هناك سؤال يهم كثير من الزوجات خاصة الحديثات الزواج واللائي ليس لديهن خبرة في الحياة الزوجية ألا وهو :
كيف تتعامل الزوجة مع الزوج البخيل ؟ وهل البخل له علاج؟
وهل كل رجل بخيل يكون أناني؟ وما الحل لو رجل واحد اجتمت فيه هاتين الصفتين؟
وشرعاً متى يقال للزوجة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة : ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)؟
وهل المقصود بالمعروف هنا هو سد الجوع فقط؟
وكانت الاجابة من الشيخ كالتالى….
البخل من ارذل الصفات التي يتصف بها إنسان ..
لأن البخل فيه سوء الظن بالله ، فالبخيل يمسك ماله من ضعف إيمانه بمعنى اسم الله ( الكريم ) ..
ومن ضعف إيمانه بقوله تعالى : " وإن من شيء إلاّ عندنا خزائنه "
وفي البخل جحود وكنود . .
ولذلك نجد أن القرآن المكي – الذي نزل في بدايات الدعوة – كان ينزل ليعالج من أخلاق الناس في ذلك الوقت ( البخل ) يدل على ذلك قول الله تعالى : " أرأيت الذي يكذّب بيوم الدين . فذلك الذي يدعّ اليتيم . ولا يحضّ على طعام المسكين " .
المقصود أن البخل لخطورة شأنه جاء القرآن المكي في التحذير منه وتنفير النفوس منه .. وذلك لان البخل يطوي النفس على الابتذال .
ومن أقبح ما في البخل أن صاحبه لا يشعر بنفسه أنه بخيل وإنما يتصور نفسه مدبرًا وحريصًا.
والبخيل إنسان ليس له رغبات فلا يطمع في طعام جيد ولا في ثياب فاخر ولا أثاث وثير، وأحلامه كلها يؤجلها إلى المستقبل وعادة لا يأتي هذا المستقبل عليه أبدًا إلا وهو ميت.. ثم يفاجأ الناس أنه على فقره كان غنيًا. !
ولذلك هذه الصفة من الصفات التي ينبغي على كل ولي أمر فتاة أن يسأل عنها ويتثبّت منها في الشاب المتقدّم لموليته ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما استشارته الصحابية في بعض من تقدم لها قال لها ( إن فلان بخيل ) .. فجعل هذه الصفة من الصفات التي تؤثّر في كفاءة الرجل ومروءته .
ومن هنا جاء التحذير لكل زوج وأب ( بخيل ) في قوله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته " !
فهو من أعظم التضييع لأمانة الأسرة والبيت ، ومن التضييع للمسؤوليّة .
وفي محاربة هذا الخُلق جاء النصّ النبوي الشريف ليثبت أن خير الإنفاق درهم ينفقه الرجل على أهل !
قال صلى الله عليه وسلم : "دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة (أي عتق رقبة) ، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك".
والزوجة التي ابتلاها الله بزوج بخيل أمامها من الحلول :
1 – الصبر والرضا .
ولها في امرأة فرعو أسوة حسنة ، فقد صبرت على حالها وهي تحت فرعون وقالت ( رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) .
فأكرمها الله بهذاالرضا أن جعلها من النساء ( الكاملات ) . .
فعلى الزوجة المبتلاة بزوج بخيل أن تصبر على هذا الحال .. فإنها إن فقدت المال فلا أقل من أن لا تفقد الصبر والاحتساب .. سيما لو كان لها من زوجها ولد .
2 – أن تعوّد الزوجة نفسها على أن لا تتطلّع إلى ما عند الآخرين ، فلا تنبهر بما عند جاراتها مثلاً أو أخواتها أو مثيلاتها .. لتقطع طريق الأمنيات عى نفسها حتى لا يسبب لها ذلك نوعاً من انفراط ( الصبر ) على الحال .
3 – إن استطاعت هذه الزوجة أن تتكسّب من عمل يصونها ويحفظها ، ولا يعرضها لما يفقدها ما هو أعزّ عليها من المال والنفس والنفيس .. فلا باس .
وإن كان عندها أبناء كبار – مثلاً – تعوّدهم على التكسّب والعمل خاصة في أيام المواسم .
4 – لأهل الزوجة دور ( رديف ) في تقليل حجم المعاناة على الزوجة بأن يكون لهم دور في دعم ابنتهم مادياً ومعنوياً بالطريقة التي تعينها على الصبر ، ولا تجرّأ زوجها على زيادة المنع والبخل .
5 – ايضا ، فإن الشرع جعل للزوجة مخرجاً من بخل زوجها بالمعروف، وهي أن تأخذ ما يكفيها بالحق دون زيادة أو إسراف فقد جاء في الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – أن هنداً قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني إلا ما أخذت من ماله بغير علمه، فهل علي في ذلك من جناح؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك "
وضابط ذلك : أن ما تحتاجه الزوجة وابنائها لا يخلو إمّأ يكون من :
– ضروريات .
– أو حاجيات .
– أو تحسينيات ( كماليات ) .
فالمعروف يدور في دائرة ( الضروريات والحاجيات ) دون الكماليات .
فالضروري كالطعام والشراب واللباس .. والحاجيات ما لم يصل إلى حدّ أن يعتبر من الكماليات .
والأمر خاضع للعرف والعادة ، وفي نفس الوقت خاضع لتقدير الحال بحيث أن يكون الأخذ بالطريقة التي لا تثير حفيظة الزوج وتشعره بالاستغفال أو يشعره بتهديد ماله للإسراف !
6 – على هذه الزوجة أن تكثر من الدعاء وسؤال الله تعالى أن يرفع عن زوجها هذا البلاء ، وان يرزقها حسن الصبر على ذلك .
7 – عليها أن تحضر له بعض الكتب والسمعيات التي تتحدّث عن قضية البخل ، وخطورته على العبد في الدنيا والآخرة ..
فمن المهم تكوين قناعة عند البخيل بضرورة التغيير ..
لأن البخيل الذي يظن أنه ( يقتصد ) .. لا يمكن تعديل سلوكه مالم يتصحّح الفهم والتصوّر .
أسأل الله العظيم أن يفرج كرب كل مكروب ..
حبيباتى فى الله لا تنسونى من دعائكم :009: