كشف صندوق إسعافات أولية عثر عليه في حطام سفينة في العهد الروماني، عن أنواع من الأدوية كانت تستخدم في العصور القديمة. حيث وجد داخله حبوبًا مصنوعة من الخضراوات البرية والأعشاب والنباتات في 136 قارورة من الخشب على متن سفينة تجارية محطمة على ساحل توسكاني ويبلغ طولها 50 قدم ويعود تاريخها إلى العام 130 قبل الميلاد. والأقراص التي كانت مغلقة جيدًا حيث استطاعت أن تبقى سليمة أكثر من 2000 سنة تحت الماء، يعتقد العلماء أنها كانت تستخدم لعلاج البحارة الذين يعانون من المشكلات المعوية مثل الإسهال والكوليرا. وتحتوي هذه الأقراص على مكونات مشار إليها في النصوص الطبية التقليدية مثل البرسيم، والكرفس، والكستناء. وقال الدكتور آلان توايد، من"Smithsonian Conservation Biology Institute ، معهد سميثسونيان للحفاظ على البيولوجيا" في واشنطن، إلى صحيفة صنداي تليغراف "إنه اكتشاف رائع. إنها كانت مغلقة بإحكام". ومن المحتمل أن النباتات والخضروات تم سحقها بالهاون والمدق، ونحن لا نزال نرى أن الألياف في الأقراص. والأقراص احتوت أيضًا على الطفل والصلصال، والتي لا تزال تستخدم من قبل الأطباء لعلاج مشكلات الجهاز الهضمي. إنها تعد أقدم البقايا الأثرية المعروفة من الأدوية القديمة، ويحتوي الصندوق أيضًا على ملاعق وأكواب شفط وهاون ومدقة. وكانت السفينة التي تم العثور فيها على الصندوق الطبي تنقل النبيذ والأواني الزجاجية والسيراميك ومصابيح الزيت. وغرقت على عمق 60 قدم من المياه بين البر الرئيسي في إيطاليا وجزيرة الألب. ويعتقد المؤرخون أن وجود الصندوق يوحي بأن السفينة ربما كان على متنها طبيب، أو على الأقل أحد المدربين في مجال الإسعافات الأولية. وقال الدكتور توايد إن الاكتشاف يشير إلى أن المعرفة الطبية عند اليونانيين القدماء كان يتم تدريبها وممارستها في الإمبراطورية الرومانية. وقد تعلم الرومان الكثير من معارفهم الطبية من اليونانيين القدماء، بما في ذلك استخدام مجموعة من الأدوات المتطورة. وقد اكتشفت السفينة قبالة ميناء بيومبينو في السبعينات، وعثر على صندوق الدواء في العام 1989. ولكنها الآن فقط، مع ظهور التسلسل التكنولوجي للحمض النووي، تمكن العلماء من تحليل محتويات الحبوب. وقال الطبيب الشرعي من جامعة بيزا، جينو فورناشياري، إلى صحيفة صنداي تليغراف "مثلما فهمنا كيفية تعامل الرومان القدماء مع بعضهم بعضًا، نحن نعلم المزيد أيضًا حول ما عانوا من أمراض".
م/ن
حلو والله..