يحتوي التراب على أجزاء صغيرة, في الدرجة الأولى معادن (مواد غير عضوية), ناتجة عن تفتت الصخور. يحتوي أيضا على مواد عضوية (ميتة كانت أم حيّة). و من خلال المسامات الموجودة بين هذه المواد يتسّرب الماء (محتويا على أملاح مُذابة) إلى باطن الأرض, و من خلالها أيضا يدخل الهواء لتهوية جذور النباتات. يمكن العثور على كميات هائلة من الكائنات الحية في التربة أيضا, و هي تلعب دورا مهما في الحفاظ على حيويّة التربة.
و لكي يستفيد النبات من المواد العضوية (كجثث الحيوانات و الإنسان, و أوراق الأشجار, و الأخشاب, و الزبل …) المضافة إلى التربة يدويا أو الموجودة فيها تلقائيا, يجب أن تتحلّل أولا و تتحول إلى مادة الدُّبال (و هي أجزاء صغيرة جدا). لا يمكن للنباتات الإستفادة من المواد العضوية إلا إذا كانت متحلّلة, حيث يتحول شكل المواد الغذائية فيها لتصبح قابلة للإمتصاص من قبل النبات. تلعب الحشرات, و البكتيريا, و الديدان, و الفطريات, دورا أساسيا في تفتيت المواد العضوية في التربة و تحليلها.
يمكن تحسين مستوى خصوبة التربة من خلال إضافة المواد المغذية التي يحتاجها النبات (التي مصدرها الأسمدة). هناك ستة عشر عنصرا يحتاجه النبات بشكل أساسي لكي ينمو. ثلاثة من تلك العناصر هي الكربون, و الأوكسيجين, و الهيدروجين, و التي يلعب كل من الماء و الهواء دورا هاما في تزويد النباتات بهذه العناصر. أما العناصر الثلاثة عشر المتبقية فتحصل عليها النباتات من التربة و الأسمدة. و من تلك العناصر الثلاث عشر التي يحتاجها النبات بكميات كبيرة هي: البوتاسيوم, و الكلسيوم, و النيتروجين, و الفوسفور, و المغنيزيوم, و الكبريت – و تسمى هذه العناصر بـ "العناصر الكبرى". أما العناصر الصغرى التي يحتاج النبات كميات صغيرة منها هي: الحديد, و البورون, الكلورايد, و الفوسفور, و الموليبديم, و الزنك, و النحاس, و المنجنيز.
أصناف الأتربة:
يمكن تقسيم الأتربة من حيث تركيبتها إلى خمسة أصناف أساسية, رغم أنها متوافرة في معظم الأحيان في خليط مع بعضها.
1- التربة الطينية (clay soil): تتكون من أجزاء دقيقة جدا, لذلك يطلق عليها – في علم الجنانة – إسم "التربة الثقيلة" لأنها صعبة العزق أو النكش. قد تكون هذه التربة خصبة جدا في بعض الأحيان إلا أنها تفتقر دائما إلى الصرف الجيد (أي يصعب تسرّب الماء و الهواء في مساماتها). لذلك إذا كانت التربة رطبة فستتكتّل و تتحد و تمنع بدورها دخول الهواء فيها. و إذا كان جافة فستتشقّق و تُحدث فجوات كبيرة من جراء التشقّق و بالتالي سيصعب التعامل معها. يمكن تخفيف ثقل هذه التربة و تحسين جودتها من خلال إضافة مادة الدُبال إليها. و مادة الدبال عبارة عن مواد عضوية متحلّلة. لذلك يمكن إعتبار زبل (روث) الحيوانات, و أوراق الأشجار, و مخلّفات الحديقة, و بعض المواد العضوية الأخرى هي التي يتكوّن منها الدبال. تُضاف هذه المواد عادة و تُفلح مع التربة حتى تنطمر و تتعفّن ببطىء لتصبح ما يسمى بالدُّبال.
2- التربة الرملية (sandy soil): على نقيض النوع الأول, تتكوّن من أجزاء كبيرة. تسمى بالتربة الخفيفة لأنها سهلة العزق أو النكش في جميع حالات الطقس. و نظرا لنسبة المياه الضئيلة التي يمكن أن تحتفظ بها هذه الأتربة, فإنها تجف بسرعة. تحتاج هذه الأنواع من الأتربة إلى كميات كبيرة من المواد العضوية التي ذكرناها في الصنف الأول من الأتربة (التربة الطينية) لكي يتسحّن وضعها و مستوى خصوبتها.
3- التربة الطُفاليّّة (loamy soil): هي أفضل الأتربة على الإطلاق. تتكون من خليط من التربة الطينية و التربة الرملية. تتميز هذه التربة بأنه يسهل العمل بها و ليست قاسية و لا تشكل كُتلا كبيرة إذا جفّت. و من المهم أن تكون التربة كثيفة و محروثة جيدا حتى يتسنى لجذور النباتات إختراقها بسهولة و بسرعة. و إذا أضيفت الأسمدة العضوية فستكون تربة أكثر من مثالية لزرع النباتات. تتميز أيضا بأنها تسخن بسرعة في الربيع, و لا تجف بسرعة في الصيف – لأنها قادرة على إحتجاز كميات كبيرة من الماء. إعتبر نفسك محظوظا إذا كانت لديك هذه التربة !!
4- الطمي (cilty soil): من خصائص هذه التربة أنها مالسة و لزقة, و جيدة الصرف. كما أنها غنية بمادة الدُّبال, لذلك أكثر خصوبة من التربة الرملية.
5- الخُث (peaty soil): تحتوي على كمية كبيرة من المواد العضوية (يحتوي بشكل أساسي على مادة الخُث: و هو نسيج نباتي نصف متفحّم يتكون بتحلّل النباتات تحلّلا جزئيا). تتميز هذه التربة بأنها داكنة اللون, و تسخن بسرعة في الربيع. تتميز أيضا بقدرتها على الإحتفاظ بكميات كبيرة من المياه بداخلها مما يجعلها رطبة لمدة أطول من الأتربة الأخرى. أخيرا هي تربة مثالية للزرع, خاصة إذا أضيفت لها الأسمدة العضوية.
بشكل عام, يمكن تحسين جميع أنواع الأتربة من خلال إضافة الأسمدة العضوية إليها.و يمكن تصنيف الأتربة تبعا للونها أيضا: فالأتربة الداكنة اللون (كالبُنّي) تكون أكثر خصوبة من ذوات الألوان الفاتحة. و يعود اللون الداكن في التربة إلى إحتوائها على كميات كبيرة من الدُّبال. إلا أنه يدل اللون الداكن أو الأسود في بعض الأحيان على إحتواء التربة على كميات كبيرة من المواد المعدنية, لذلك لا يمكن الإستدلال عندها على أن الألوان الداكنة عائدة لخصوبة التربة. تحتوي بعض الأتربة ذات اللون الأحمر أو الأحمر المائل إلى البنّي على كميات كبيرة من أكسيد الحديد, و هذا يعطيها ميزة الصرف الجيّد. إلا ان التربة الحمراء ليست غنية كثيرا بمادة الدّبال و بالتالي هي ليست خصبة جدا. أما الأتربة الصفراء أو المائل لونها إلى الصُفرة, هي في كثير من الأحيان تربة غير خصبة. أما الأتربة الرمادية اللون تكون فقيرة عادة بالحديد و الأوكسيجين, لذلك تكون سيئة الصرف. قد يكون اللون الرمادي أيضا دليلا على غنى التربة بالمواد القلويّة (alkalinic), أو بعنى آخر تفتقر للمواد الحمضية. أخيرا, لا يمكننا الإعتماد كليا على مسألة تصنيف الأتربة نسبة للونها, لكن يظل الإستدلال باللون لمعرفة خصائص الأتربة.
إختبار للتربة:لمعرفة إلى أي صنف من الأصناف الخمسة تنتمي تربتك عليك فعل التالي:
1- أخرج إلى حديقتك و إرو مساحة صغيرة من التربة. إذا إختفت بقعة الماء بسرعة فالتربة رملية. أما إذا تأخر تسرّبها إلى باطن التربة فتكون تربتك طينية.
2- بعدها خُذ حفنة من التراب بيدك و إضغط عليها بلطف. إذا أصبحت صلبة و جامدة بعد فتح يدك فتربتك طينية. و إذا إنهارت و تفتّت فتربتك رملية. لو كان صنف تربتك هو الخُث فستُصبح حفنة التراب على شكل إسفنجة و ستكون ليّنة. أما لو كانت تربتك طُفاليّة أو من صنف الطّمي, فستحتفظ حفنة التراب بشكلها و لكن لا تكون صلبة كما في حالة التربة الطينية
والتربة هي مورد فعال يزود النباتات بالحياة، وهي مكونة من خليط ذو أحجام مختلفة من جسيمات معدنية (رمل، غرين، وطين) ومواد عضوية وأنواع متعددة من الكائنات الحية. وبالتالي فان للتربة خصائص بيولوجية وكيميائية وفيزيائية بعضها ديناميكي يمكنه التغير حسب طرق التعامل مع التربة.
أنواع التربة:
بالإمكان تعريف خمس مجموعات رئيسية للتربة في المملكة المتحدة عن طريق عمل حفرة، والنظر إلى التربة على عمق متر واحد:
"التربة البنية"، يظهر هذا النوع من التربة تغير تدريجي في اللون أو في أفق واضحة مع دليل في نمو جذر غير محدد الطول ونشاط لدودة الأرض لأعماق بعيدة، وتعتبر هذه التربة قادرة على إنتاج عشب جيد ولكن يجب فحص نظام الصرفة والحامضية.
"الصلصال"، تظهر هذه التربة مقاومة لجذور النبات ولدودة الأرض من الدخول إلى التربة رمادية اللون والمثقفة بالماء.
إن الإثقال بالماء مشكلة كبيرة في هذه التربة ويمكن أن لا تعالج بنظام الصرفة (شبكة من مصارف المياه)، وفيها ضعف في إنتاج العشب وتوحل بشدة في الشتاء. يشير اللون الرمادي المرقش إلى تربة مثقلة بالماء خلال فترة من السنة.
"الرسوبية"، تربة ذات تركيب رملي حامضي مصفى، لا توجد المواد المغذية في طبقاتها العليا، ولكن بإمكانها العمل على تراكم المواد المغذية في الطبقة القاسية الخشنة القابلة للاختراق من جذور النبات، ليس بإمكان هذه التربة إنتاج محصول جيد من العشب.
"الجيرية"، تشبه هذه التربة تلك التربة المغطاة بالطباشير، ويكون هناك عادة طبقة عليا بنية اللون مع طباشير بيضاء نقية على السطح.
إن هذه التربة ليست حامضية وبإمكان الماء أن ينفذ بسهولة من خلالها، وتعتمد إمكانيتها على إنتاج العشب على عمق الطبقة العليا بينة اللون.
"العضوية"، تحتوي هذه التربة على نسبة عالية من المحتوى العضوي أو محتويات خثية وتكون عادة كثيرة الاحتفاظ بالرطوبة والخصوبة، لكنها يمكن أن تكون حامضية خاصة إذا كان هناك صخر سفلي كما في أرض المستنقع، كما يمكن أن يكون هناك مشكلة في نظام الصرفة.
– تم تطوير الخث لأنه المادة التي لم يتم تحليلها بنفس الطريقة التي تم التخزين فيها، وهذا ممكن بسبب إثقال الماء.
يمكن لهذه التربة إنتاج بعض العشب الجيد بالغرم من أنها قد تعاني من نقص في الرطوبة في الصيف لأن الرطوبة العالية لا تشجع التجذير العميق.
خصائص أنواع التربة المختلفة
التربة الرملية، الرملي الطفالي، الطفالي الرملي هذا النوع مستنزف ومشبع بالهواء حيث أنه قابل للاستعمال معظم أيام السنة، وهو خفيف ويسخن بسرعة في الربيع، إلا إذا كان يحوي مواداً عضوية سريعة الجفاف وتحتاج إلى مياه إضافية، وهذه المياه الإضافية تساعد على تنظيف التربة من المواد المغذية للنبات والكلس، وعليه يمكننا القول أن هذا النوع من التربة نوعاً ما حامضي (عدا تربة الشواطي)، ويوصف هذا النوع من التربة عادة بالتربة "الجائعة"، التي تحتاج إلى غذاء إضافي، على الرغم من ذلك يمكن لهذه التربة أن تكون من أكثر أنواع التربة إنتاجاً إذا وجدة إدارة حكيمة.
التربة نصف طفالية، رملية طينية طفالية، طفالية غرينية هذه الأنواع من التربة معتدلة حيث تحقق توازناً ما بين القدرة على أن تكون منتجة والحد الأدنى من العناية، والتربة نصف الطفالية هي الأفضل في هذه المجموعة في هذا المجال. الطينية، الطينية الرملية، الطينية الطفالية، الجرينية الطفالية الطينية، الطينية الجرينية، الجرينية بالرغم من أن هذه الأنواع من التربة صعبة التعامل معها، إلا أنها عادة ما تزودنا بغذاء النباتات والكلس.
إن العائق الرئيسيس بخصوص هذه التربة هو قدرتها العالية على الاحتفاظ بالمياه (وهذا يعني أن المياه تبقى لوقت متأخر في فصل الربيع)، كما انها تحتاج إلى مجهود علي للتعامل معها، فعليك أن تختار ظروف الطقس المناسبة لتجنب العمل الصعب وتجنب تدمير تركيبة التربة، كما يجب استخدام الآلات الثقيلة مثل …… مهما كلف الثمن وخصوصاً إذا كانت التربة رطبة.
التربة الخثية الطحلبية (تربة المستنقعات) من المعلوم أن هذه الأنواع من التربة حامضية جداً وتتمتع بصرفة جزئية، ومن الممكن أن تكون أفضل تربة طينية طبيعية متوفرة، فهي غنية بغذاء النبات وسهلة للعمل فيها مبكراً، وبإمكانك أيضا أن تحول التربة المتوفرة إليك إلى تربة خصية وذلك بإضافة كميات كبيرة من المواد العضوية حيث أن معظم المزارعين يعملون ذلك.
من الممكن أن تطول مدة الاستهلاك لهذه المواد وعليه تكون مكلفة في البداية…. تجنب جعل هذه التربة حامضة جداً وعليك أن تختار المواد العضوية المناسبة.
التربة الطباشيرية والتربة الكلسية تحتوي هذه التربة على نسبة عالية من الطباشير والكلس، والحقيقة أنها تطغى على تصنيف أحجم الجسميات الدقيقة العادية الموجودة في هذه التربة، وهي غالباً ما تكون ضحلة جداً، كما أنها وبخطورة تحدد نوع النبات الذي ينمو بنجاح فيها، فان كانت تربتك من هذا النوع وكنت غير راضي عن نسبة النباتات التي يسمح لك بزراعتها فان أفضل طريقة هي أن تنتقل إلى منطقة أخرى، ولكن يجب عليك فحص التربة أولاً، وإذا لم تستطع الانتقال فما عليك إلا أن تحصر نفسك في زراعة النباتات التي تنمو في التربة الطباشيرية.
إن تغيير نوع التربة عادة ما يكون بمثابة مكافحة عسيرة وشاقة ومكلفة نوعاً ما
م ن