ربّما حسمت أو في طريقها إلى الحسم قضايا اجتماعية كثيرة، إلا واحدة وهي خروج المرأة إلى العمل، ولا نعني هنا المرأة العربية، بل المرأة في كل مكان في العالم. فها هي دراسة طبية تصدر قبل أسابيع تهدد الأُمّهات العاملات بالويل والندم على خروجهنّ إلى سوق العمل. الدراسة ملخصها أنّ الأطفال المحرومين من جرعة الحنان الكافية في الصغر سيشبون بقلوب ضعيفة ويكونون أكثر عرضة للإصابة بالجلطات والذبحات وغيرها. ونحن بدورنا لا نشكك في دراسة طبية قام بها أطباء متخصصون، إلا أننا نسأل، ولو كانت الأُم لا تعمل وتقضي يومها في المطبخ أو أمام التلفزيون أو تقوم بزيارات تلفونية للأهل والصديقات، فإنّ النتيجة ستكون نفسها. أي أنّ الطفل لن يلقى من الأُم الاهتمام الكافي لتدعيم قلبه الصغير وتقويته. ربما تتشابه النتائج هنا مع إنشغال المرأة بعملها خارج البيت. لكن هناك ملاحظة لا تخفى على أحد وهي أن معظم الأُمّهات العاملات لديهنّ شعور بالذنب تجاه صغارهنّ، يجعلهنّ يبالغن في الاهتمام بهم والحنو عليهم بقية ساعات اليوم. المشكلة ليست في خروج المرأة إلى العمل أو جلوسها في البيت.. المشكلة في اهتمام الأُم بأطفالها الاهتمام العاقل والكافي والمسؤول، سواء خرجت للعمل أم استقرت في بيتها.
منقول
يـــثبت لفائدته