التصنيفات
الحمل و الولادة

الحبل واسرار المشاعر الخاصه به

الحبل
هنا أبوالغار

دقات قوية منتظمة، ودقات قلبي أنا أحسها سريعة خفيفة. دفء جميل يشع من حولي، طمأنينة وراحة وأمان.
أمد يدي في الماء، أحرك أرجلي، أضع اصبعي في فمي وأمصه، أحب المص، يسعدني. أتنفس فتمتليء رئتاي بالماء وأخرجه مرة أخري، أنظر حولي، الكيس الذي أعيش فيه يحيطني من كل جانب.
أحس بها وهي تتحرك، كانت حركتها خفيفة رشيقة، الآن ازدادت ثقلا وبطئا، تتكلم، صوتها هاديء جميل، يجعلني سعيدا مطمئنا، أتوقف عن الحركة فقط لاستمع إليها، أحيانا يعلو صوتها، تكون فيه حدة، أحس بتوتر وبقلق، أحس بالخوف، أسكت تماما وأنتظر، أسمع صوتها ينخفض لكنه حزين، قلقي يزيد واتمني أن تتوقف عن هذا الصوت، أن تكف عن هذه الرعشة، رعشة منتظمة رقيقة حزينة.
أحيانا تضحك فأضحك معها، أفرح لفرحها، أسمعها في أوقات تغن، وأحسها تكلمني أو تتكلم عني، هنا يكون صوتها مختلفا يكون أقوي، أعمق، أكثر ثقة.
أحب أن أرفس برجلي جنبها، تعلو منها صرخة، ثم تضحك فرحة، تضع يدها علي، تتحسسني من خلال جسدها، يفصلني عنها الجلد واللحم، أحس بها وهي أيضا تحس بي. وعندما تأكل أزداد نشاطا، كأنما تسري في جسدي قوة جديدة، أتحرك وألعب، لكن المكان بدأ يضيق بي. أصبحت الحركة أصعب، لم أعد أستطيع الدوران أو الانقلاب، لم أعد أستطيع أن أرفسها.
تنام وأنام معها أستمع إلي دقاتها المنتظمة، إلي نفسها الهاديء تغمرني الراحة والأمان. لكنني أستيقظ علي انفجار هائل، أنظر حولي أجد الماء الذي يغمرني يتسرب شيئا فشيئا، مائي، دنياي تتسرب من حولي، لا أستطيع الحركة، أحس أني مقيد، جسدها أحسه مشدودا، قلبها يدق بسرعة وقلبي يدق معه، تراها خائفة مثلي؟ فجأة تنقبض الدنيا من حولي، أحس بكل شيء يضيق، يضغط بقوة، يزداد خوفي، جسدها يزداد صلابة، اختفت ثناياه الناعمة، وسادات اللحم التي كنت أرتكز عليها تحجرت. أحس بالانقباض يضعف، أحس به يختفي ارتاح، وترتاح هي أيضا، وتعود الوسادات، أسند رأسي عليها أضع يدي علي أخري وظهري علي ثالثة، لكن ما أن يهدأ قلبي احس بالانقباض يأتي، يتكرر مرات ومرات في كل مرة يزداد قوة، وفي كل مرة يزداد جسدها صلابة وأحس نفسي اضغط في اتجاه واحد ضد رغبتي، أريد أن أتمسك بمكاني، أريد أن أبقي هنا، فلماذا أنفي من هذا المكان الذي لا أعرف غيره، لا أعرف سوي هذه الدقات المنتظمة المطمئنة، اريد أن أبقي هنا.
لماذا تئن؟ اتألم لألمها، أخاف منه، أحس أنا الآخر بألم، ألم في رأسي، في وجهي، في يدي، في جسدي، ألم مستمر منتظم لايزيد ولكنه لايختفي، الظلام كامل والوحدة هائلة وأنينها يأتيني كأنه من بعيد، حتي دقاتها بعدت عني، أعرف الآن أن هذا هو مصدر ألمي الحقيقي، فراقها هو الذي يؤلمني اكثر من أي شيء. صوتها بدأ يعلو، فيه حدة ،فيه رجاء، فيه ألم.
فجأة أري ما لم أراه من قبل، أري النور، ضوء هائل غمرني كأنه بحر يدعوني لأسبح فيه، أحس بالبرد، تتلقفني أيد كبيرة ثابتة خالية من أي احساس. أين أيديها التي كنت أحس بها عبر طبقات الجسد فتطمئنني بلمسة. أغمض عيني لأنسي هذا المكان الموحش، يضعونني علي سطح صلب وأنا الذي كنت أنام علي لحم علي جسد، السطح بارد، خشن تحت ظهري. أيد قوية واثقة تخلو من الحنان، من الآدمية، تنظفني، تدعكني، تدخل أنبوبة صلبة في أنفي، في حلقي، ترغمني علي البكاء وأنا الذي كنت أحب الضحك يرغمونني علي البكاء وعندما أبكي أسمعهم جميعا يضحكون في ارتياح. من هؤلاء؟ أين هي؟ يقطعون الحبل الذي كان يربطنا، يقطعونه إلي الأبد، يحكمون علينا بالفراق، ألا يعرفون أنني أحتاج إليها، ألا يفهمون أنني لا أريد أن أفارقها.
شيء ناعم يلفون به جسدي. أخيرا أحس بالدفء، يحملونني لكن إلي أين؟ أسمع صوتا يبدو مألوفا، قلبي تزداد دقاته سرعة، الصوت يقترب ودفء يشع ناحيتي: انه يدعوني اليه فجأة أجد نفسي في مكان جميل، أيد رقيقة كلها حنان تحوطني، أسمع دقات قلبها مرة أخري، أسمع صوتها، أحس بأنفاسها علي خدي ولأول مرة أحس بقبلتها. تنظر إلي ووجهها يمتليء إعجابا، حبا وحنانا وفرحة، عشرات المشاعر تظهر عليه، تنيره. أحس هنا وفي هذه اللحظة بالأمان واعرف الآن أن الحبل بيننا لم ينقطع




جزاكي الله خيرا كلامك جميل جدا مشكوره يا قمر لقد خانني التعبير لكن عن جد رووووعه سلمت يمناك




¸.•°®»بارك الله لك الجنة على الموضوع الهائل«®°·.¸.•°°·



مشكوووورة ياا الغاليــــــة



خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.