يؤدي الخلط بين الرومانسية والجنس بين الزوجين الى وقوع الكثير من الأزواج والزوجات في خطأ
كبير، تنعكس آثاره على العلاقةالزوجية،فتسبب تشويهاً للكثير من المفاهيم وإساءة إليها وذلك لأن
العلاقةالزوجية، وإن كانت تقوم أساساً على الحب والتعاطف وتلاقي إرادتين حرتين لإنشاءالحياة
الزوجية والإنجاب، فإن عقد الزواج ليس ترنيمة خيالية بل هوتشريع حكيم وفيه حقوق وواجبات
ومسؤوليات وفيه تكوين للأسرة وإغناء للمجتمع.
وعلى الرغم من أن الرومانسية والممارسة الجنسية الزوجية على صلة وثيقة، إلا ان كلاً منهما مستقل
عنالآخر، ولا ينبغي ربط أحدهما بالآخر دائماً وحتماً، فالرومانسية أسلوب حياة وطريقةتفكير تتسم
بالإبداع وعشق الجمال والقيم المثالية.ولا يبتعد الحب الزوجي الراقيكثيراً عن هذه السمات، حيث إن
الزواج هو التحقق الفعلي السامي للحب بين الرجلوالمرأة، وهذا ما يؤكده قول عمر بن الخطاب رضي
الله عنه حين قال: لم أر للمتحابين مثلالزواج.
ويجب ان يفهم بان الزواج ليس ممارسة الجنس فحسب، وإن كان الجنس يمثل جانباً كبيراًوهاماً منه،
وإنما تبقى الحياة الزوجية أوسع مدى وواجبات ومسؤوليات ومشاعر من مجرد الممارسة الجنسية.كما
ان الحياة الجنسية الزوجية ليست مقتصرة على الجماع، بل هيتشمل كل المظاهر والأفعال الحبية التي
تعبر عن عمق العلاقة بين الزوجين وتلاقيالعواطف والقلوب والعيون والرغبات في انسجام واتساق دون
تصادم أو إلغاء للآخر أوتجاهل له.ولهذا فإن الحب الجنسي الزوجي الرومانسي هو حالة دائمة لدى كل
منالزوجين وممارسة يومية سواء أكان في هدف أحدهما أو كليهما ممارسة الجنس أم لا.
إذا كان هدف الزوج من تصرف رومانسي معين مع زوجته (كتقديم الزهور أو العطور أو هديةأخرى محببة
للزوجة) هو ممارسة الجنس في ذلك اليوم او الليلة، فإن تصرفه هذا لا يكون رومانسياًبالمطلق، وهذا لا
يعني أبداً عدم التمهيد للفعل الجنسي وتقديم ما يدل على الحبقبله، فإن هذا أمر مطلوب شرعاً، ولكن لا
يجوز أن تقدم المحبة والهدايا أو الكلماتوالغزل، كرشوة للزوجة لممارسة الجنس أو في مقابل ممارسة
الجنس.
والأمر الهام الذي علىالأزواج أن يعرفوه عن ظهر قلب هو، أن أكثر ما تحبه المرأة من زوجها أن يعاملها
بحب وحنان واحترام وان يتودد إليها ويقدرها لذاتها وفي معزل عن أهوائه الجنسية اللحظية.
والحقيقة ان الرجل الذي لا يتودد لزوجته إلا عندما يريد ممارسة الجنس معها ، فانه يضيعأجمل ما في
الحياة الزوجية والذي هو المودة والرحمة الدائمة، ليجعلها لحظات قليلةخالية من الإخلاص الحبي وهي
لا تخدع الزوجة ذات الحس المرهف والذوق السليم، بل إنتلك المعاملة "الوصولية" تسبب لها انزعاجا
كبيرا حيث تشعر بأنها تستغل بطريقة فجةفعلاً.
وهنا ينصح الزوج بأن يقدم لزوجته الزهور التي تحبها أو الهدايا التي تعجبها فيأوقات مختلفة، ولا سيما
في مناسبات اجتماعية محببة لكليهما كالولادة (مثلا) وبعدالعودة من السفر وفي عيد ميلادها والأعياد
الدينية وغيرها من المناسبات ، دون أن يجعل من ذلك مايشبه الإيحاء الشرطي للممارسة الجنسية.
كما يتعين على الزوج ايضاً أن يجعل من المودة والرحمة التيجعلها القرآن الكريم عماد الحياة الزوجية
حالة دائمة في معاملته لزوجته، وأن يحققمقتضياتها ومتطلباتها من الحب والحنان والعطف والمغازلة
الرقيقة في كل الأوقات، ومن ثمةيأتي بعد ذلك التواصل الجنسي تعبيراً رائعاً عن حالة الحب الدائمة بين
الزوجين..
سلمت اناملك