كل واحد فينا مهما كثرت ذنوبه لديه جوهرة إيمانية ، ولكن عليها غبار ..
أو تراب أو غطيت بالشحوم واتسخت
نريد الآن بهذا التمرين أن نزيل هذا الغبار وهذه الأتربة وهذه الشحوم كي تصفو
وتصفو
ارجعي إلى أيامك السالفة وتذكري لحظات شعورية إيمانية ، كنت فيها
مع نفسك بروحانية إيمانية عالية ،
ابحثي حتى تجدي وستجدي الكثير ….
فكري فيها جيداً
ادخلي فيها بهدوء حتى تسيطري على كيانك
ما الصوت الذي تسمعينه ..
هل هو صوت آيات قرآنية من حنجرة ندية تذكرك بالله
أم صوتك الخافت وأنت تدعي الله
أم صوت أزيز صدرك من شدة خشية الله
أم صوت أذان الفجر وهو يدوّي في هدءة اليل
أم صوت آيات تتلى
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (16) سورة الحديد
استشعر ي جيداً ذلك الصوت …
ما الصورة التي ترينها في ذلك الموقف الخاشع ؟
هل هي صورة المصحف أمامك مفتوحاً أم صورة الكعبة المشرفة وأنت تتخيلها أمامك وهي متصلة بالبيت
المعمور وسبح بك الخيال إلى الملائكة وهم يطوفون بالبيت المعمور فازداد شعورك من خشية الله
أم هي صورة الطائفين بالبيت العتيق فتذكرت دعوة إبراهيم
لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ (37) سورة إبراهيم
ما الشعور الذي ألمّ بك في ذلك الجو الخاشع :
هل هي قشعريرة سرت في جسمك في حال سجودك بين يدي الجبار
لم تدر مبدأها ولكنك شعرت بمنتهاها ، فأشعرتك بقربك من الله …
أم هي طمأنينة وهدوءٌ نفسي وروحي أشعرك بلطف الله …
أم هي السكينة غشيتك فأشعرتك برحمة الله …..
في هذه الحالة التي ترى وتسمعي وتشعري بالراحة الإيمانية ….
فكري بهذا السؤال :
ألم تكن هذه الحالة هي نعمة ومنة من الله عليك
ألم تشعر ي بإنسانيتك وفطرتك السليمة وكأنك مولوده جديده
ألا تحبي أن تكوني هذه الحالة هي التي تتمنى أن تلقى ربك عليها
ألست تفكري الآن بأنك فعلاً في الفردوس الأعلى من الجنة
ألست تشعري بأنك مؤمنٌه حقاً وأن للإسلام عليك واجبات
ألست معي بأن الإسلام الآن ينتظر منك أن تقفي معه وتدافعي عنه ..
أو لست معي أن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ينتظر منك موقفك
كمسلمه مدافعه عنه ..
وبعد هذه التساؤلات اسألي نفسك بموضوعية وشفافية صافية :
إذاً !! ماذا قدمت للإسلام ؟
أريدك أن تقولي من قرارة قلبك …
يارب : أعاهدك ألا أعود إلى المعاصي ما حيت
يارب : ثبتني على الطاعات ما حيت .
أنا فخور ه بإسلامي
أنا فخوره بإيماني
أنا فخوره بقرآني
أنا فخوره بنبيّ
أنا فخوره بديني
أنا فخوره بحجابي
تذكري هذه الحالة الشعورية واجعلي لها رابطاً يذكرك بها
وكلما جنحت نفسك نحو المعاصي استحضر ي عظمة الله جل وعلا ،
وتذكري تلك الحالة ، في تلك الحظة
ستعرفي من أنت وستعود ي إلى الطاعات
فاستعنيني بالله ولا تعجزي
__________________
منقول
يستحق التقييم