لإجابةِ على ذلك؛ قدَّم الباحثون في الشؤون الزوجية نصائحَ محدَّدةً، لكلٍّ من الرجال والنساء.
يقول دانيل جولمان في كتابه "الذكاء العاطفي": يحتاجُ الرجالُ والنساءُ إلى شتَّى أنواعِ التوافق العاطفي، وعليهِ؛ فإنَّ النصيحةَ للرجال ألاَّ يتجنَّبوا الخلافَ مع زوجاتهم؛ بل أن يُدرِكوا أنَّ الزوجاتِ عندما يَطرحْنَ بعضَ الشكوى أو الخلافَ معهم، فهُنَّ يفعلن ذلك مِن منطلَقِ المحبةِ، ويحاولْنَ الحفاظَ على حيويَّةِ العلاقة ونموِّها.
وعلى الأزواجِ أن يدركوا أنَّ غضبَ الزوجاتِ وشعورَهن بعدم الرضا – لا يمثِّلان هجومًا شخصيًّا عليهم، فغالبًا ما تكون انفعالاتُ زوجاتِهم تأكيدًا لمشاعرِهنَّ القويةِ بالنسبة للموضع محلِّ النقاش.
والمطلوب مِن الرجال أيضًا أن يتوخَّوُا الحذرَ مِن تقصير دوْرَةِ المناقشة، وتقديم حلٍّ عمليٍّ سريع؛ ذلك لأنَّ ما هو أكثرُ أهميَةً للزوجةِ هو استماعُ زوجِها لشكواها، وتعاطفُه مع مشاعرها حولَ الموضوعِ الذي تتحدَّث فيه، على الرغم مِن عدَمِ اتِّفاقِه معها، فالواقع أنَّ معظمَ الزوجاتِ يَرغبن في الاعتراف بمشاعرِهن الصادقةِ واحترامِها، حتى لو اختلف الأزواجُ معهن، وتَشعرُ الزوجةُ في معظم الأحيان بالهدوء النفسي، عندما يَستمع زوجُها إلى وِجهة نظرِها، ويتفَهَّم مشاعرَها، مِن خلال ودٍّ وانسجامٍ مشترَكٍ.
والنصيحة المقدَّمة للنساء، هي مُوازِيَةٌ لنصيحة الرجال، وهي: ما دامت أكبرُ مشكلةِ الرجال هي تركيزَ الزوجاتِ على الشكوى دائمًا، فليْتهنَّ يبذُلْنَ جهْدًا متعمَّدًا على عدم نقْدِ الأزواج أو الهجومِ الشخصيِّ عليهم، ويحرصْنَ على أنْ تكون الشكوى – فقط – ضدَّ ما فعَله الزوجُ، وليس نقْدًا لشخصِه وتعبيرًا عن احتقاره؛ بل عرض الفعل المحدَّد الذي سبَّب لهن الضِّيقَ والهمَّ.
ذلك أنَّ الهجومَ الشخصيَّ الغاضبَ يؤدِّي – بالتأكيد – إلى أنْ يأخذَ الزوجُ الموقفَ الدفاعيَّ، أو يُوقِفَ المناقشةَ، ويَبنيَ جدارًا مِن الصمت، وهو موقفٌ يؤدِّي إلى مزيد من شعور الزوجة بالإحباط، ويُصَعِّد المعركة.
هذا الموقفُ يساعد أيضًا على مزيدٍ من الإحباط، خاصةً إذا كانت الزوجة تَعْرِض شكواها في سياقِ تأكيد حبِّها لزوجها.
لقد تبيَّن أنَّ الزيجاتِ التي دامتْ طويلاً، تميل إلى التمسُّك بموضوع واحد، وهو إعطاءُ كلِّ طرَفٍ للطرف الآخرِ الفرصةَ لعَرْض وجهة نظرِه في بادئ الأمر؛ بل يَذهب هؤلاء الأزواجُ إلى ما هو أَبْعَدُ مِن ذلك؛ أي: أنْ يُظهِر كلُّ طرَفٍ للآخرِ أنَّه يُنصِت إليه تمامًا.
وما دام كلُّ طرَفٍ استمع إلى خلَجاتِ الطرف الآخر، فغالبًا ما يشعر المتظلِّمُ عاطفيًّا أنَّ هناك مِن التعاطف ما يقلِّل حِدَّةَ التوتُّرِ.
يقول دانيل جولمان في كتابه: "الذكاء العاطفي": إنَّ الأمرَ الذي يلاحَظ أنَّه مفقودٌ في معظمِ الحالاتِ التي تنتهي آخرَ الأمرِ بالطلاق، هو أنَّ أيًّا مِن الطرفين المختلِفين لا يحاول أنْ يخفِّف حدة التوتر.
ذلك أنَّ الاختلافَ الفاصلَ الذي يفرِّق بين معارك الأزواج الذين تَنتهي حياتُهم الزوجية بالطلاق، عن غيرهم من الأزواج الذين تستمرُّ حياتهم الزوجية، هو وجودُ أساليبِ التعاملِ التي تُضَيِّق هُوَّةَ الشُّقَّةِ بين الزوجين، أو غيابُ هذه الأساليبِ؛ حيث إنَّ آلياتِ الإصلاحِ التي تَحُول دُونَ تصعيدِ الجدَلِ إلى مرحلةِ التفجُّرِ العنيف، ما هي إلا مجرَّد أمورٍ يسيرة، مثل: الإبقاء على استمرار المناقشة، والتعاطف، وخفْض حدة التوتر.
إنَّ عدمَ التركيز على المسائل التي تُثير العِراكَ بين الزوجين – مثل: تربية الأطفال، والجنس، والأعمال المنْزلية – هو الإستراتيجيةُ العامَّةُ التي تَجعل الزواجَ – بإذن الله – ناجحًا.
بل هو الذكاءُ العاطفيُّ الذي يَشترك في رعايتِه كلٌّ مِن الزوجين، وبالتالي تَتحسَّنُ فُرَصُ نجاحِ العلاقةِ بينهما.
ومِن بين المهارات العاطفية المهمَّةِ في هذا الشأنِ، القدرةُ على تهدئةِ النفْسِ، وتهدئةِ الطرفِ الآخر بالتعاطف والإنصات الجيد؛ الأمرُ الذي يرجِّح حلَّ الخلافاتِ الزوجية والعائلية بصفة عامةٍ، بفاعليَّةٍ.
وهذا ما يَجعل مِن الخلافاتِ الصِّحِّيَّةِ بين الزوجين معاركَ حسَنَةً، تَسمح بازدهارِ العلاقةِ الزوجية، وتغلَّبُ على سلبيات الزواجِ، التي إنْ ترَكها الطرفان، تنمو وتهدِم الزواجَ تمامًا.
شكرا على النصائح بس وين اللي يطبقها ويفهمها
وناسة ان اول وحدة ارد على الموضوع<<هههههههههههه
شكرا على النصائح بس وين اللي يطبقها ويفهمها |
يشرفني تكنين اول واحدة تمر على موضوعي المتواضع
بشوية حب و تعاطف نقدر نطبقها
نورتيني يا عسل