تقول الراوية وهي فتاة: إن والدها تجاوز عمره الستين عاماً ومن ثلاثة عشر عاما حصل الخصام بينه وبين والدتها، وكلما نظرت البنت إلى والديها وكيف أنهما لا يتحدثان مع بعضهما بعضا تتأثر نفسيتها وتفكر في علاج الموقف، وعندما ترى صديقاتها في الجامعة وتسمع حديثهن عن والديهن تنعزل تفكر في عائلتها، وتتمنى أن تكون سببا في لم شمل العائلة لتعود المياه إلى مجاريها.
وقد بدأت بتنفيذ خطتها عندما جاءت الموافقة لأمها بالذهاب إلى الحج، والتي طالما حلمت بها منذ زمن بعيد، فسجدت الفتاة وهي بطلة قصتنا لله تعالى وأكثرت من الدعاء كي يوفقها الله للإصلاح بين والديها، ثم اقتحمت غرفة والدها وقد رغرغ الدمع في عينيها إلى أن أجهشت بالبكاء ودنت منه لتقبل قدميه ليرضى عن أمها ثم استحلفته بالله أن لا يردها خائبة.
وشعرت بدموع تتلألأ من عينيه فعانقها ثم قام إلى والدتها للمصالحة وجلسا يتعاتبان أكثر من ثلاث ساعات لتصفى القلوب وتعود المياه لمجاريها وانتهى ذلك الخلاف الذي دام ثلاث عشرة سنة، وعاد البيت جميلاً، وكأنهما متزوجان حديثاً، وسعد الأولاد كلهم بلم الشمل من جديد بين الوالدين.
هذه من إحدى القصص التي وردتنا للمشاركة في مسابقة ملكة جمال الأخلاق للفتيات للتنافس على قيمة (بر الوالدين) على قناة اقرأ الفضائية.
وجميل أن نرى كيف يؤدي التخطيط الجيد والاستعانة بالله تعالى من خلال الدعاء والسجود بالإضافة إلى حسن الحوار إلى نتائج طيبة ومرضية لتتحول الأسرة من حالة التفكك إلى الاستقرار والسعادة.
إن السجود والدعاء دواء سحري يؤثر في العلاقة الأسرية لتعود أفضل مما كانت وأحسن.