وينتج عن هذه الثقافة الزوجية لدى الزوجين الأمور التالية:
أ- الحب الواقعي المتزن.
ب- النشاط الجنسي المنسجم بين الزوجين.
ج- التضحية المتبادلة بين الزوجين.
د- التقدير والتفاهم المتبادل بين الزوجين.
أ-أما عن الحب بالنسبة للزوجين، فهو غذاء روحي لا يقل أهمية ولا يقل خطورة لكل من الزوجين عن الفيتامينات بالنسبة للجسم، والحب دعامة الزواج الموفق، وكلما كان الحب يسود الحياة الزوجية هو الحب الواقعي الإنساني المتزن، ارتفع معدل السعادة في الأسرة، والحب المتزن قوامه قلب متعاطف وعقل متفهم.
فتعاطف القلبين بين الزوجين درب من دروب الحب المتبادل بينهما، يقول الله سبحانه وتعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة). ومن آيات التعاطف بين الزوجين ذلك الحنين الذي يشعر به كل منهما في غياب الآخر، وتلك السعادة التي يشعر بها الزوج والزوجة في وجود الآخر والميل إلى التضحية من أجل الطرف الآخر، والتستر على عيوبه، ومحاولة الاقتراب منه في الميول وفي المزاج، وفي وجهة النظر، والتجاوب العاطفي.
أما التفاهم العقلي بين الزوجين، فهو بشير خير للأسرة، وهو العصا السحرية التي تحل بها الأسرة مشكلاتها وتقضي على الاختلافات في الميول، والمزاج، والعادات، والأفكار.
ب-أما عن الركن الثاني من أركان السعادة الزوجية، وهو النشاط الجنسي المنسجم بين الزوجين، فإن معظم الأزواج لا يعرفون شيئاً عن هذه الناحية، وجدير بنا أن نزيل غشاوة هذا الجهل.
يجب أن يعرف الزوج أن أحاسيس زوجته الحسية تنمو، وتبلغ ذروتها فتصير إيقاعاً كإيقاع النغمات الموسيقية، ولكن إيقاع المرأة أبطأ من إيقاع الرجل، ولذلك وجب على الزوج أن يوقظ تلك المشاعر لدى زوجته برعاية رقيقة وعطف.
وليعلم أن الإشباع الجنسي فن هادئ يأتي بالمران وبالصبر والعاطفة، وسيرى الزوج أنه حين يسعد زوجته من الناحية الجنسية، فهو يسعد نفسه أيضاً سعادة متجددة مستمرة، ويصير زوجاً مثالياً.
ج- والتضحية المتبادلة بين الزوجين ركن هام من أركان السعادة الزوجية، ذلك لأن الحياة الزوجية بمعناها الحقيقي حياة عطاء، هي حياة قوامها واجبات على كل طرف من الأطراف قبل أن تكون حقوقاً لكل من الزوجين، ومن ذلك كان لزاماً على كل من الزوجين أن يتنازل طوعاً عن كل ما كان ينعم به من حرية شخصية ومن استقلال قبل الزواج، وعلى كل منهما أن يضحي عن طيب خاطر، وأن يكون شعار الحياة الزوجية التضحية المشتركة، فلا يشعر أحد الزوجين بأنه يضحي في حين أن الآخر يضن بالتضحية، ومن لم يكن لديه القدرة على التضحية، عليه أن ينتحي ناحية من الجبل وينعزل عن الناس، وأن لا يطرق باب الزواج.
د- والاحترام المتبادل والتقدير المتبادل بين الزوجين هو الركن الرابع والأخير، ولكنه ليس الآخر في السعادة الزوجية، وجدير بنا أن نقول إنه ليس ثمة أمل في سعادة زوجية، وسعادة دائمة إلا إذا كان هناك أساس قوي من الاحترام والتقدير والصداقة بين الزوجين، وتدل الدراسات الاجتماعية والنفسية على أن أقل الزيجات نجاحاً هي تلك التي يعوزها عنصر الاحترام والتقدير المتبادل بين الزوجة والزوج. .. منقول