التصنيفات
منوعات

جريمة حب رواية انمي الفصل الثاني روعة

…………..الفصل الثاني…(بداية المعاناة)…….

فسحبت جاكلين نفسها من بين الحضور وذهبت لكلوديا في الداخل فدخلت عليها فوجدتها تبكي على السرير فقفز قلبها قلقاً من أن توماس حدث له شيئاً فركضت نحوها ثم جلست بجانبها وقالت"كلوديا هل حدث لي توماس شيئاً؟"
كلوديا وهي تبكي"توماس لم يأتي إلى الآن…أنا قلقة عليه"
فقالت جاكلين بإبتسامه تخفي ورائها قلق شديد"لاتقلقي كلوديا..فربما حدث له أمر طارئ في عمله"
فوقفت كلوديا وقالت بانفعال"أمر طارئ في ليلة زواجه..هذا لا يعقل!!..على الأقل يخبرني وتوماس لا يمكن أن يفعل هذا بي فلقد أكد لي أن الحفله اليله"
جاكلين"ألم تجربي الأتصال عليه؟؟"
كلوديا"لقد فعلت لكن هاتفه مغلق.."

فعم صمت رهيب بينهما لا يتخلله سوى ضحكات الحضور الآتيه من الحديقه فكسرت جاكلين هذا الصمت بقولها الحازم"أسمعي كلوديا أنا سأعود للحضور وعندما يأتي توماس أخبريني"
كلوديا"وإن لم يأتي..؟؟"
جاكلين بحزن"سنظطر إلى إلغاء الحفل"

فخرجت جاكلين ثم انهارت كلوديا على السرير باكية وهي تقول"لماذا..لماذا ياتوماس؟..لن أسامحك..لماذا تفعل هذا بي؟"
فسمعت كلوديا وهي في نوبة بكائها هذه طرقات خفيفة على نافذة غرفتها..فنظرت نحو النافذه وقالت وهي ترتعد"من..؟؟؟"
فسمعت صوت مألوفاص عليها يقول بتعب"كلوديا….أفتحي.."
فصمت كلوديا تستشعر ذلك الصوت ثم قالت بصوت مرتفع"توماس!!!"
فهرعت للنافذه وفتحتها فرأت توماس يتشبث بيده اليسرى بحواف النافذه ويضع يده اليمنى على قلبه والدماء تتساقط من بين أصابعه فصعقت كلوديا لرؤية هذا المنظر وأرادت ان
تصرخ لكن توماس قفز للداخل بسرعه وأغلق فمها بيده وقال وهو يلفظ حروفه بصعوبه لشدة مايجده"كلوديا لا أريد أن تصرخي..لا أريد أن…" فلم يحتمل الوقوف فسقط على الأرض وأنزاحت
يده عن فم كلوديا….فجلست كلوديا على ركبتيها وقالت وهي ترتعد خوفاً"توماس ما الذي جرى لك؟؟"

أخذ توماس يقاوم الألم قليلاً ثم قال وهو يتنفس بصعوبة"كلوديا..أحبك…ومهما سمعتي عني فأني أحبك.."
فأخذت شفتا كلوديا ترتعشان وكأن روحها ستخرج الآن فنظرت إلى يد توماس التي أكتست الون الأحمر جراء دماءه الغزيره فوقفت كالمصعوقة لكي تنادي تتصل بالأسعاف لكن
توماس أمسك بطرف فستانها وقال وهو يتلفظ بشكل متقطع وكأن نهايته أقتربت"كلوديا أنا سأموت لا محالة…لذلك أرجو أن" فزفر زفرتان حادتان ثم أكمل"أن تنتقمي من الذي قتلني..أنتقمي من ويليام شر الأنتقام"
ثم أخرج من جيب سترته ورقه وقد أخرجها بصعوبه وقد تلطخ طرفها بدمائه فرفع يده ليناولها إياه وقال بصوت منهك"وهذا عنوانه…"
لم تعر كلوديا كلامه أي أنتباه فأنتباهها عليه هو..لكن كلوديا أخذت الورقة كي لا تتعب يده التي تناولها الورقة بصعوبه…ثم أعاد توماس يده وزفر بقوة فأحست كلوديا أن يلفظ أنفاسه الأخيره
فتجمدت الدموع بعينيها وأخذ قلبها يخفق بشده فتمنت لو أنها تقف حاجزاً أما روحه لتمنعها من الخروج لكنها وقفت كالمكتوفه أمامه….وما هي إلا لحظات حتى غابت زفراته الحاده وانقطعت أنفاسه عن مسامعها…فنطقت بارتعاش وعلى أمل كاذب أن يجيبها"توماس…"
فلم تسمع أي تجاوب منه فعرفت أنه رحل بروحه بعيداً عنها فصرخت صرخة قوية..فسمعت جاكلين تلك الصرخة المدوية فسقط كوب العصير من يدها وركضت نحو حجرة كلوديا…

يدين مرتعشه..دموع متساقطة…جسد ينتفض..كانت هذه كلوديا وهي تجلس بجانب توماس وتقلبه على أمل أن يستيقظ…من ماذا؟..من الموت؟..وهل بربك كلوديا أنك تستطيعين أن توقظيه من الموت؟…صحيح أن نوم لكنه أثقل من أن يوقظه صوتك الناعم….

أستمرت كلوديا تقلبه ودموعها بلت فستانها وعندما أيقنت أنه مات ضمته إليها بدموع منهمرة وقلب ينزف حزناً…فتلطخ فستانها الأبيض بدمائه المضجرة…ولم تستطيع كلوديا تحمل هذه الصدمه في ليلة زواجها فصعقت صعقات متتالية لا أحصيها كل الذي أعرفه انها خرجت في هذا الجو المخيف وبصوت أهدأ من اليل وأعنف من الريح….

فتحت عينيها بطء..فارتسم السراب في البداية لكنها أستطاعت رؤية الأشياء بعد ذلك بوضوح…نظرت حولها لم ترى أحداً..لم ترى سوى ستائر بيضاء وأنابيب على كفها وغطاء أبيض يغطي نصف جسدها…شعرت أنها كالغريقة التي أنقذت للتو وأعطيت فرصة جديدة للحياة.أو كتائهه تسير بين أوحال مطر بعدما كانت تسير بين الورود…فنطقت بصوت هادئ وتساؤل مميت"أين أنا..؟؟؟"
فلم يجبها أحد لأنه بكل بساطه لا أحد بجانبها الآن..فتذكرت صعقاتها الأخيرة التي كانت أخر شيء تتذكره فذرفت دموعها عندما تذكرت لماذا صعقتها…فزداد بكائها بالعلو حتى سمعت صوتها
جاكلين التي كانت بدورة المياه المصاحبه لغرفتها فخرجت مسرعة إليها وقالت وهي تتصنع البهجة"كلوديا أنا سعيدة لأنكِ أفقتي.."
فجرت كلوديا بكائها بصراخ"أين أنا؟ما الذي حدث؟أين توماس؟"
فوضعت جاكلين يدها على كتفها وقالت"أنتي في المستشفى فلقد دخلت في غيبوبة مدة أسبوع كامل وأخيراً أفقتي"
لقد أجابت جاكلين على سؤالين من تساؤلات كلوديا ولم تجب على السؤال الأخير فلقد تعمدت ذلك…لكن كلوديا أعادته عليها مجدداً"أين توماس؟"
لم تشأ جاكلين الإجابة وهي ترى كلوديا بي هذه الحالة..فقالت وهي تغطي كلوديا بالغطاء"دعك من هذا وأرتاحي الآن فأنتي متعبه"
فنفضت كلوديا الغطاء عنها وقالت بصوت عالٍ"قلت أين توماس؟"
فلم تجد جاكلين مهرباً من الحقيقة فنظرت للأسفل بحزن"لقد رحل…"
هدأت أنفاس كلوديا المنفعله وقالت بصوت هادئ كهدوء العاصفة"ماذا….رحل…"
فانزوت على مقدمة السرير وضمت رجليها المرتعشة إليها وبدأت عينيها تذرف الدموع الحارقة..فتألمت جاكلين لرؤيتها هكذا فوضعت يدها على كتفها فكأن جاكلين بلمستها الحانية تلك سكبت الماء على الزيت فخرجت كلوديا من بكائها الهادئ وصرخت باكية ثم تشبثت بلوزة جاكلين الفضفاضة وقالت وهي تحاول إيهام نفسها بأمل خادع"أنت تكذبين…صحيح جاكلين..أنتي تمزحين معي أليس كذلك؟"
فتمنت جاكلين لو أنها تمزح معها فعلاً فقالت بشفقة على حال كلوديا المزري"كلوديا أهدئي…وانسي…"
فتراجعت كلوديا لسريرها وجلست عليه كطفله يائسة وقالت"إذن أنتي لا تمزحين..توماس مات ولن أراه مجدداً" نطقت الجمله الأخيره بحزن شديد..
ثم نظرت للنافذة الزجاجية المغلقة أمامها فأخذ شريط ذكرياتها مع توماس يمر مودعاً ذهنها..وكأنها تراه..ضحكاته..قبلاته..عناقه… كل شيء كان يمر أمامه كالطيف العابر…كالماضي الذي لن يتكرر..وهي تقف أمام ذكراها تلك بدموع أليمه..ومشاعر سقيمه..

فجلست جاكلين لتشاطرها ذلك الحزن وتلك الذكريات التي لا تعرف عنها شيء لكنها تراها بعيني كلوديا المشتاقة لعودتها أو بتعبير أفضل اليائسة من عودتها….
بقيتا على هذا الوضع وقتاً طويلاً حتى ملت جاكلين من مشاطرتها أحزانها التي أشبه برواية لا كلمات تختلجها ولا همسات تعانقها سوى وصف مكرر يعاد في كل مقطع..فقالت جاكلين محاولة إيقاف سيل الذكريات الطويل ذلك"كلوديا…."
نظرت كلوديا لعينيها مباشرة وقالت"ماذا..؟؟"
جاكلين"هل أنتي بخير الآن؟"
فعاودت كلوديا النظر للنافذة وقالت"نعم..تستطيعين الذهاب فلقد تقبلت الأمر وأعتدت عليه" فأتى صوت من داخل كلوديا ربما هو قلبها ليردعها"أنتي كاذبة"
لم تعر كلوديا ذلك الصوت الذي شعرت به وهي تنطق تلك الكلمات أي أهتمام..فهي تعترف بذلك لكنها موهت على جاكلين لكي تدعها تذهب وترتاح فالتعب بادياً على وجهها الذي لم تعهده متعباً هكذا…

أبتسمت جاكلين لكلام كلوديا الذي أراحها قليلاً فوقفت وقالت"حسناً كلوديا سآتي لزيارتك في الغد..أتمنى أن تكوني بأفضل حال"
فأظهرت كلوديا على شفتيها الذابلة إبتسامه أخرجتها قسراً لتريح قلب خالتها أكثر…
ذهبت جاكلين واستسلمت كلوديا لحفنة من الدموع كانت بعينيها تنتظر إي إشارة تسمح لها بالهطول…

مضى أسبوع آخر وكلوديا مازالت ترقد بالمستشفى وهي تتعذب كل دقيقة لكل ذكرى لتوماس كانت تمر بمخيلتها…وخالتها جاكلين كانت تزورها بين الحين والأخر حتى تحسن وضعها الصحي والنفسي وكتب لها الطبيب أذن بالخروج…
فخرجت كلوديا من المستشفى برفقة خالتها جاكلين التي أوصلتها إلى باب منزلها ورحلت بأمر من كلوديا فهي لا تحب أن تزعج أحداً بها..فهي أبية جداً…
دخلت كلوديا منزلها ونظرت للحديقة ورأت الأضواء التي مازالت على شجيراتها كل شيء كما كانت تذكره قبل أن تؤخذ إلى المستشفى…واصلت كلوديا سيرها الحزين كحزن الفستان الأسود الذي ترتديه في ممر الحديقة حتى وصلت لباب المنزل وفتحته بهدوء ونظرت لكافة أرجائه فلم ترى سوى الخدم الذين يعملون هنا وهناك وهذا ماتوقعت أن تشاهده..فصعدت إلى غرفتها وفتحت بابها وانفتحت معه ذكراها الأليمه في هذه الغرفة التي كانت شاهدة معها على وفاة توماس…فأغلقت بابها بسرعة ثم اتجهت لغرفة أخرى كانت أقل فخامة من غرفتها واستلقت على سريرها الأرجواني وبدأت تخوض في صراع نفسي بين ذاكرتها السعيدة واقعها المؤلم…أخذت تجول بذاكرتها حتى بدأت تتذكر آخر مشهد جمعها مع توماس فأخذت تتذكره بصمت حزين وبعيون غارقة بالدموع حتى أستوقفت ذاكرتها عند كلماته هذه التي لم تعرها إنتباهاً إلا الآن..فلقد تذكرت أنه طلب منها الأنتقام من شخص أسمه ويليام…
فتحولت نظرات كلوديا البريئة والحزينة إلى نظرات حاقدة ومنتقمة فنهضت من السرير وقالت"لا تقلق توماس..سأنتقم لي ولك..سأنتقم من الذي دمر حياتنا..سأنتقم..أعدك بأني سأنتقم منه" ثم أغمضت عينيها وقالت"نعم سأنتقم منك ياويليام"

………………………… …
_هل ستفي كلوديا بوعدها وتنتقم؟
_ومن هذا ويليام؟وهل فعلاً هو الذي قتل توماس؟وإذا كان كذلك فلماذا؟
_كيف ستكون حياة كلوديا؟
_وهل سيطبق الحزن دوامته عليها؟

كل هذا في الفصل الثالث تحياتي




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.