التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

حلم طال انتظاره لمرضى السكري

بخاخ الأنسولين «اكزوبيرا».. حلم طال انتظاره لمرضى السكري

يعوض عن إبر الهرمون ويمهد الطريق لتطوير حبوب ولصقات بجرعات منه.

خليجية

جدة: «الشرق الأوسط»

العلاج بإبر الأنسولين كان ولا زال أمراً مزعجاً لكافة المرضى المصابين بالسكري والمعتمدين في علاجهم على إبر الأنسولين، وظل هؤلاء المرضى يحلمون في طريقة أو أخرى يكتشفها العلماء وتكون سهلة لتوصيل الأنسولين للجسم وتخلصهم من هذا الألم اليومي. ويبدو أن الحلم بدأ بالتحقق.. فقد سمحت إدارة الدواء والغذاء الأميركية FDA بطرح أول بخاخ أنسولين يحمل اسم اكزوبيرا Exubera في الأسواق مما قد يمكن ملايين البالغين من مرضى السكري من الاستغناء عن استخدام الحقن لتزويد أجسامهم بالأنسولين.
ويعتبر البخاخ، وهو إنتاج مشترك بين شركتي فايزر Pfizer وأفانتيس Aventis للأدوية أول طريقة جديدة لتزويد الجسم بهرمون الأنسولين، حسب ما جاء في بيان وكالة الدواء والغذاء الأميركية.
تقول الصيدلانية كوثر علي صلاح من وكالة الخدمات الصيدلية في مركز معلومات الأدوية والسموم، ومرشدة التثقيف الدوائي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة، ان البخاخ عبارة عن تركيبة من «بودرة» (مسحوق) الأنسولين، طورته الشركة، وهي تستنشق عبر الفم باستخدام بخاخ يشبه إلى حد بعيد البخاخ الذي يستعمله المصابون بمرض الربو، ويحتاج إلى تدريب دقيق.
ويعتمد بخاخ الأنسولين على مبدأ أن أنسجة الرئتين العميقة والتي يتم عن طريقها تبادل الغازات تعتبر مكاناً مثالياً لاستقبال الأدوية وامتصاصها إلى مجرى الدم، وعلى هذا المبدأ قامت شركة فايزر بالتعاون مع شركة أمريكية تسمى نكتار NECTAR وشركة سانوفي ـ افينتيمل لإنتاج الجهاز الذي سيحمل بودرة الأنسولين، تم اختبار طريقة دخول جزيئات الأنسولين الكبيرة الحجم إلى الجسم عن طريق الرئتين ـ ويتوفر الأنسولين على شكل بودرة يمكن حفظها عند درجة حرارة الغرفة ولا يلزم وضعها في الثلاجة ثم توضع في جهاز صغير يحمل باليد تؤدي كل بخة منه إلى دخول حوالي 300 مليون جزيء، وليس وحدة من الأنسولين إلى الرئتين، ويتم بذلك امتصاص الأنسولين عن طريق الرئتين إلى الدم.
* السلامة والفاعلية وتمت دراسة سلامة وفعالية الدواء على أكثر من 3000 مريض بالغ حول العالم يعانون من السكري من النوع الأول والنوع الثاني، حسب بيان الوكالة الأميركية، فالدراسات أثبتت فعالية الأنسولين البخاخ في الحفاظ على سكر الدم في مستوى جيد. وصمم هذا البخاخ ليستخدم بواسطة مرضى السكر البالغين من النوع الأول أو الثاني.
وقد أثبتت هذه الدراسات أن استعمال البخاخ عند مرضى النوع الأول يجب استخدامه قبل كل وجبة غذائية مصاحبا بإبرة واحدة قبل النوم من الأنسولين المعكر ( طويل المفعول). أثبتت هذه الدراسة فعالية هذه الطريقة لإدخال الأنسولين للجسم، فقد كانت قدرته على السيطرة على سكر الدم موازية لاستعمال إبر الأنسولين: وحتى عند أولئك المرضى الذين لم يستجيبوا بصورة كافية أمكن تخفيض كمية أو عدد جرعات الأنسولين لديهم بصورة كبيرة مما يجعله علاجا جزئيا للمرضى الذين يحتاجون إلى تعديل نسبة السكر في الدم بشكل متكرر يوميا.
كما كان البخاخ أفضل من حبوب السكري لدى مرضى النوع الثاني من السكري، والذين لديهم اضطرابات حادة وفشلوا في السيطرة على مستوى السكر بالدم مع التزامهم بالحمية الغذائية والرياضة والأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم.
والمأمول أن يوفر بخاخ الأنسولين خيارات اكبر للمرضى للتحكم بمعدلات السكر لديهم بطريقة أفضل.
* موانع استخدام البخاخ العمر: وجاء في تقرير وكالة الغذاء والدواء انه لا يمكن للمريض استخدام بخاخ اكزوبيرا إذا كان عمره أقل من 18 سنة، لأنه لم يختبر مدى سلامته عند هذه الفئة من الأعمار.
التدخين: كما لا يمكن استخدامه إذا كان المريض مدخنا أو أقلع عن التدخين مؤخراً (قبل ستة أشهر من استخدام البخاخ)، لأن التدخين يزيد من امتصاص الأنسولين بسرعة مما قد يؤدي بسهولة وبسرعة إلى انخفاض خطير في مستوى السكر بالدم.
أمراض صدرية: كما لا ينصح باستخدام البخاخ للمرضى المصابين بالربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة وذلك بعد تسجيل أعراض جانبية أصيب بها مرضى السكري الذين يعانون من أمراض رئوية حيث ظهرت أعراض سعال متوسط على مرضى السكري المدخنين أو الذين يعانون من مشاكل رئوية، لذلك يجب التأكد من سلامة المريض وعمل فحوصات لاختبار وظائف عمل الرئة قبل بدء العلاج بالبخاخ.
وكما كان الأنسولين البخاخ حلماً صعبٌ تحققه ويراود مرضى السكري منذ الزمن الماضي وأصبح الآن حقيقة، فقد يأتي اليوم الذي تصبح فيه حبوب الأنسولين هي أيضا حقيقة.
فقد عرفت حبوب الأنسولين منذ زمن بعيد كوسيلة وقائية لمرض السكري، حيث كانت تستخدم لأقرباء مريض السكري لإحداث نوع من تغيير المناعة في الجسم وبالتالي عدم تكوين الأجسام المضادة لخلايا البنكرياس المفرزة للأنسولين. والآن بدأت الأبحاث تعمل على إنتاج حبوب أنسولين تعمل لخفض السكر كعلاج مثل حقن الأنسولين وليست كوقاية، وقد أثبتت هذه الوسيلة نجاحها في دراسة شرق أوسطية عملت في فلسطين وقد يصبح في مقدور مريض السكري أخذ الأنسولين على شكل كبسولات بدلاً من الحقن ولكن هذه الطريقة ما زالت في طور الدراسة وستحتاج لبعض الوقت وقد تصبح قاب قوسين مثل حلم بخاخ الأنسولين.




خليجية




خليجية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.