التصنيفات
منتدى اسلامي

الغيبة والنميمة

[frame="13 98"][align=center]

الحمد لله وكفى
وسلام على عباده الذين اصطفى
الحمد لله ان جعلنا مسلمين ومن علينا بنعمة الهداية الى الطريق المستقيم
حثنا على كل خير ينفعنا وحذرنا من كل شر يسوؤنا
وما اكثر الشرور التي نلقي بانفسنا اليها متجاهلين تحذيرات رب العالمين وسنن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
ولعل اخطر هذه الشرور هي
الغيبة والنميمة
وقد يتساءل البعض هل هناك فرق بينهما
والجواب طبعا نعم
فما هي الغيبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الغيبة ذكرك أخاك بما يكره
الراوي: أبو هريرة المحدث: محمد جار الله الصعدي – المصدر: النوافح العطرة – الصفحة أو الرقم: 213
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فان كانت الخصلة المذكورة في الشخص المغتاب فهي غيبة وان لم تكن فهو بهتان والعياذ بالله
قيل يا رسول الله ما الغيبة ؟ قال : ذكرك أخاك بما يكره . قال : أرأيت إن كان فيه ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي – الصفحة أو الرقم: 1934
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
اما اذا نقل عن احدهم ما قال الاخرون فيه فهو افك والعياذ بالله

اما النميمة فهي نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد.
والغيبة والنميمة شران عظيمان يتهاون بهما كثير من الناس وخصوصا النساء فهن يتفكهن بالحديث عن فلانة وعلانة وتنشرح اساريرهن بالكلام عن الاخريات
فللغيبة انواع قد يجلها البعض ويظن انها لا تدخل في الغيبة
ومنها انتقاص الاخرين في لباسهم وطريقة كلامهم وجلستهم
والبعض ياخذ ذلك من باب الشفقة فيقول فلان على قدر من الورع او الدين او العلم الا انه—–
وهنا الطامة يعدد مساوئه من باب الشفقة عليه
وقد يكون الصمت احيانا غيبة كان نسئل عن احد فنقول لا خلينا ساكتين احسن فهذا قمة الغيبة لانه يفسح للسائل ان يضع ما يريد من خصال سيئة في المسؤول عنه

فما هو حكم الغيبة في الاسلام
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم وفي هذا دليل من القران الكريم
– قال تعالى: { يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱجْتَنِبُوا۟ كَثِيرًۭا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌۭ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا۟ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًۭا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌۭ رَّحِيمٌۭ } [الحجرات:12].

وقال تعالى {وَيْلٌۭ لِّكُلِّ هُمَزَةٍۢ لُّمَزَةٍ } [الهمزة:1].
فالهمز بالفعل، واللمز بالقول وتدخل فيه الغيبة
وقال عليه الصلاة والسلام
إن من الكبائر إستطالة الرجل في عرض رجل مسلم بغير حق ومن الكبائر السبتان بالسبة
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 2832
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره

فما هي عقوبة الغيبة
1-انها سبب من اسباب عذاب القبر
مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال : إنهما يعذبان ، وما يعذبان في كبير وبكى وفيه – وما يعذبان إلا في الغيبة والبول
الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: فتح الباري لابن حجر – الصفحة أو الرقم: 10/485
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

2-الفضيحة في الدنيا
يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته
الراوي: – المحدث: الهيتمي المكي – المصدر: الزواجر – الصفحة أو الرقم: 2/127
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
3-العذاب في النار
لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ! فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني – المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 4878
خلاصة حكم المحدث: صحيح

اذا فلماذا نغتاب مع عظم هذه المسالة؟
اننا نغتاب اولا لضعف ايماننا فمن يعلم خطورة الغيبة وعقابها ثم يغتاب فقد اعرض عن وعيد الله ونفص ايمانه
وقد نغتاب لنشارك الاخرين في كلامهم وقد نغتاب من لانعرفه ولا حول ولا قوة الا بالله
وقد نغتاب لنطفئ لوعة قلوبنا ممن اساء الينا او لنظهر انفسنا اننا خير من الاخرين
اللهم طهر قلوبنا والسنتنا من كل ما يبعدنا عنك

اما النميمة فلا تقل خطرا عن الغيبة ففيها افساد للعلاقات الاجتماعية وافساد ذات البين وخلق العداوات بين الناس وهي خطر عظيم على المجتمع الاسلامي
وقذ حذرنا ديننا الحنيف من اساة الظن بالاخرين وحثنا على التاكد من الكلام المنقول حتى لا نندم على تصرفات ما كانت لتكون لو اننا تثبتنا من الامر
(يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ( سورة الحجرات
يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات:6)
وحذرنا الله تعالى من موافقة النمام
(وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)
واخبرنا صلى الله عليه وسلم ان النمامون هم شرار الناس
خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله ، وشرارعباد الله المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العيب .
الراوي: عبدالرحمن بن غنم الأشعري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 2824
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

فما عقاب هذا الشر العظيم؟
عدم دخول الجنة
لا يدخل الجنة نمام
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 105
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ويكفي بهذا العقاب زجرا لمن يمشي بالنميمة ليبث حقده بين الاخرين وهذا دليل على ضعف الايمان كما في الغيبة
وتعد النميمة ايضا من اسباب عذاب القبر
فلنحذر احبتي هذان الشران العظيمان ولا تدفعنا انفسنا الامارة بالسوء الى جهنم وبئس المصير ارضاءا لها
ولندعو دائما بهذا الدعاء
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا
وارزقنا يا الله قلوبا سليمة
وطهر اعمالنا من الرياء وقلوبنا من النفاق والسنتنا من الغيبة والكذب والنميمة انك ولي ذلك والقادر عليه

اللهم صلي وسلم علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 4/24
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) .

الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6474
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وهذا الإمام أحمد رحمه الله دخل مرة يزور مريضا فلما زاره سأل الإمام أحمد هذا الرجل قال: يا أيها المريض هل رآك الطبيب؟
قال: نعم ذهبت إلى فلان الطبيب
فقال أحمد: اذهب إلى فلان الآخر فإنه أطب منه " يعني أعلم بالطب منه"*
ثم قال الإمام أحمد: أستغفر الله أراني قد اغتبت الأول أستغفر الله أستغفر الله
وروي أن الحسن قيل له: إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن رطباً على طبق وقال : بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام .*
والغيبه*إنما تقع فيما يكرهه الإنسان ويؤذيه فقال: ((بما يكره)).
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي: ومنه قولهم عند ذكره : الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله السلامة ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من صفية أنها قصيرة ، فقال : ((لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)) .
الراوي: عائشة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 5140
خلاصة حكم المحدث: صحيح

مجموعة المطمئنات بذكر الله
[/align][/frame]




شكرلك



جزاكـ الله خير الجزاء
ونفع بك الإسلام والمسلمين
ورزقكـ الجنة بغير حساب
وجعل كل ماقدمت من نفع في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.