فكر هذا الناسك وقد كان مربيا وعالما فيما قالت المرأة ثم قال لها: أن ما تطلبين صعب جدا ولكن ليس بمستحيل أن استطعت أن تنفذي ما اطلبه منك وتكوني مستعدة لتحمل التكاليف…
فرحت المرأة لأنها قد فقدت الأمل في الحصول على حب زوجها وأعلنت استعدادها لكل ما يطلب الناسك منها..
فقال لها: أن الأمر لن يتحقق إلا إذا ذهبت للغابة وأحضرت شعره من رقبة الأسد..
خافت المرأة وقالت له كيف أستطيع أن افعل ذلك وأنت تعرف أن الأسد حيوان مفترس ,, ولا اضمن أن يقتلني ,,أليس هناك طريقه أسهل وأكثر أمانا؟
قال لها: لا .. أن ما طلبتيه صعب ولن تتم محبة زوجك إلا بهذا الأمر… وان فكرت جيدا ستجدين طريقه لتحقيق هدفك…
`ذهبت المرأة وهي شبه يائسة من الأمر,,وأخذت تسأل وتفكر كيف تفعل ذلك حتى أشار عليها شخص خبير بأن أفضل طريقه للحصول على الشعرة المطلوبة هي أن تشبع الأسد لتأمن شره فهو لا يفترس إلا إذا كان جائعا .
عملت بهذه النصيحة وذهبت إلى غابة قريبة وأخذت ترمي قطع اللحم للأسد ثم تذهب.. حتى ألفها الأسد وألفته وذهب منها الخوف منه..ومع مرور الوقت أخذت تقترب منه شيئا فشيئا… ثم بدأت تلمسه بالتدريج حتى أتى اليوم الذي اقترب منها الأسد وتمدد بجانبها وهو لا يشك في حبها له وأمن جانبها…فوضعت يدها على رأسه وأخذت تمسح شعره ورقبته بحنان وهو مطمئن لها … وفي هذه الحالة من استرخاء الأسد لم يكن صعبا عليها أن تأخذ منه ما نريد ,, ونزعت الشعرة من رقبته بهدوء بدون أن يشعر بذلك .
فرحت المرأة بانجازها وأسرعت للناسك لتعطيه إياها لكي يقوم بما وعدها به ويعمل السحر لزوجها.. فلما حضرت إليه ورأى الشعرة في يدها,,سألها :ماذا عملت حتى استطعت الحصول عليها؟
فشرحت له بالتفصيل أنها قد سألت وبحثت عن أفضل الطرق لترويض الأسد,,وذلك بمعرفة الطريق لقلبه وكان بإشباع بطنه ثم العمل بهدوء وصبر حتى حصلت على اطمئنانه لها وأمن جانبها حتى استطاعت أن تقطف ثمرة جهدها وهو الحصول على الشعره من رقبته .
فقال لها الناسك العالم: يا أمة الله أن زوجك ليس أكثر شراسة من الأسد افعلي مع زوجك كما فعلت مع الأسد وستملكين قلبه …… انتهت القصه .
عزيزتي الزوجة : إن الطريق إلى قلب الزوج سيأخذ منك جهدا ووقتا ولكن اعرفي أولا ماذا يريد … أشبعي حاجاته النفسية والعاطفية قبل الجسدية … اصبري في تعاملك معه .. وستقطفين ثمرة ذلك بإذن الله …
عندما لا تسير الأمور كما يجب بينكما لا تبحثي عن الحلول عند الآخرين قبل أن تبذلي جهدك وتعرفي مواقع الخلل عندك وأصلحيها مع إخلاص النية . قال تعالى : ( إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ) .