التصنيفات
منتدى اسلامي

الذوق الغائب البعض يفتقدونه

الذوق الغائب البعض يفتقدونه

فكلما ابتعدنا عن ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه وآدابه وأخلاقه أصابتنا الأمراض والأسقام المعنوية, التي جعلت حياتنا ضنكا ومن هذه الأمراض التي نعاني منها " قلة الذوق" والذوق هو الأخلاق في أرقى صوره..

و قالوا عنه:
الذوق هو الأخلاق حين ترتدي أجمل ثيابها وهو عطر الأخلاق ونفحاتها.. والذوق هو قمة الأخلاق حين تتألق في إنسان وتتجلى في أحاديثه وتعاملاته التي تنطوي على أجمل المشاعر وأنبل العواطف، الذوق هو الإنسان في أبهى صورة وأرقى حضارة

الدين المعاملة:
يقول صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " " والدين المعاملة، فلا يهم الناس كم تصلي في الليل وكم تصوم في النهار، وكم تقرأ من القرآن، فذاك شأن خاص بين العبد وربه
وما يفتح مغاليق القلوب إلا الأخلاق والنفس تمقت قليل الذوق وتفر منه مهما كان عابداً أو زاهداً أو عالماً أو متعلما وتعالوا نتعرف معاً على صور من قلة الذوق في جانب من جوانب الحياة :

قلة الذوق في الزيارة:
لا شك أن التزاور يجلب المحبة ويوثق عرى المودة بين الناس، كما أن لها عظيم الأجر والثواب عند الله تعالى إذا كان التزاور لله تعالى بعيداً عن المصالح الدنيوية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً"..
وسبباً في استغفار الملائكة "سبعون ألف ملك يستغفرون للزائر والمزور" هذا إذا التزمنا بآداب الزيارة وحدودها وإلا فإنها ستتحول إلى إثم وخطيئة.
ومن الملاحظ أنها أصبحت هماً ثقيل وشبحاً مخيفاً وأمراً يقلق راحة الناس بسبب قلة الذوق عند بعض الناس:
يزورك على غفلة دون موعد، وقد يبكر من صباح الصبح وكأنه " رايح رحله" "وشعرك منكوش وفرشك منفوش وعادك بعد النوم مربوش"

وآخر يزور مريض "ويزيده فوق المرض مرض " يدخل ما عد يخرج، ويجلس ما عد يقوم، ويتكلم ما عد يسكت" وعياله السبعة طبعاً برفقته..

وبعض الناس يزورك كل يوم مرتين وكأنه دوام، وفوق هذا يريد أن تجلس معه ولا تقصر في واجب ضيافته.
والناس معاهم أشغال وأعمال ومن الذوق مراعاة ذلك " زر غباً تزدد حباً" لكنه يبحث عن مراسم الزيارة في كل مره ولا يعتبر نفسه واحد من البيت..

ونعلم أن من حق المسلم على المسلم إجابة الدعوة ولكن المشكلة في الضيف الذي تعزمه ويعزم جنبه ستة سبعة من جيرانه وبعض معارفه " وصاحب العزومة مش عامل حسابه" ومن الذوق أن لا يفعل ذلك إلا أن يستأذن.. وضيف يكلفك فوق طاقتك، يشتي طقوس معينة للجلسة، وأكل مخصص، ودرجة الحرارة معتدلة وشيشة وكركديه، وتخرج أطفالك الشارع، لأنه ما يحبش الإزعاج.

يحكي القاضي محمد العمراني أحد قضاة اليمن
أن امرأة فقيرة كانت قديماً تسكن (حجة) أحد مناطق اليمن وكان لها قرابة يطمئنون عليها بالمراسلة، ولا يستطيعون زيارتها، لأن الطريق بين حجة وصنعاء كانت وعرة جداً وغير مرصوفة، وبعد فترة رُصف الطريق بين حجة وصنعاء على أيدي الصينيين، وأصبحت الطريق سهلة, فأصبح قرابتها يأتون إليها كثيراً ويحتاجون إلى ضيافة وليس عندها شيء لفقرها، فكانت تستقبلهم قائلة" أهلاً وسهلاً, لا رحم الله الصينيين".

وعاد الضيف الحساس يعمل لكل كلمة ألف حساب " فإياك تقول للقط بس" وإياك تقول " مدري أين ضاعت الورقة" " بايشل نفسه ويخرج".
وهذه الأفعال طبعاً من قلة الذوق، ولكن على الضيف أن يكون ذواق ويلتمس العذر، ويتغافل، لأنه أكيد ما يقصده، والمضيف يجب أن يكون ذواق ما يبحث عن المفقودات وقت الضيافه.

أما زيارة أم العيال ، التي تزورك مع قطيع من أطفال هم أشبه بتسونامي أو مثل " التتار" ومع ذلك أمهم هادئة لا تهش ولا تنش، مهما دمروا وحطموا وأحرقوا.

وكما قيل لا يجوز للضيف أن يسأل صاحب المنزل عن شيء من داره سوى القبلة وموضع قضاء الحاجة.
ومنهم من يقل ذوقه لدرجة أن يخرج أسرار البيت الذي دخله،لأن البعض إذا زارك وصادف وحصلت مشكلة أثناء تواجده " ما شاء الله عليه ينقل الخبر وإلى "الجزيرة مباشر".




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.