التصنيفات
الحمل و الولادة

التغلب على اكتئاب ما بعد الولادة

مقال بقلم:
مارجريت فريدا- دكتوراة في التربية

الأطفال يعانون عندما تسقط الأم في براثن الاكتئاب. مقدمة بقلم الدكتورة/ سوزان ديكسون.

تظهر الأبحاث أن الطفل يتأثر عندما تصاب الأم بالاكتئاب، حتى أصغر رضيع يستطيع ملاحظة سوء مزاج أمه وانطوائها على نفسها. وقد يؤدي ذلك إلى بعض المشاكل السلوكية لدى الطفل، بل وحتى بعض العواقب طويلة المدى على تطوره. وأنا، كطبيبة أطفال، أود منع هذا من الحدوث، ويعني ذلك أن نوفر للأمهات المساعدة التي يحتجن إليها. عندما أقابل أماً تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، أخبرها بأنني لا أستطيع مساعدتها مع الطفل الرضيع حتى نساعدها هي أولاً. ولذا أشعر بسعادةٍ كبيرة لأن زميلتي الدكتورة كوميرفورد فريدا قد استطاعت أن تبذل الوقت والجهد لكي تقدم لنا أفكارها حول هذه القضية المهمة، فأرجو أن تطلعوا عليها. شكراً لكم.

أكثر من مجرد (baby blues). عندما كشفت ماري أوزموند- المغنية والممثلة ومقدمة البرامج الحوارية، وهي أم لسبعة أبناء- مؤخراً عن أنها قد عانت من اكتئاب ما بعد الولادة بعد أن وضعت طفلها الأصغر، ذهل العديد من الناس. أما نحن في وسط العاملين بالرعاية الصحية، فقد شعرنا بأنها كانت في أحسن حالتها عندما صرحت بذلك. تعاني واحدة من كل أربع سيدات تقريباً من هذه الحالة المدمرة، وبإعلانها عن تجربتها الخاصة، سلطت السيدة أوزموند الضوء على هذه القضية المهمة.

تخيلي هذا: قمتِ مؤخراً بوضع طفل. كانت تجربة الولادة رائعة، ولديكِ الآن طفل جميل وعائلة محبة، وكل شيء مثالي. كنتِ تتوقّعين أن تغمركِ البهجة، ولكن بدلاً من ذلك، تسيطر عليكِ مشاعر الفزع وعدم الثقة بالذات والحزن والتشوش. هذا هو اكتئاب ما بعد الولادة (PPD). وهو يصيب ما بين 8 و26 بالمائة من النساء، ولا أحد يعرف بالضبط ما هو سبب حدوثه أو كيفية منعه.

لا يجب الخلط ما بين اكتئاب ما بعد الولادة وحالة (baby blues)، فالأخيرة أكثر بساطةً، وهي تصيب نصف النساء تقريباً، بعد حوالي ثلاثة أيام من الولادة. عندما تصاب المرأة بحالة (baby blues)، فإنها تشعر بالحزن وتبكي كثيراً، ولكنها تظل قادرة على الاستمرار في نشاطاتها المعتادة. والأهم، أن تلك المشاعر تختفي خلال عدة أيام. ولكن الوضع مختلف في حالة اكتئاب ما بعد الولادة, وهو مرض يبدأ عادة بعد حوالي أربعة أسابيع من ولادة الطفل، وقد يستمر لأسابيع عديدة قبل أن تبلغ أعراضه ذروتها، ثم يتلاشى تدريجياً خلال فترة تتراوح بين ثلاثة و12 شهراً.

تقول السيدات اللواتي عانين من اكتئاب ما بعد الولادة أنكِ تشعرين كما لو كنتِ تفقدين عقلك. تستحوذ على الكثيرات فكرة أنهن لن يستطعن حب الوليد على الإطلاق أو بما فيه الكفاية. بل إن بعضهن يفكرن في الانتحار. قامت الدكتورة شيريل بيك بإجراء دراسات حول النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة، ونشرت النتائج في مجلة "أبحاث التربية". قالت إحدى السيدات أن معاناة اكتئاب ما بعد الولادة "تشبه الذهاب إلى باب الجحيم. كنت أشعر بأنه لا يوجد مهرب على الإطلاق، سوى بالموت." ووصفته أخريات هكذا: "شعرت كما لو كان كل شيء يتداعى، قطعةً فقطعة. كان على الآخرين أن يعتنوا بي، ولم يكن من الممكن أن أترك وحيدة" و"إذا ذهبت للتسوق من البقالة، كنت أشعر كما لو كنت في وسط الضباب. وكنت أستغرق أربع ساعات لإفراغ الحقائب فقط. كلّ شيء كان يبدو كبيراً وصعباً للغاية" و"لم أشعر بأنني أعيش الحقيقة. كنت أشعر كما لو كنت أمثل، أو كأنني فقط أؤدي حركات الحياة."

الأعراض غير ملحوظة غالباً. للأسف تشعر الكثيرات من السيدات اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة بالذنب أو الخجل لأنهن لا يستطعن إيجاد أي مبرر للحزن الشديد الذي يبدو عليهن. ولذا، فإنهن يخفين اكتئابهن عن الزوج والصديقات والعائلة، مما يجعل حصولهن على المساعدة التي يحتجنها أكثر صعوبة.

وهناك أخريات يكشفن عن مشاعرهن، فيكون الرد فقط هو إعطائهن الفرصة للخروج (“فقط اخرجي من البيت وستشعرين بالتحسن")، أو أسوأ من ذلك أن يتعرضن للانتقاد ("توقّفي عن إهدار وقتكِ في البكاء. يجب أن تكوني ممتنة لوجود هذا الطفل الجميل").

نادراً ما يتحدث أخصائيو التوليد، وغيرهم من المسئولين عن الرعاية الصحية، مع مريضاتهم عن اكتئاب ما بعد الولادة أو يتأكدون من أنهن لا يعانين من أعراضه.

النتيجة النهائية: عادةً ما تعاني النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة في صمت.

المساعدة متوفرة. لحسن الحظ، يمكن علاج هذا المرض، وهو عادةً يتجاوب مع الدواء. الخطوة الأولى هي التعرف عليه عندما يصيب المرأة، وتتضمن أكثر الأعراض شيوعاً ما يلي:

• البكاء

• صعوبة النوم

• تغيرات الشهية (تناول الطعام أكثر أو أقل من المعتاد)

• الشعور بعدم قيمة الذات

• فقدان الطاقة

• عدم القدرة على التركيز

• عدم الاهتمام بالمظهر الشخصي

• التوتر والقلق

• العصبية

• العدوانية والغضب

إذا شعرتِ أنتِ أو واحدةٍ من المقربات إليكِ بأيٍ من هذه الأعراض بعد الولادة واستمرت لأكثر من أسبوع واحد، فتحدثي مع الطبيب على الفور. تذكري أن اكتئاب ما بعد الولادة مرض. والنساء اللواتي يعانين منه لسن سيئات أو جاحدات. لا ذنب لهن في الأعراض التي يعانين منها، بل إن لديهن مرض ويحتجن للرعاية الطبية. لقد حصلت ماري أوزموند على المساعدة، ويمكنكِ أنتِ أيضاً أن تحصلي عليها.

منــــقول…




مشكووورة ياا الغلا



سندس….
يسلموو عالمرور..




تسلمين ياقلبى



&&سوسو زين&&…
تسلمي عالمرور….




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.