كثيرا ما آلمني مشاهدة المشاكل في حياتنا وهذآ الحل لمشآكلنآ بإذن الله عزوجل :-
حديث يزيل الهم و الغم :-
في المسند و صحيح أبي حاتم من حديث عبدالله بن مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أصاب عبدا هم و لا حزن فقال: اللهم اني عبدك
ابن عبدك ابن امتك , ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك
سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك او علمته أحدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب
عندك , أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني و ذهاب همي و غمي , الا
أذهب الله همه و غمه و أبدله مكانه فرحا . قالوا: يا رسول الله أفلا نتعلمهن ؟ قال: بلى ,
ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن .
و اليكم اخواني شرح مبسط لمضمون هذا الدعاء:-
فتضمن هذا الحديث العظيم أمورا من المعرفة و التوحيد و العبودية:
-العبودية:
في التحقيق بمعنى قوله اني عبدك التزام عبوديته من الذل و الخضوع و الانابة و امتثال
أمر سيده و اجتناب نهيه و دوام الافتقار اليه و الستعانة به و التوكل عليه.
ناصيتي بيدك : أي أنت المتصرف في تصرفني كيف تشاء .
– الحكم و القضاء:
ماض في حكمك عدل في قضاؤك : تضمن هذا الكلام امرين
أحدهما : مضاء حكم الله في عبده
والثاني : يتضمن حمده و عدله و هو سبحانه له الملك و له الحمد.
و فرق بين الحكم و القضاء , فان حكم الله يتناول حكمه الديني الشرعي و حكمه الكوني القدري
والنوعان نافذان في العبد ماضيان فيه شا أم أبى, لكن الحكم الكوني لا يمكنه مخالفته و اما
الديني الشرعي فقد يخالفه.
عدل في قضاؤك : يتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه , من صحة و سقم و
غنى و فقر و لذه و ألم و حياة و موت و غير ذلك . قال تعالى و ما أصابكم منمصيبة فما
كسبت أيديكم فكل ما يقضي على العبد فهو عدل فيه .
– التوسل بأسمائه تعالى:
أسألك بكل أسم هو لك الي آخره , توسل اليه بأسمائه كلها ما علم العبد منها و ما لم يعلم
و هذه أحب الوسائل الى الله فانها و سيله بصفاته و أفعاله التي هي مدلول أسمائه.
أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور صدري
الربيع : المطر الذي يحي الأرض . شبه القرآن به لحياة القلوب به.
و كذلك شبه الله بالمطر و جمع بين الماء الذي تحصل به الحياة و النور الذي تحصل به
الاضاءة و الاشراق , فتضمن الدعاء أن يحي قلب العبد بربيع القرآن و أن ينور به صدره
فتجمع له الحياة و النور.
و اليكم أخوتي أسباب تفريج الكربات :
** التوحيد:
التوحيد يدفع الشدائد , و ينجي أولياء الله من كربات الدنيا و الآخرة و شدائدها , و لذلك فزع
اليه يونس عليه السلام فنجاه الله من تلك الظلمات , فما دفع شدائد الدنيا بمثل التوحيد , و لذلك
كان دعاء الكرب بالتوحيد و دعوة ذي النون التي ما دعا بها المكروب الا فرج الله كربه
بالتوحيد لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين , فلا يلقى في الكرب العظام الا
الشرك و لا ينجي منها الا التوحيد , فهو مفزع الخليقة و ملجؤها و حصنها و غياثها.
** التوكل على الله :
سر التوكل و حقيقته هو اعتماد القلب على الله و حده , فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو
القلب من الآعتماد عليها و الركون اليها , و التوكل تارة يكون توكل اضطرار و الجاء بحيث
لا يجد العبد ملجأ ولا وزرا الا التوكل , كما اذا ضاقت عليه نفسه و ظن ان لا ملجأ من الله
الا اليه ,و هذا لا يتخلف عنه الفرج و التيسير .
** ترك المعاصي:
اعلم اخي أن من آثار ترك المعاصي هو نعيم القلب و انشراح الصدر و الأمن من مخاوف
الفساق و الفجار و قلة الهم و الحزن و تيسير الرزق عليك من حيث لا تحتسبين و سرعة
اجابة دعائك و قرب الملائكة منك و بعد شياطين الأنس و الجن منك و تنافس الناس على
خدمتك و قضاء حوائجك و حصول محبة الله لك و اقباله عليك , فهذه بعض آثار ترك المعاصي
في الدنيا.
مضمون هذه الآية يفرح القلب :
قال الله تعالى
و أيوب اذ نادى ربه اني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين سورة الأنبياء
جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد و اظهار الفقر و الفاقة الي الله ووجود طعم المحبه و
التملق له, و الاقرار له بصفة الرحمه و انه أرحم الراحمين و التوسل اليه بصفاته سبحانه و
شدة الحاجه و الافتقار اليه , و متى و جد المبتلى هذا كشف عنه بلواه , و قدجرب أنه من
قالها سبع مرات و لا سيما مع هذه المعرفه كشف الله ضره.
و اتمنى لكم يااخواني و اخواتي الصحة و العافيه و ان يكشف الله همنا و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم