التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

الآية كل يوم هوفى شأن

( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)

مدح الله نفسه بهذا الوصف المتضمن قدرته جل في علاه، وأنه لا يقع شئ في العالم إلا بإذنه ، فهو كل يوم في شأن ، يخفض ويرفع، يعطي ويمنع، يقبض ويبسط، يولى ويخلع، ويقني ، يضحك ويبكي، يميت ويحيي، يهدي ويضل، يعافي ويبتلي.

كل يوم هو في شأن؛ يعطي فقيراً، يهدي حائراً، يشافي مريضاً، يرد غائباً، يرشد ضالاً، يشبع جائعاً، يسقي ظمآناً.

كل يوم هو في شأن ؛ يسحق طاغياً، يمزق باغياً، يكبت فاجراً، يهزم كافراً، يخذل عدواً ، يرد معتدياً، ينصر ولياً، يحفظ صالحاً، ينجد ملهوفاً، يجيب داعياً، يحمي مظلوماً، يعطي سائلاً، يمنح نائلاً، يجبر كسيراً، يعين مسكيناً، يرحم ميتاً، يعافي مصاباً، يدحض باطلاً، ينصر حقاً.

كل يوم هو في شأن ؛ ينزل الغيث، يسوق الغمام، يجري الريح، يسخر البحر، يزيد العابدين، يوفق الصالحين، يدل المجتهدين، ينصر المجاهدين، يؤمن الخائفين ، يتوب على التائبين، يغفر للمسنغفرين.

كل يوم هو شأن؛ يولج الليل في النهار، يرسل البرق يكاد يذهب بالأبصار، يجري السفن في البحار، يحوط المسافرين من الأخطار.

كل يوم هو في شأن؛ يكشف كرباً، يزيل خطباً، يغفر ذنباً، يحل ويبرم، يقدم ويؤخر ، يثيب الطائع، يحلم على المقصر، يتجاوز عن المسئ ، يستر المذنب، يمهل العاصي.

كل يوم هو في شأن؛ يفلق الحب والنوي، يعلم ما في الأرحام، يكتب الآجال، يحصي الأعمال، ينزل الأرزاق، يفك القيود، يطلق الأسري، يكلؤ من في البر والبحر، يرعي المسافرين، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

كل يوم هو في شأن؛ يطلع على ما في السرائر، يعلم ما في الضمائر ، يجيب المضطر ، ينقذ من المخاطر، يعصم من المهالك، يهدي من الغي، يبصر من العمي ، يرشد من الحيرة.

كل يوم في شأن؛ يعزل ولاة، يخلع ملوكاً، يهلك دولاً، يبيد شعوباً، يأخذ المتكبرين، يقصم المتجبرين.

وإن من ينظر في الكون نظرة المتبصر ويتفكر في المخلوقات وما يقع في الأرض من أعمال وحوادث يعجب من عظمة الملك الواحد الأحد وسعه اطلاغه وبالغ علمه، جل في علاه، فكل حركة معلومة، وكل لفظة محسوية، وكل نقطة أو ورقة أو ثمرة محصية، عالم هائل من الحياة والموت، والغني والفقر ، والصلاح والفساد، والسلم الحرب، والهداية والغواية، والصحة والمرض، كل ذلك بإذن الملك الحق الذي لا تخفي عليه خافية من أعمال هذه الخليقة، فلا يلتبس عليه أمر، ولا تختلف عليه لغة، ولا يع-عن علمه شيء ، ولا تفوته حركة ، ولا تند عن علمه كائنة، وقد وسع علمه كل شئ ، وقد عم فضله وانتشر إحسانه.

إن العالم شركة صاخبة من البناء والنتاج والتزاوج والتولد والاتفاق والاخالاف والسلم والحرب، تصالح وتقاتل، تآلف وتباين، بيع وشراء، حل وترحال، يقظة ونوم، حياة وموت، لكن المذهل أن ذلك بعلم الأحد الصمد وبتقديره وتدبيره واطلاعه جل في علاه,

ملائكة تكتب وسجلات تحصي وأقلام تخط ودواوين محفوظة، والرقيب الحسيب على ذلك كله عالم الغيب والشهادة الذي لا تخفي عليه خافية.

على بوابة الوحي
الشيخ : عائض القرني

فسَّر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية بقوله "يغفرُ ذنبًا ويكشفُ كربًا ويرفع قومًا ويضع ءاخرين" رواه ابن ماجه. ويوافق هذا قول الناس "سبحان الذي يُغيّر ولا يتغير" وهو كلام حسن جميل إذ التغيّر في المخلوقات وليس في ذات الله وصفاته.ا

فتبين أن الله يغيّر أحوال العباد من مرض إلى صحّة ومن فساد إلى صلاح ومن فقر إلى غنى ومن غنى إلى فقر على حسب المشيئة الربانية الأزلية. فالتغير يطرأ على أحوال المخلوقات وليس على مشيئة الله وعلمه. فإذا دعا العبد ربَّه أن يشفيَه فاستجاب له يصحّ أن يقال إن دعاءه وافق مشيئة الله. وإذا لم يستجب له يصحّ أن يقال إن الله لم يشأ له الشفاءَ وعلى كِلا الحالين يستفيد المؤمن بدعائه لربه سواء مع النفع الحاصل بالشفاء أو لم يحصل النفع بالشفاء لأن الثواب كُتب له




لااله الا اللله رب العرش العظيم خالق السموات والارض



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.