لموسم الحج طابع مميز، حيث ينشط فيه الحجاج القادمون من أنحاء العالم لأداء فريضة الحج، يربطهم الدين القويم رغم اختلاف اللغة والثقافات والعادات ومنها العادات الغذائية.
ومناسك الحج تتطلب من الحاج بذل جهد بدني أكثر مما تعود القيام به في حياته العادية، فهناك الطواف والسعي ورمي الجمرات والتنقل ماشيا بين بقاع المشاعر المقدسة.
كما يوجد بعض التغيرات التي تصاحب هذه الفترة الزمنية مثل: التغير في مواعيد تناول الطعام ونوع وكمية المتناول منه.
والجمال تتحدث في هذا التحقيق عن هذا الجانب المهم في حياة الحجاج وهو «التغذية خلال فترة الحج وسلامة الطعام».
أهمية تغذية الحاج
للتغذية خلال فترة أداء مناسك الحج أهمية خاصة وأهدافها يجب تحقيقها وتوفيرها للحاج من أجل تمام لياقته البدنية التي تساعده على أداء كافة مناسك الحج وبطريقة صحيحة، ومن تلك الأهداف ما يلي:
1. توفير العناصر الغذائية اللازمة لاحتياجات الجسم، التي تشمل البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء مع زيادة استهلاك الخضراوات والفاكهة.
2. تحسين مستوى التغذية للحجاج بحيث تكون كافية لما يقومون به من نشاط بدني يومي من دون إفراط، أي أن تكون بالكمية اللازمة لاحتياجاتهم حسب العمر والجنس وما يبذلون من طاقة.
3. تجنب حدوث انواع التسمم الغذائي الناتجة عن تلوث الغذاء، باتباع الطرق والإرشادات الصحية السليمة وتحضير وإعداد الأطعمة مع النظافة، فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الإنسان المسلم وهي أوجب ما تكون في الغذاء حيث ان كثيراً من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام أو الشراب الملوث.
وهناك أساسيات للغذاء الصحي المتوازن يجب أن تتوفر في غذاء الحاج وهي النوعية، الكمية، والسلامة.
فلا بد أن يشتمل الغذاء على البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء، وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء مع زيادة استهلاك الخضروات والفاكهة.
كما يجب أن تكون كمية الطعام كافية دون إفراط بحيث تكفي احتياج الحاج وما يبذله من طاقة.
كما أن هناك مشاكل صحية عديدة تنجم عادة من سوء التغذية، بسبب النقص في كمية الغذاء أو أحد عناصره المهمة، وهي تظهر بصورة واضحة في فئة خاصة من الحجاج وهم كبار السن.
ومن ناحية أخرى فإن الإفراط في استهلاك الطعام قد يسبب لهم اضطرابات في وظائف الجهاز الهضمي.
وأخيرا يجب أن يكون الغذاء نظيفاً، فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الإنسان، وهي أوجب ما تكون في غذائه، خاصة في هذه الفترة المهمة من حياته، حيث إن كثيراً من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام الملوث.
أنواع الغذاء المفضلة
هناك أنواعا معينة من الغذاء يفضل تناولها خلال وجود الحجاج في الأراضي المقدسة، فلفترة الحج طابع مميز، حيث يزداد نشاط الحجيج مع بداية تأديتهم المناسك الدينية وفي أيام معدودات إضافة إلى ما يتطلبه أداء هذه المناسك من جهد بدني من الحاج كالطواف والسعي ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة.
لذا يلزم الحاج تناول وجبات غذائية تساعده في الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم والاحتفاظ بكمية سوائل تعوض الفاقد من الجسم مع الحرص على عدم التعرض للإمساك خلال فترة الحج، وذلك من خلال اتباع التالي:
– تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة بعد غسلها جيداً، فذلك يوفر المصدر الجيد للفيتامينات والأملاح المعدنية والطاقة والألياف الطبيعية التي تجنب الفرد الإمساك.
– تناول التمور مع منتجات الألبان (زبادي، أجبان، لبن)، فذلك يمد الحاج بوجبة غذائية عالية القيمة الغذائية سهلة الهضم كما يوفر له الوقت وجهد الطهي.
– تناول الخبز الكامل (الحب) الذي يمد الفرد ببعض الفيتامينات والألياف والطاقة.
– التناول المستمر للمياه والعصائر والمشروبات لتعويض ما يفقده الجسم من السوائل.
وفي حالة العرق الشديد نتيجة لارتفاع حرارة الجو تضاف عبوة ملح الجفاف مع كميات من مياه الشرب لتعويض الجسم ما يفقده من الأملاح والسوائل نتيجة العرق.
الحجاج المرضى والحمية الغذائية أما بالنسبة لبعض الحجاج المصابين بأمراض مزمنة قبل أن يأتوا الى الأراضي المقدسة وتكون ذات علاقة بالتغذية مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو المرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم .. الخ فيجب على هؤلاء الحجاج، في هذه الحالة، المحافظة على الحمية الغذائية الموصوفة لهم من قبل اختصاصي التغذية مع تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج في مواعيدها.
كما يجب مراعاة أن وجود الحجاج في خيام مفتوحة قد يعرضهم للغبار أو الأتربة، مما قد يؤدي إلى حدوث حساسية لديهم (إذا كان لديهم استعداد لذلك) كما قد يتعرض الحاج لتناول أطعمة جديدة عليه قد تكون محدثة للحساسية لديه.
الوقاية الغذائية
وحتى يتحقق للحاج أكبر قدر من السلامة الغذائية أثناء أدائه مناسك الحج، فيجب أتباع التعليمات والإرشادات الغذائية التالية:
– تناول الطعام في أماكن معروفة وعدم تناوله من الباعة الجائلين في الطرقات.
– غسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام وعدم التكاسل أو الاستخفاف بهذه النصيحة فكثيراً ما يكون سبب التسمم الغذائي عدم الاهتمام بغسل الأيدي، وبالطبع قد يحرم ذلك الحاج من إكمال أداء مناسك الحج.
– الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة غير المطهية مثل بعض الأسماك الصدفية.
– الابتعاد عن تناول السلطات المحضرة مسبقاً من المايونيز وسلطات البيض أو الدجاج او التونة، حيث تكون أكثر عرضةً للتلوث أو الفساد.
– تجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت فترة بعد الطهي مثل الأسماك أو الدجاج أو الكبسة.
– تناول اللبن المبستر أو المعقم المغلي جيداً، ويفضل شراء العبوات الصغيرة وعدم الاحتفاظ بالعبوة بعد فتحها.
– عدم الإكثار من تناول الأطعمة أكثر مما تم التعود عليه فإن ذلك قد يسبب بعض الاضطرابات الهضمية والشعور بالغثيان.
– التأكد دائماً من أن أدوات الطعام نظيفة وخالية من الأوساخ والأتربة.
– التأكد دائماً من ان مياه الشرب آتية من مصدر صحي وسليم، كذلك تجنب تناول الثلج المصنوع من هذه المياه، ويكون من الأفضل تناول المياه المعبأة والمشروبات التي تبيعها شركات معروفة.
– عدم تناول أي طعام غريب وهذا يشمل جميع الأطعمة حتى الفاكهة ويمكن تناول هذا الطعام بعد أداء مناسك الحج ولكن ليس قبله، فالأطعمة التي تؤكل لأول مرة قد تسبب بعض الاضطرابات الهضمية أو الحساسية الغذائية.
– التأكد من نظافة المائدة ومفرشها والفوط التي توضع عليها فقد تكون مصدراً لنقل الجراثيم أو العدوى في حالة عدم نظافتها.
– حفظ ما تبقى من الأطعمة في مكان نظيف مبرد بعيداً عن الأوساخ والحرارة.
– غسل الفاكهة والخضراوات جيداً قبل الأكل.
– تغطية الأطعمة الطازجة المطهية لحمايتها من الحشرات والأتربة.
– التأكد من عدم ظهور أي علامة على فساد الأطعمة سواء المطهية أو الطازجة أو المعلبة.
يعطيك العافيه حبيبتي