التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

جبتك يا عبد المعين تعيننى .هههه

كتب د. الامين بخارى

جلس حاج عثمان مشدودا للتلفاز متابعا باهتمام سماحة الشيخ خالد وهو يتحدث باقتدار عن العلاقة الزوجية التي تسودها الألفة والمحبة والتي تؤدي إلى حياة أسرية سعيدة ومستقرة. ولم ينس الشيخ أن يبين للمشاهد كيف أوصى النبي (صلى الله عليه وسلّم ) الرجال الذين منحوا حق القوامة خيرا بالنساء وليعاشروهن بالمعروف والصبر عليهن لأنهن خلقن من ضلع أعوج يسهل كسره إذا ما أراد الزوج أن يقيمه بالوعيد والتأديب. وكذلك وصيته للنساء بطاعة أزواجهن إلا في معصية وان لا تنكر الزوجة إحسان الزوج إليها ومعاملته الطيبة لها.
وكذلك بين سماحة الشيخ للمشاهد أن الإسلام وضع حلولا للزوج لمعالجة الزوجة الناشز في حالة قيامه بكل ما يتطلب منه من حقوق متدرجا من الموعظة الحسنة إلى الهجر في المضجع والضرب غير المبرح وأخيرا التحكيم بواسطة حكمين عدلين قبل أن يلجأ للطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى. و قبل أن ينهى الشيخ حديثه ترك رقم هاتفه وعنوان بريده الإلكتروني لكل من يرغب في استشارته أو تحكيمه في حالة وجود أي مشكلة زوجيه استعصت عليه, فهو على استعداد تام للمساعدة على إيجاد الحلول المناسبة لضمان استمرارية الزواج.
حاج عثمان متزوج من عدة سنين إلا انه لم يذق طعم السعادة الزوجية يوما ما. فزوجته ينطبق عليها وصف الزوجة الناشز فهو بالرغم من معاملته الطيبة لها ومنحها كل حقوقها الشرعية وأكثر والاستجابة لكل طلباتها إلا أنها لا تطيعه ولا تستجيب لطلباته وتعانده وتغلظ في القول له. وأكثر ما يؤلمه منها سلاطة لسانها وشتمها له ونعته بأقسى الصفات. لقد حاول معها كل شيء ذكره الشيخ ليعيدها لصوابها وكان الفشل الذريع هو الحصيلة بعد كل محاولة إلى أن يأس وفوّض أمره لله.
مشاهدته واستماعه لهذا الشيخ شجعه لكي يتصل به عسى أن يدله على وسيلة ما تنجح مع زوجته المستعصية هذه, لذلك احتفظ برقم هاتف الشيخ ليتصل به في الوقت الملائم لكي يقابله.
اتصل حاج عثمان هاتفيا في المساء بسماحة الشيخ الذي اظهر ترحيبا كبيرا واستعدادا لمقابلته بمنزله مساء اليوم التالي لأن زوجته خارج البلدة في زيارة لأهلها والبيت مناسب للمقابلة. وفى الموعد المحدد كان حاج عثمان يطرق باب المنزل فيقابله الشيخ بحفاوة وبشاشة ويدعوه للدخول إلى غرفة الاستقبال. ترك الشيخ حاج عثمان للحظات ريثما يحضر له شيئا ليستضيفه به وكانت هذه فرصة كافية للحاج لكي يتجول ببصره في كل أنحاء الغرفة ليلاحظ أن كل شيء في غاية النظافة والنظام والتنسيق مما يدل على اقتدار وذوق رفيع لربة المنزل. ويبدو أن الشيخ يتمتع بحياة زوجية سعيدة ومنعمة وفى انسجام كامل مع زوجته,لا بد انه اختار زوجة تجتمع فيها كل الصفات التي أوصى النبي " صلى الله عليه وسلّم " على توخيها في الزوجة الصالحة وهي الدين والخلق الطيب والعقل الراجح والمنبت الحسن لتحفظ له بيته وماله وعرضه وسره.
وبعد أن استضافه الشيخ بمشروب بارد لذيذ سأله عن حاجته. وبحرج شديد لخص حاج عثمان مشكلته مع زوجته ومحاولاته العديدة اليائسة لإصلاحها بما فيها الحلول التي أوصى بها الإسلام والتي ذكرها الشيخ في خلال حديثه المتلفز. وهو يأمل من زيارته أن يساعده الشيخ علي أيجاد الحلول المناسبة والتي لم تخطر على باله عسى أن يوفق في مسعاه في النهاية. ولم ينس حاج عثمان أن يؤكد للشيخ قيامه بواجباته الزوجية على أكمل وجه إلا أن الزوجة تقابل دائما إحسانه بالإساءة والمكر.
هنا ذكر له الشيخ إن صح ما ذكره لا بد وان تعتبر هذه الزوجة ناشزا وعليه يجب التعامل معها على هدى تعاليم الإسلام السمحة. ومن ثم دار الحوار التالي بين الرجلين:
الشيخ: هل حاولت بداية وعظها وهدايتها برفق؟
الحاج: نعم ولم اترك وسيلة لم أحاولها لنصحها ولكنها دائما تصم أذنيها وتستكبر.
الشيخ: ما دام ذلك لم ينجح معها هل حاولت هجرها في المضجع لتأديبها؟
الحاج : حاولت ذلك إلا أنها ظلت تسخر منى وتتهكم علي وتعيرني بالعجز وتشبهني بالنساء وتتهمني بفقداني لرجولتي. فساءني ذلك منها إذ أهدرت كرامتي وجرحت كبريائي كرجل ولذلك عدلت عن موقفي لأؤكد لها أنني لا زلت بخير.
الشيخ : إذا لماذا لم تلجأ إلى ضربها ضربا غير مؤذي أو مبرح؟
الحاج: لقد حاولت ذلك مرة ويا ليبتنى لم أفعل. لقد غافلتني وأنا منشغل بالهاتف وضربتني بزجاجة من الحجم الكبير على مؤخرة رأسي بكل قوتها كادت أن تشجه. ولا زال اثر تلك الضربة باقيا إلى يومنا هذا. ولذلك تجنبت من ذلك اليوم ضربها لخوفي أن تقتلني لو كررت المحاولة.
الشيخ: هل حاولت تحكيم رجلين عدلين ليفصلا في أمركما؟ ولعلهما يبينان لها مقابلة إحسانك بالسوء مع العمل لهدايتها.
حاج عثمان : لجأت للتحكيم إلا أنها استطاعت بدموعها وحيلتها وفصاحة لسانها وقوة حجتها التي لم استطع أن أجاريها أن تقنع الرجلين بأنني أسيء معاملتها وأقوم بضربها وهجرها وشتمها وأقتر عليها في الإنفاق ولذلك صدقاها ووقفا بجانبها وطلبا مني أن اتقي الله وأن أعاملها بالحسنى وأقوم بواجباتي الزوجية بصورة كاملة قبل أن اتهمها بالنشوز. وهكذا ترى أنها بمكرها استطاعت أن تقلب كل الموازين رأسا على عقب.
الشيخ: ما دام كل هذه الوسائل قد فشلت معها لماذا لم تفكر في طلاقها أو الزواج من أخرى لإعطائها درسا لا تنساه.
الحاج : هذا ما فكرت فيه وعندما أبلغتها بنيتي توعدتني جازمة اننى لو أقدمت على أي من الأمرين ستقتلني ولا يهم بعد ذلك ما يحدث لها. لقد صدقتها لأنني أعلم أنها متى ما صممت على أمر فعلته. ومن يومها صرفت النظر نهائيا عن الفكرة.
الشيخ : أظن أن ليس لك من شيء تفعله مع هذه الزوجة إلا أن تصبر عليها لعل الله سبحانه وتعالى يريد أن يبتليك ويختبر صبرك وإيمانك بقدرك. وعسى الله أن يجزيك على ذلك خير الجزاء. وما يدريك لعل الله يهديها فترجع إلى صوابها وتعوضك مستقبلا على كل ما بدر منها. ولتكن لك عبرة من قصة سيدنا أيوب عليه السلام.
هنا تنهد حاج عثمان تنهيدة عميقة تدل على استسلامه لقدره لأنه لا حل قريب يبدو في الأفق. وأجال بصره مرة أخرى في أرجاء الغرفة النظيفة المرتبة ووجه الشيخ الباسم المريح وقال:
" اعتقد أن الله أكرمك بزوجة صالحة مؤمنة رضية مطيعة تعيش معها في سعادة وهناء في هذا المنزل الجميل. ومن يتابع حديثك في التلفاز يلحظ مدى سعادتك وطمأنينتك.
تردد الشيخ قليلا قبل أن يجيب بصوت خافت متقطع:
" الحمد لله على كل شي. الحمد والشكر لله"
شعر الحاج كأن الشيخ يحاول أن يخفى عنه شيئا ولذلك ألح عليه أن يحدثه عن حياته الزوجية كما فعل هو.
الشيخ : أتعاهدني أن لا تبوح بما سوف أقوله لك لأحد؟
الحاج: نعم. اطمئن سرك في أمان، وأنا أعدك بذلك.
تطلع الشيخ بعيدا كأنه يحاول انتقاء ما يريد أن يقوله وبكلمات تشوبها نبرة حزن قال:
" كما تعلم فأن قد خلقت من ضلع أعوج فلا شك أن زوجتي خلقت من أكثر الأضلاع اعوجاجا"
الحاج: استغفر الله يا شيخنا الكريم. ماذا تقول؟ يصعب على تصديق ما ذكرته. هل زوجتك بها شيء من النشوز مثل زوجتي؟
الشيخ: زوجتك ارحم بكثير، أحمد ربك وأشكره.
الحاج: إذا كيف تعاملك؟
الشيخ: لقد انتزعت منى حق القوامة الذي منحه الله للرجل تحديدا. فهي الآمر الناهي في المنزل. هي تعانى من "مرض الوسواس القهري" ولذلك هي مهووسة بالنظافة. ولكنها لا تقوم بأعمال النظافة في المنزل من مسح وغسيل وتلميع بنفسها كما يتطلبه مرضها ولكنها تقهرني للقيام بذلك بالنيابة عنها لخوفها من تلوث جسدها بالجراثيم والقاذورات فتمرض. كما ترى استطاعت ببراعة أن تقاسمني مرضها فقد احتفظت بالوساوس لنفسها وألزمتني بالجانب الشاق من المرض وهو النظافة والغسيل اللا نهاية له. كل شيء يعجبك في هذه الغرفة من جهدي وبعرقي وإنا أقوم به يوميا حتى أثناء غيابها. تأخذ كل راتبي منى وتترك لي اليسير لشراء حاجياتي الخاصة كصحيفتي اليومية وما شابه. لا تطيعني ولا تحترمنى وتعاندني وتصيح في وجهي.
الحاج: إذا لماذا لا تعظها وتهديها وأنت المتبحر في هذه الأمور؟
الشيخ : لا أجرؤ على ذلك لأن ذلك يثير ثائرتها فتطلق لسانها الحاد السليط علي.
الحاج: هل حاولت هجرها في المضجع لتأديبها؟
الشيخ: اهجرها أنا؟ بل هي التي تهجّرني ( بتشديد الجيم ) من المضجع. عندما تغضب علي تجبرني على النوم خارج غرفة النوم لأيام حتى تصفح عني وتسمح لي بالعودة للغرفة مرة أخرى. وقد تمنع نفسها عني لأسابيع طويلة.
الحاج: إذا لم تترك لك إلا عقوبة الضرب غير المبرح.
الشيخ: ماذا تقول يا سيدي؟ اضربها ولو بريشة نعام؟ بصراحة هي التي تضربني بغير أي نشوز مني على الأقل مرتان في الأسبوع. ليس كما يوجه الشرع برفق وبدون أذى فهي تضربني بأي شيء في متناول يدها وان لم تجد فأسنانها وأظافرها تقومان بالمهمة خير قيام. ولو كشفت لك عن جسدي لما وجدت مكانا لا يحمل أثرا للضرب والعض من كدمات وجروح.
الحاج : إذا التحكيم هو الحل الأمثل في مثل هذه الحالة.
الشيخ: أتريد منى أن أعلن للكل فشلي في إيجاد حل لمشكلتي وأنا اظهر في التلفاز وأتحدث في الندوات عن المشاكل الزوجية مع تقديم الحلول الناجعة لها. وكذلك أقابل الذين يقصدوني مثلك لمساعدتهم وأقوم بدور الحكم في المنازعات الزوجية. أكون مجنونا لو كشفت سرى في العلن ليشمت مني القاصي والداني.
الحاج: لم يبق لك من حلول إلا طلاقها أو الزواج من أخرى وهذا يكفى لتأديبها.
الشيخ: كيف لي أن افعل ذلك وقد اجبرتنى على تسجيل كل شيء املكه باسمها. المنزل والسيارة ومزرعة صغيرة تركها لي المرحوم والدي. وحتى راتبي ينزل في حسابها الخاص بالبنك. كيف أدبر حياتي بعد أن افقد كل ما املك في هذه الحياة وأصبح صفر اليدين. بعد طلاقها ستطردني من المنزل لا محالة وسوف أصير متسولا ومتشردا لا مأوى لي في هذه الدنيا.
الحاج: لقد حيرتني يا شيخنا. كل الأبواب تبدو موصدة بأحكام أمامك. ماذا فعلت لكي يعجل الله سبحانه وتعالى لك بالعذاب في دنياك بهذه الزوجة؟ هل كنت عاقا لوالديك؟
الشيخ: حاشا وكلا. لقد كنت بارا ومحسنا لهما طيلة حياتهما وكانا يدعوان الله دائما لي بالخير وتوفيا وهما راضيان عني.
الحاج: لا يمكنني أن أنصحك بأن تصبر عليها كصبر سيدنا أيوب كما نصحتني لأنك لو فعلت لا محالة انك هالك من كثرة العذاب والهوان الذي تعانيه يوميا.
وهنا قال الشيخ بصوت خافت متهدج وهو يحاول السيطرة على عواطفه وحبس دموعه:
" إذا ليس لي عندك حل كما يبدو. . . لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم".
الحاج: تطلب مني حلا يا شيخنا وأنت العالم المتفقه في هذه الأمور. لا تنسى أنا الذي قصدتك لتساعدني على إيجاد حل لمشكلتي الزوجية.
وهنا كما توقع حاج عثمان انفجر سماحة الشيخ بالبكاء والنحيب بحرقة تتقطع لها الأكباد. لم يستطع حاج عثمان السيطرة على نفسه هو الآخر فسالت دموعه مدرارا إشفاقا لحالة الشيخ وقد نسى تماما مشكلته المستعصية مع زوجته. ثم نهض من مجلسه بتثاقل واتجه بهدوء نحو الباب الخارجي تاركا الشيخ وراءه ليواصل بكاءه ونحيبه عسى أن يساعده ذلك على التنفيس قليلا عن عواطفه المكبوتة. وقبل أن يقفل الباب وراءه سمع الشيخ يقول له مترجيا وبصوت متحشرج:
" لقد وعدتني أن لا تخبر أحدا بما قلته لك. أليس كذلك؟".
وبدون أن يلتفت خلفه أجاب الحاج:
" نعم لقد وعدتك ذلك. فليطمئن قلبك".
ثم اقفل الباب من ورائه ومضى في سبيله وهو يردد لنفسه.
" حسبنا الله ونعم الوكيل. لقد جئته شاكيا حالي وأنا ذا اتركه باكيا لحاله. . . لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم".

:sgsh:لا تنسون التقيييم يا بنااااااااااات:sgsh:




لا تنسون التقييم يا بناات



مشكوره ياعمرى
مواضيعك روعه دوما



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة &#1758&#9829عاشـ بعلـ&#4326ـا ـقة&#9829?
مشكوره ياعمرى
مواضيعك روعه دوما

شكرا لذوقك عاشقة بعلها




فين الردود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.