السلام عليكم ايها الناس ورحمة الله وبركاته
الناس :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رمضان :
أعود إليكم شهرا كاملا بعد غياب
الناس :
ومن أنت أيها السيد الوقور ؟
رمضان :
أناضيفكم الراحل ، وزائركم المؤقت ، وناصحكم الأمين ،
أنا ركن من أركان الإسلام ، وقبس من نور الإيمان الناس / ـأهلاً وسهلاً بكَ ،،
الناس :
ما اسمك أيها الضيف الزائر ؟
رمضان :
اسمي رمضان ، ابن الزمان ، وحفيد الأيام ، و أخو شعبان .
الناس :
كم يبلغ عمرك؟
رمضان :
عمري يقرب من ألف وأربعمائة وتسع وعشرون عام 1443هـ
الناس :
من أين أتيت ؟
رمضان :
أتيت من عند الرحمن ،الذي خلق الإنسان ، وعلمه البيان
الناس :
أين تسكن؟ يا حضرةالفاضل المحترم ؟
رمضان :
اسكن في قلوب المؤمنين ، وفي ديار المتقين ،وبجوار المحسنين
الناس :
هل تعاني من أزمة السكن كما نعاني منها نحن هذه الأيام ؟
رمضان :
نعم ، لقد مررت بكل بيت وحللت في كل منزل ،ودفعت أغلى الأثمان ، فكان أن طردني
البخلاء الأشقياء ، وتجاهلني الأغنياءالأذلاء ، وعبس في وجهي التعساء الجهلاء
، ولكني لم أيئس ، فقد بحثت عمن يحبونني من المؤمنين المحسنين ، والأتقياء
الصالحين ، فوجدتهم ينتظرون لقائي ،ويستعدون لاستقبالي
الناس :
وكم تقيم عندنا ؟
رمضان :
أيام معدودات ،، تسع وعشرون أو ثلاثون .
الناس :
ماهي مهنتك التي تمارسها في ديار الإسلام ؟
رمضان :
مهنتي هي الزراعة والصناعة والطب والتعليم أما الزراعة : فإنني أغرس الإيمان في القلوب ، وأزرع المحبة في النفوس ، وابذرالأخلاق في الطباع ،واسقيها بماء الطهر والإخلاص ، وأغذيها بشهد الفضيلة والإحسان ، فتنبت كل معاني الخير والاطمئنان ، ونجني ثمار الفلاح والنجاح ، كما أنني أنزع شوك الحقد والغل والبغض من الصدور ، وأقلع جذور الفساد والغش والحسدمن النفوس فتنتج المحبة والمودة والإخاء .
الناس :
ما أجمل هذه الزراعة وما أبركها ،، وما هي صناعتك التي تمارسها ؟
رمضان :
إنني أصنع الأجسام القوية ، والنفوس الأبية ، والأرواح الزكية ، وأصل ما تقطع بين الناس من أوصال ، وأجمع ما تفرق من أشتات ، وأصهر الجميع في بوتقة العدل والمساواة ،فأنتج الأبطال الأقوياء، والرجال الأشداء على الأعداء الرحماء فيما بينهم .
الناس :
يا لها من صناعة تدفع الأمة إلى الجهاد الذي به تقودالعالم إلى الخير وما هي تجارتك ؟
رمضان :
تجارتي لن تبور ، فأنا أعطي الحسنات وأمحو السيئات ، فمن تعامل معي .. ربح الجنة وفاز بالحياة ، ومن تنكر لي وغش .. خسر البركة والخيرات .. وحبطت أعماله
وكان من أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.
الناس :
وما هو طبك؟
رمضان :
إنني أداوي الأجسام السقيمة ، والنفوس المريضة ، والعقول التائهة .. فأبعد عنها كل ضعف وشح وشرك ،، وأطهرها من أدران المادة ومن جراثيم الفساد والضلال .
الناس :
وماذا عن أدويتك وعلاجك ؟
رمضان :
أدويتي هي الصيام والقيام وذكر الديان والعمل على طاعة الرحمن
الناس :
وماذا تعلم الناس ؟
رمضان :
أعلمهم أن يسلكوا طريق الرشاد ، وأعودهم الجود والإحسان والرحمة والتسامح والأمانة والوفاء والصدق والصبر والتعاون والإخلاص
الناس :
لقد عرفنا الكثير من مزاياك وازداد شوقنا إلى حديثك المفيد ، وكلامك الرشيد
فهل لنا أن تزيدنا من علمك وتعرفنا على مزيد من فوائدك ؟
رمضان :
نعم ، أنا شهررمضان الذي أنزل فيه القرآن ، أنا شهر التوبة والغفران ، أنا في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ،، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم،، أنا الذي رافقت آباءكم المسلمين في معارك بدر واليرموك وحطين .. فأعطيتهم القوه
والعزيمة وعلمتهم الصبر والثبات فكان النصر حليفهم والخذلان حليف عدوهم .
الناس :
أيها السيد الكريم هل لك من شيء تقوله اخيرا الناس / ـ الآن وقد عرفناك جيدا وتذكرنا فضلك منذ القديم ، أنت الذي تزورنا في كل عام وتأتينا بالخير والبركات
من خزائن الأرض والسماوات فأهلا بك وبمعانيك الخيرة
ونفحاتك العطرة ،، ليتك تقيم عندنا الحياة كلها ،، تسكن في قلوبنا وتعيش معنا
رمضان :
نعم ، إنني أقول لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا بارك الله صيامكم وغفر ما تقدممن ذنوبكم ،، ورزقكم من الطيبات لتزدادوا خيرا على خير وبركة على بركة ، أماأنتم أيها البخلاء الطامعون ، والأغنياء اللاهون ، والتجارالمحتكرون ،والمفطرون العابثون ، فقد مررت بدياركم فوجدت أبوابكم مؤصدة وبيوتكم مقفلةوقلوبكم خاوية إلا من الطمع وحب المال والفساد والضلال ، فلا خير فيما تجمعون،، ولابركة فيما تكدسون