اليكي يا صديقة العمر

اليكي يا صديقة العمر وأختي في الحياة

يا من أتأمل غروب خطاك حين تحضرين

وأنصت بكل صمت الى صخب غيابك حين تأفلين

مساحةٌ شاسعه بين الشروق والغروب

بين الحظه التي تُعلن حضورك وبين الحظه التي تسبق رحيلك

لحظات كمد البحر وجزره كثورة أمواجه وهدوء سكينته

يا بداية ونهاية كل الحروف والابجديات واللغات

حارت كلماتي في وصفك وشهقت انفاسي في رسمك

يا ملكة النساء اعترف لك ان لبصماتك على جدار القلب حفريات

عمقها كخريطة لم ترسم ولم تُكتب حدودها بعد ولن تُكتب ابد الدهر

فأنتي أسطوره بين النساء ليس لها نهايه ولم تكن لها بدايه

فالسماء مظلمه بدون نورك

والقمر حزين بدون ضياء وجهك

والشمس بارده بدون دفئك

والطيور خرساء بدون همسك

والأراضي قاحله بدون غيثك

والزهور ذابله بدون عطرك

والورود حزينه بدون شذاكي

والفراشات هبطت صامته جرداء أمام جمال طلتك

والكون لم يعد هو الكون أحدثتي اضطرابات في موازينه

فمن أين أتيتي يا ساحرة النساء

بيوت خفقي مليئه بالمُلصقات كل يوم لك صوره عجزت عن حملها جدران الحياة

وريشاتُ رسمي أعلنت البكاء فغُرفُ روحي مليئه بك كمعارض الوحات

كل الألوان جفت وتكسر حبر بريقها حين لمحت لون عيناك ذات مساء

والشعراء والكتاب نعوا أقلامهم حين بُحت باسمك فأعلنوا الحداد ومضوا تُعساء

القصص ما عادت هي القصص والروايات أغلقت جفون سطورها وجلست عمياء

ودور النشر أفلست وأغلقت أبوابها لتنصت الى طيف حروفك بكل اعجاب

فسبحان من خلقك بكل اعجاز

يا صاحبة الصوت الفيروزي يا عطرا مختئبا بين الزجاجات

يا من يقف امامها العلم عاجزا مختنق العبرات

يا من تفصلني عنها المسافات والمسافات

يا طيبه بقلبك يا نقيه بروحك

يا صادقه بشعورك يا الماسه بأخلاقك

يا رمز الصداقه والطهر والوفاء

يا شمعة ايامي يا سندي وقت انكساري

يا من تُنسيني أحزاني وترسمين البسمه على شفاهي

يا صاحبة العقل الواعي والمنطق الساحر

يا من تقف لها الاطلال شامخه

لتعزف أجمل سمفونيه للرقي والمجد والروعه

فمن قال أن الخل الوفي من المستحيلات

فحتما لم يحظى بعد بشرف صداقتك وأخوتك

فليتني أستطيع كتابة اسمك في شهادة ميلادي