليالي يعني إحياء تام من دون نوم إطلاقاً هذا لا يتحمله الإنسان ، ولكن يتحمله في العام مرات عديدات ، أما هنا نُدِبَ إحياء ليلة الجمعة أي طوال ليلة الجمعة لم ينم ، وإذا جاء إلى الخطبة ينام في المسجد ، فمعنى الإحياء زاد عن الحد المعقول ، وزاد عن العشاء جلسة ، وإذا الإنسان سَهِرَ مع إخوانه المؤمنين في موضوع ديني فهذا إحياء ! قام قبل الفجر ، وصلى ركعات ، فهذا إحياء !
ونُدِبَ إحياء ليلة النصف من شعبان ؟ لأنها تكفّر ذنوب السنة ، وليلة الجمعة لأنها تكفر ذنوب الأسبوع ، ولكن يوجد هنا نقطة دقيقة : إذا ظن أحدكم أن عنده رصيداً ناجحاً يقوم بفعل الذنوب طوال الجمعة ويكفرها الخميس ، يقوم بفعل الذنوب أثناء العام وفي شهر شعبان القادم على الطريق نكفر به عن ذنوبنا ، هذا فهم ثقيل ، ومغلوط ، فيما لو صدر من إنسان ذنب من دون قصد أو تصميم أو من دون إرادة أو من دون رغبة ، فإن جلسة إحياء هذه الليالي يشفيه من هذا المرض الذي سبب له الوقوع في الذنب .
وقد قال عليه الصلاة والسلام :
" من أحيا الليالي الخمس ، وجبت له الجنة ، ليلة التروية ، وليلة عرفة ، وليلة النحر ، وليلة الفطر ، وليلة النصف من شعبان " وقد قال عليه الصلاة والسلام :
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَـالَ : مَنْ قَامَ لَيلَةَ النِصْفِ مِنْ شَعْبَانْ ، ولَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ * . (سنن ابن ماجة)
: وعن ابن عباس رضي الله عنه قال :
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِي اللَّهم عَنْهم ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ ، فَهُوَ كَمَنْ قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ ، فَهُوَ كَمَنْ قَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ * (مسند الإمام أحمد) .




خليجية[/IMG]



خليجية



جزاك الله خيرا



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.