المرأة والفراغ
* قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- : ((ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه علمي)) إن العمر الحقيقي للإنسا ليس هو السنين التي يقضيها من يوم الولادة إلى يوم الوفاة, إنما عمره الحقيقي بقدر ما يكتب له في رصيده عند الله من عمل الصالحات وفعل الخيرات.
قال – صلى الله عليه وسلم -: ((لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال…)) وذكر ((عن عمره فيما أفناه)).
فليست الحياة كما تتصورين ذلك الروتين اليومي أكل وشرب.. ونوم ولهو.. ولعب ومرح.. وزينة وتفاخر.. إنما هذه الحياة هي حياة الغافلين. إنما أنت خلقت لشيء وهدف أسمى من ذلك المتاع، إنما خلقت لعبادة الله وحده لا شريك له.
العوائق التي تصرف المرأة دون أن تستثمر وقتها:
1- طول الأمل والتسويف:
فكلما هم المرء بعمل يأتيه الشيطان ويغريه بالتسويف قائلا: اعمله غدا أو بعد غد.. وهكذا يقضي عمره مسوفا ولم يحصل ما قال.
* فلنقطع التسويف بالعمل والحزم والجزم.
2- الانشغال بأمور تافهة: بل قد تكون أحيانا محرمة.
ومن صور تضييع الوقت بغير فائدة:
متابعة الصحف والمجلات الخليعة.. سماع الأشرطة المحرمة.. متابعة المسلسلات والأفلام الهابطة.. الإسهاب في المكالمات الهاتفية.. متابعة الجديد من الأزياء.. وكثرة الذهاب إلى الأسواق. أيتها المباركة.. استفيدي من وقتك بمطالعة الكتب الدينية وقصص الأنبياء وتلاوة القرآن.. وسوف تجدين البركة والطهر والعفاف ترفرف علي بيتك.
3- القدوة والجليس السيء: بعض النساء تنظر إلى من هي أقل منها في استغلال الوقت واستثماره، ولا تنظر إلى من هي أحسن منها، معللة نفسها بأن فلانة أكثر مني إضاعة للوقت وهكذا.
4- الشعور بالنقص والضعف: فقد تكون بعض النساء قوية العزيمة قادرة على الاستفادة من وقتها، لكنها تحطم نفسها بنفسها، فكلما همت بعمل شعرت أنها أقل من ذلك العمل.
والعلاج: الاستعانة بالله، وأن تعلم أن ذلك من وساوس الشيطان، وترويض النفس وتدريبها مرة بعد مرة حتى تتعود على هذا العمل. قال – تعالى -: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)) (العنكبوت: 69).
* أقترح:
عليك بعمل برنامج يومي لاستغلال كل لحظة من لحظات وقتك من الصباح حتى المساء، وتحاولين الالتزام بهذا البرنامج قدر المستطاع حتى لا يضيع وقتك سدى وأنت لا تشعرين "فإن الوقت إذا مضى لا يعود" حافظي على أذكار اليوم والليلة كلها: فإن أحب الخلق إلى الله من لا يزال لسانه رطباً بذكر الله.