البلوغ المبكر يؤدي الى قصر القامةالبلوغ هو نضوج الأعضاء التناسلية الدال على إمكانية الإنجاب. ويصاحبه علامات منها تسارع النمو للعظام، وظهور ونمو الثدي ونمو شعر الإبط والعانة ثم حدوث الحيض. وتتفاوت هذه العلامات من حيث الترتيب في الظهور، ولكن غالباً ما يكون نمو الثدي هو أول العلامات ويكون حدوث الحيض آخرها.
ويعتبر البلوغ مبكراً عند ظهور أي من هذه العلامات أو حدوث الحيض قبل سن الثامنة من العمر وهو نادر الحدوث. وقد يؤدي البلوغ المبكر إلى قصر القامة وفي النادر ما يكون البلوغ المبكر طبيعياً.
ويصاحب البلوغ المبكر أمراض الجهاز العصبي بنسبة 30 في المئة مثل الصرع أو التهاب الدماغ أو بعض الأورام داخل المخ، وخلل الغدة النخامية، ولكن تعتبر أورام المبيضين هي أكثر الأسباب المؤدية للبلوغ المبكر، مثل ورم الخلية الحبيبية للمبيض، والذي يكون السبب في 60 في المئة من هذه الحالات. كما أن أورام المبيض الأخرى قد تؤدي للبلوغ المبكر، وهي عادةً الأورام التي تفرز هرمون الاستروجين، وتحدث هذه الأورام الأخرى بنسبة 1 في المئة.
وفي هذا الصدد، توصلت دراسة بريطانية إلى أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يزداد لدى الأنثى، مع انخفاض سن البلوغ عند الفتيات، وربطت الدراسة ذلك بتدني مستوى المعيشة.
ووجدت الدراسة أن الفتيات اللاتي ينحدرن من بيئة فقيرة أكثر احتمالاً لأن تبدأ الدورة الشهرية لديهن مبكراً عن نظيراتهن من مستوى أشد ثراء، وأنهن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. كما وجدت الدراسة أن معدل البلوغ لدى الفتيات قد انخفض عن معدله قبل قرن. وبلغ المعدل في الثمانينات والتسعينات 12.3 سنة، فيما كان في أوائل القرن الماضي 13.5 سنة.
وأجريت الدراسة على 90 ألف امرأة في بريطانيا على مدى 40 عاماً بتمويل من معهد أبحاث السرطان وجمعية "اختراق سرطان الثدي" المعنية بمكافحة المرض من خلال البحث والتعليم والحملات المنظمة واشرف عليها دانيال موريس، من معهد الأبحاث.
ويقول موريس "إننا لا نعرف بالضبط السبب وراء ذلك، وقد يلعب الغذاء دوراً في ذلك". فيما عزت الدكتورة تابيثا دانيال استشارية الأطفال في مستشفى نوتنغهام للاطفال في بريطانيا سبب ذلك إلى زيادة التعرض لهرمون الأستروجين مع بدء الدورة مبكراً.
وأضافت الدكتورة دانيال أنه رغم أن النساء اللاتي بدأت الدورة الشهرية لديهن مبكراً تنتهي مبكراً، إلا أنهن قد يلجأن بعد ذلك لعلاج البديل الهرموني. وكانت دراسات سابقة قد اكتشفت وجود علاقة بين مستوى هرمون الأستروجين في الأنثى والإصابة بسرطان الثدي.
وهناك علاقة بين مستوى الأستروجين ونوعية الغذاء الذي تتناوله الفتاة، وبالتالي وزن جسمها. والغذاء عامل مؤثر لأن الأنسجة الدهنية في الجسم تقوم بتحويل الهرمونات الذكرية إلى هرمون الأوستروجين.
والفتيات من مستوى معيشي أدنى تبدأ الدورة الشهرية لديهن في وقت مبكر لأنهن غالباً ما يكن أكثر بدانة، فيما اللاتي تنحدرن من مستوى معيشي أفضل غالباً ما يحافظن على وزن مناسب لقدرتهن مالياً على الحصول على غذاء أفضل.
ومن العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي هي سن المرأة، وتناول الكحول ووزنها واستخدام البدائل الهرمونية، وكذلك حبوب منع الحمل، ووجود حالات إصابة بالمرض بين أفراد الأسرة.
فتيات اليوم يبلغن قبل سن العاشرة
وقد حذرت دراسة جديدة من أن الفتيات اليوم يبلغن قبل سن العاشرة، في معدل غير مسبوق تاريخياً.
وذكرت صحيفة "صنداي تلجراف" البريطانية أن دراسة أعدت في العام 2022 أظهرت أن الثدي يبدأ في النموّ لدى الفتيات في عمر تسع سنوات وعشرة اشهر كمعدّل عام حالياً، ما أثار القلق من مدى جهوزية الأطفال للتعامل مع نموهم الجنسي بينما لا يزالون في المدرسة الابتدائية.
وقد أجريت الدراسة في الدانمارك، ولا تشير إلى سبب حاسم ساهم في هذه الظاهرة غير أن الكثير من العلماء يعزونها إلى المواد الكيميائية بما فيها الهرمونات الموجودة في الطعام أو إلى البدانة. ويؤكد العلماء أن التعرض للهرمونات قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ونقلت الصحيفة عن أندرس جول، من مستشفى كوبنهاجن الجامعي قوله: "نحن متفاجئون لحصول تغير مماثل خلال فترة 15 عاماً فقط إذ ظهر أن الفتيات يبدأن في البلوغ اليوم قبل عام واحد ممّا كنّ يفعلن عام 1991".
البلوغ المبّكر يزيد من عدائية الفتيات
كما أظهرت دراسة حديثة أن البنات اللاتي يبلغن جنسياً قبل سن الثانية عشرة من عمرهن يصبحن أكثر عدائية من نظيراتهن اللاتي يصلن إلى هذه المرحلة في سن الرابعة عشرة.
وأشارت الدراسة، التي أعدتها جامعة كوينزلاند البريطانية، إلى أن البنات اللاتي يبلغن مرحلة النضوج الجنسي في هذه السن المبكرة يملن إلى المشاكسة والعراك مع الآخرين والتدخين وتناول المخدرات، وقد توصلت الدراسة إلى هذه النتيجة بعد الدارسة، التي شملت أكثر من 8 آلاف أم وأطفالهن لأكثر من 21 سنة.
وأوضح جايك ناجمان، الأستاذ والاختصاصي في علم الاجتماع، أن الذكور أكثر عدوانية من الفتيات بسبب ارتفاع مستويات هرمون "التستوستيرون" الذكوري لديهم.