الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة التي تتراجع أعراضها تارة وتظهر تارة أخرى. وتعتبر الصدفية القشرية أكثر أنواع هذا المرض انتشاراً، وتنجم عن فرط تكاثر خلايا يطلق عليها اسم “كيراتينوسيت”، مما يؤدي إلى تراكمها على السطح مشكلة طبقة قشرية.
وتشير التقديرات إلى أن 2% من سكان العالم يعانون من الصدفية، حيث يوجد في أوروبا نحو 1.5 مليون مصاب.
ويعتقد الخبراء أن النظام المناعي يرسل إشارات خاطئة تؤدي إلى زيادة سرعة دورة نمو الخلايا الجلدية. وهناك بعض الأشخاص الذين يحملون جينات تجعلهم عرض للإصابة بالمرض أكثر من غيرهم، خصوصاً إذا ما توافرت مجموعة من العوامل مثل الضغط النفسي وتعرض الجلد لإصابة ما وبعض أنواع العدوى والحساسية لأدوية معينة.
وعندما تنطلق دورة المرض، تبدأ الخلايا الجلدية بالتراكم على سطح الجسم بسرعة أعلى من المعدل الطبيعي، حيث تمتد فترة التراكم إلى ما تتراوح بين 3-6 أيام. وبعد أن يكتمل نمو هذه الخلايا يطرحها الجسم بشكل دوري كل 28 يوماً تقريباً، مخلفة وراءها بقعاً حمراء تسمى الآفات.
خطورة الصدفية
يقاس مرض الصدفية من خلال تأثيراته الجسدية والنفسية. فإذا كان المرض منتشراً في أقل من 2% من مساحة سطح الجسم، عندها توصف الحالة بأنها خفيفة، وإذا وصل انتشارها إلى 3-10% توصف بأنها معتدلة، وأما إذا تجاوز انتشار المرض نسبة 10% من الجسم، عند ذلك تكون الحالة حادة.
ويلحق مرض الصدفية، إلى جانب تأثيراته الجسدية، أضراراً نفسية كبيرة تؤثر في سلوك وتصرفات المرضى ما قد يؤدي إلى عواقب اجتماعية واقتصادية خطيرة، خصوصاً إذا ما كان المرض بادياً للعيان في اليدين والقدمين، وعندها يمكن اعتبار هذه الحالة من الدرجة الحادة.
الأسباب
رغم أن السبب الحقيقي للصدفية غير معروف تماماً حتى الآن، فإن المرض يعتبر أحد اضطرابات نظام المناعة المزمنة الناجمة عن فرط نشاط خلايا مناعية معينة يؤدي إلى إنتاج بروتينات تسمى شيموكينز “chemokines” وسيتوكينز “cytokines”.
وتشمل الستوكينات “عامل النخر الورمي” (TNF) الذي يلعب دوراً في طبيعة استجابة الجسم للعدوى. ويتم إنتاج هذا العامل بكميات كبيرة لدى مرضى الصدفية، مما يؤدي إلى حدوث التهاب يقود بدوره إلى تشكل لويحات جلدية مؤلمة تتسبب في تشوه المنطقة التي تظهر فيها.
وتلعب العوامل الوراثية دوراً مهماً في جعل بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالمرض، بيد أن هناك عوامل أخرى تسهم في ظهور هذه الآفة وتشمل الضغط النفسي وبعض أنواع العدوى أو الحساسية من بعض أنواع العقاقير.
العوامل المؤثرة
1- أشعة الشمس:
يلاحظ تحسن مرض الصدفية في فصل الصيف، ويزداد الأمر سوءاً في فصل الشتاء ويرجع سبب ذلك إلى أثر الأشعة فوق البنفسجية التي تساعد على تخفيف حدة المرض. لذا فإن مرض الصدفية ينتشر بكثرة في البلدان التي يكون بها فصل الشتاء طويلاً.
2-التوترات النفسية:
إن للعوامل النفسية والتوترات العصبية أثراً في انتشار مرض الصدفية.
3-الإصابات:
تؤثر أنواع الإصابات المختلفة مهما كانت خفيفة وحتى حروق الشمس في زيادة حدة المرض بين المصابين بمرض الصدفية.
4-الغذاء:
ليس له دور رئيسي على مرض الصدفية.
الأعراض
تظهر الصدفية على شكل بقع جلدية حمراء في مناطق محددة المعالم على سطح الجلد تغطيها أكوام من القشور البيضاء ذات اللون الفضي تتناثر بسهولة عند فركها، كما أن الحكة قد لا تكون مصاحبة لمرض الصدفية كما يحدث في أمراض الحساسية، لكن غالباً ما تثير هذه البقع شعوراً بالحكة وإحساساً بالألم والالتهاب، حيث إنها تظهر في أي مكان من الجسم وبالأخص في منطقة المرفقين والركبتين وأسفل الظهر والردفين.
كما يمكن أن تظهر هذه الآفة في الأظفار والأنسجة الطرية في الأعضاء ال وداخل الفم.
ويمكن أن يظهر المرض في أي مرحلة عمرية علماً بأن الصدفية القشرية تظهر عادة في فترة المراهقة وبداية مرحلة البلوغ.
وإضافة إلى ذلك، قد يصاب الأشخاص الذين يعانون من الصدفية، بالتهاب المفاصل الصدفي، وهو مرض مؤلم يتمثل في ظهور آفات جلدية ومفصلية.
وتتجلى الصدفية على شكل بقع جلدية حمراء اللون تكسوها تراكمات قشرية بيضاء. ويتمثل بعض أنواع الصدفية في ما ما يشبه البثور. وغالباً ما تثير هذه البقع شعوراً بالحكة وإحساساً بالاحتراق.
ويتخذ الطفح الجلدي أشكالاً مختلفة: إما دائري أو متعدد الأشكال. ومن صفات مرض الصدفية أن بعض المناطق التي تتعرض للإصابة مثل الجروح أو غيرها تكون عرضة للإصابة بالمرض.
أنواع الصدفية
هناك أنواع عديدة من الصدفية تشمل الصدفية القشرية والصدفية البقعية والصدفية البثرية والصدفية الانقلابية والصدفية الحمراء.
الصدفية القشرية: هي النوع الأكثر شيوعاً حيث تشكل أكثر من 80 % من حالات الإصابة بهذه المرض. ولون هذه الآفة أحمر عند القاعدة وتعلوها قشور فضية اللون.
الصدفية البقعية: يتمثل هذا النوع في ظهور آفات صغيرة على شكل بقع وتقف وراء 10% من حالات الإصابة بهذا المرض. وغالباً ما تتطور هذه الآفة نتيجة الإصابة بأنواع معينة من العدوى.
الصدفية البثرية: هناك أعراض عامة لهذا النوع من الصدفية تشمل ارتفاع درجة الحرارة والتوعك إلى جانب الأعراض الخاصة كظهور بثور في راحة اليد وأسفل القدم. وقد يثار هذا النوع من الصدفية الذي يقف وراء أقل 3% من الحالات، بعد توقف العلاج بالسترويدات.
صدفية الانقلابية (صدفية التجاعيد): يتمثل هذا النوع في ظهور بقع ناعمة حمراء اللون في ثنايا الجسم بالقرب من الأعضاء ال وتحت الثديين أو في الإبطين.
الصدفية الحمراء: ويعود السبب في احمرار مساحات واسعة من الجسم لدى المرضى المصابين بهذا النوع من الصدفية، ربما إلى ردة فعل الجسم بعد التوقف عن تناول الكورتيكوستيرويدات ذات التأثير العام في الجسم أو أنوع أخرى من العقاقير. ويعد هذا النوع من الصدفية الذي يقف وراء أقل من 3% من حالات الإصابة، خطيراً لدرجة أنه قد يهدد حياة المريض.
تأثيرات المرض
يلحق مرض الصدفية، إلى جانب تأثيراته الجسدية، أضراراً نفسية كبيرة تؤثر في سلوك وتصرفات المرضى ما قد يؤدي إلى عواقب اجتماعية واقتصادية خطيرة. وقد لا يدرك العديد من الناس أن المرض يؤثر في أداء المصاب جسدياً وعقلياً بطريقة قد تكون مشابهة لتأثير السرطان أو أمراض القلب أو السكري أو ضغط الدم المرتفع أو التهاب المفاصل أو حتى الاكتئاب. ويطال تأثير الصدفية الحياة اليومية للمريض في نواح عديدة:
الألم والحكة قد يحولان دون القيام ببعض الأعمال والممارسات الأساسية اليومية مثل تسريح الشعر والمشي والنوم.
وجود القشور الجلدية في اليدين والقدمين والوجه يمكن أن يمنع المصاب من القيام ببعض الأعمال وممارسة بعض أنواع الرياضة أو الاهتمام بأفراد العائلة والمنزل.
يعاني الأشخاص المصابون بالصدفية التي تتراوح درجتها بين المعتدلة أو الشديدة، من شعور بالحرج ربما يفقدهم بعض الثقة بالنفس.
تشير إحدى الدراسات إلى أن نحو 42% من مرضى الصدفية يعانون من التهاب المفاصل الصدفي الذي يسبب ألماً في المفاصل.
التشخيص
لا يوجد اختبار دم لتشخيص الصدفية، ولذلك يقوم الطبيب عادة بفحص المنطقة المتضررة بشكل مباشر.
وينبغي أن يقوم الأشخاص الذين تظهر عندهم أعراض الإصابة بالصدفية، بمراجعة أخصائي الأمراض الجلدية لتشخيص الحالة بشكل دقيق.
ويمكن في كثير من الحالات، تشخيص المرض من خلال الفحص الفيزيائي.
وقد يجد أخصائي الأمراض الجلدية، في بعض الأحيان، صعوبة في تشخيص الصدفية نظراً لتشابه أعراض هذا المرض مع أعراض أمراض جلدية عديدة أخرى. ولذلك يلجأ المختص إلى فحص عينة صغيرة من الجلد بواسطة المجهر لتشخيص الحالة بدقة.
العلاج
يستجيب مرض الصدفية عادة للعلاجات. وتستعمل لذلك مركبات منها الموضعية مثل مركبات القطران والسالسليك، والكورتيزون وغيرها بالإضافة إلى مركبات السورالين مع استعمال الأشعة فوق البنفسجية تحت إشراف الطبيب.
ويشتمل العلاج التقليدي على استخدام أدوية موضعية (مراهم تحتوي على الكورتيكوستيرويد أو قطران الفحم) والمعالجة الضوئية (الأشعة فوق البنفسجية) والعقاقير التي يشمل تأثيرها كل الجسم (مثل ميثوتريكسيت أو سيكلوسبورين). وقد تكون لهذه العلاجات بعض الآثار الجانبية وموانع الاستعمال التي تحول دون استخدامها لفترة طويلة.
وتختلف درجات الاستجابة للعلاج، وتعتمد هذه على عوامل أهمها:
المنطقة المصابة:
بعض المناطق خاصة التي تصيب الجلد الذي يغطي مفاصل الأصابع تكون أقل استجابة للعلاج من غيرها.
السن:
استجابة الأطفال المصابين بمرض الصدفية تكون عادة أكثر من غيرهم.
مدة العلاج:
مرض الصدفية من الأمراض المزمنة ويحتاج علاجه إلى الصبر والمثابرة واختيار العلاجات المناسبة، ويجب الحذر من استعمال مركبات الكورتيزون المركزة وكذلك الحبوب أو الحقن إذ إن هذه وإن كانت تؤدي إلى تحسن مؤقت لمرض الصدفية، إلا أن المرض سرعان ما يعود بعد ذلك وتزداد حدته وينتشر على مناطق أخرى من الجسم.
ويتم تحديد طريقة علاج الصدفية بناء على درجة المرض ونوعه وحالة المريض النفسية وكذلك مستوى استجابته للعلاج الأولي. ويشتمل العلاج التقليدي على استخدام أدوية موضعية (مراهم تحتوي على الكورتيكوستيرويد أو قطران الفحم) والمعالجة الضوئية (الأشعة فوق البنفسجية) والعقاقير التي يشمل تأثيرها كل الجسم (مثل ميثوتريكسيت أو سيكلوسبورين) وتؤخذ عن طريق الفم أو عن طريق الحقن.
وقد تكون لهذه العلاجات بعض السلبيات التي تحول دون استخدامها لفترة طويلة.
وقد تمت مؤخراً المصادقة على عدد من الأدوية البيولوجية الجديدة التي تستهدف النظام المناعي لعلاج الصدفية التي تتراوح درجتها بين المتوسطة والحادة.
ويمكن قياس فعالية العلاج المعتمد عن طريق “مؤشر شدة الصدفية ومساحة انتشارها” (pasi) و”مؤشر التقييم المعياري العالمي للصدفية”، حيث يقيس مؤشر Pasi المساحة الكلية للمنطقة التي تنتشر فيها الآفة وشدة المرض، في حين أن المؤشر الآخر الذي يتكون من خمس نقاط، يقيس الدرجة العامة للمرض.
ومن العقاقير التي تمت المصادقة عليها عقار “انبريل” لعلاج البالغين الذين يعانون من الصدفية القشرية بدرجة تتراوح بين المتوسطة والحادة، والذين فشلت معهم العقاقير التي يشمل تأثيرها كل الجسم مثل ميثوتريكسيت أو سيكلوسبورين والعلاج الكيميائي الضوئي، أو الذين تمنع أوضاعهم الجسدية استخدام هذه الأنواع من العلاجات. ولكن ينبغي على المرضى الذين يعانون من أعراض الصدفية، استشارة الطبيب المختص لتحديد ما إذا كان عقار “انبريل” مناسباً لهم أم لا.
ويشمل تأثير عقار “انبريل”، كل الجسم ويمكن أن يحسن حالة المريض وآلام أعراض الصدفية التي تتراوح بين المتوسطة والحادة في غضون أسبوعين. وقد ثبتت فعالية “انبريل” خلال فترة علاج استمرت 24 أسبوعاً. وعلاوة على ذلك، فقد حقق “انبريل” الاستجابة الإكلينيكية الأولية عند إعادة المعالجة به.
ووفقا للشركة المصنعة فإن “انبريل” يعتبر العقار البيولوجي الوحيد الذي تمت الموافقة عليه لعلاج التهاب المفاصل الصدفي إضافة إلى داء الصدفية. وباستطاعة مرضى الصدفية التوقف عن تناوله والعودة إلى استخدامه دون أن يتسبب ذلك في تفاقم الحالة. وعليه فإن أخصائيي الأمراض الجلدية يمكنهم وقف العلاج والعودة إليه لاحقاً من دون أن يتسبب ذلك في حدوث تأثيرات جانبية أو فقدان فعالية العقار.
وقد تم استخدام انبريل من قبل أكثر من 280 ألف مريض من مختلف أنحاء العالم لعلاج مجموعة من الأمراض، بعد أن ثبتت فعاليته وسلامة استخدامه.
وبالنسبة للجرعة التي ينصح مرضى الصدفية بتناولها فإن الجرعة المحددة من عقار “انبريل” للبالغين هي 25 مليجراماً وتؤخذ مرتين أسبوعياً. ويمكن أن تؤخذ جرعة قدرها 50 مليجراماً مرتين أسبوعياً على مدى 12 أسبوعاً، تعقبها عند الضرورة، جرعة قدرها 25 مليجراماً مرتين أسبوعياً. وينبغي المواظبة على “انبريل” حتى تتراجع الأعراض خلال فترة أقصاها 24 أسبوعاً. وفي حال لم يستجب المريض للعلاج مطلقاً بعد انقضاء الأسابيع ال 12 الأولى، يجب وقف العلاج. وفي حال أوصى الطبيب بإعادة العلاج باستخدام “انبريل”، ينبغي على المريض اتباع الإرشادات السابقة حرفياً بالنسبة للجرعات الموصى (25 مليجراما مرتين أسبوعياً) بها والفترة الزمنية. ولا يجوز استخدام عقار “انبريل” من دون إشراف الطبيب أبداً.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذوو أحلى بنت1753877
يسلمو روعه..
|