ورغم ان هذا الفحص على السائل المنوي والحيوانات المنوية يفتقر الى الدقة الا انه قد يساعد في العديد من الحالات في تشخيص العقم الذكري وتطبيق علاجات خاصة لكل حالة انفرادياً حسب نتائجه. وفي حال فشل العلاجات الدوائية والهرمونية وربط الدوالي وغيرها في التوصل الى تحسين عدد وحركة وشكل الحيوانات المنوية وبناءً على عددها وحركتها فقد يلجأ الاخصائي في الأمراض البولية والتناسلية واخصائي الأمراض التوالدية الى استعمال تلقيح الحيوانات المنوية في عنق الرحم او في البويضات نفسها مع نسبة النجاح في بلوغ الحمل حوالي 11% الى حوالي 48% حسب الطريقة المستعملة وعدد الحيوانات المنوية وحركتها وحيويتها وشكلها أو في حال غيابها التام في السائل المنوي.
ذات الشكل الطبيعي
وبما أن بعض تلك الوسائل العلاجية مرهقة وباهظة الثمن وغير مضمونة بالنسبة الى النتائج ناهيك عن أنها قد تسبب بعض المضاعفات الطبية الهامة حاول الخبراء تحديد العوامل التي تنبؤ بنجاحها قبل القيام بها. ومن تلك العوامل نسبة الحيوانات ذات الشكل الطبيعي التي حددت بحوالي أكثر من 4% حسب معايير "كروغر" الدقيقة أو أكثر من 30% حسب معايير منظمة الصحة العالمية واتبع معظم الخبراء تلك المعايير لتحديد نجاح التلقيح.
وفي المؤتمر العالمي للطبابة التوالدية التي عقد حديثاً في مدينة واشنطن الأمريكية والذي ضم خبراء من جميع أنحاء العالم عرضت الدكتورة هيوز نتائج اختبار قامت به مع زملائها في مركز مايوكلينيك في مدينة روشستر في ولاية منيسوتا حول تأثير معدل الشكل الطبيعي للحيوانات المنوية على بلوغ الحمل بعد تلقيح عنق الرحم أو الرحم نفسه بالحيوانات المنوية بناءً على شكلها الطبيعي حسب معايير "كروغر" وذلك على 129رجلاً عقيماً مع انخفاض شديد في عدد الحيوانات المنوية لديهم، وكانت النتائج غير مترقبة ومدهشة إذ أنها أبرزت عدم تأثير شكل الحيوانات المنوية على نسبة الحمل. فكانت تلك النسبة حوالي 14% اذا ما كان معدل عدد النطاف أقل من 4% وحوالي 15% اذا ما تراوحت بين 4% و 9% وحوةالي 5.11% اذا ما زاد العدد على 9% لكل دورة من التلقيح المباشر في الرحم. وكان معدل الحمل العام للزوجين حوالي 33% في حال نسبة الشكل الطبيعي للحيوانات المنوية حسب معايير "كروغر" الدقيقة أقل من 4% وحوالي5.34% اذا ما تراوحت بين 4% و 9% وحوالي 30% اذا ما تجاوزت 9%.
فقد دحضت تلك الدراسة المعتقدات المألوفة والتقليدية حول أهمية معدل الشكل الطبيعي للحيوانات المنوية بالنسبة الى حصول الحمل بعد التلقيح وقللت من قيمته الفعلية في حال اللجوء الى تلقيح النطاف في عنق الرحم او الرحم نفسه التي قد تنجح في العديد من حالات نقص عددها الى اقل من 5ملايين ملل بعكس ما كان يعتقد سابقاً حول معدل عال من الفشل باستعمال هذه الوسيلة البسيطة والتي لا تتطلب وسائل خاصة للقيام بها والتي لا تضع الزوجين تحت عبء طبي ونفسي ومالي ولا تترافق مع أية مضاعفات طبية خطيرة. وأكد هذا الاختبار عدم أهمية شكل الحيوانات المنوية على نجاح التلقيح واحتمال بلوغ الحمل حتى لو كان عدد النطاف ذي الشكل الطبيعي قليلاً حسب المعايير التقليدية المعترف بها مما يشجع الخبراء على القيام بعملية التلقيح بدون التقيد بتلك المعايير في حال تواجد نقص شديد في عدد الحيوانات المنوية وحيويتها وحركتها واعادة اجرائها عدة مرات متتالية حتى الحصول على الحمل بنسبة حوالي 30% الى حوالي 35%. واما في حال فشل تلك الوسيلة فعندئذ يتم تلقيح النطاف مباشرة في البويضات مع أمل نجاح في الحمل بنسبة 30% الى حوالي 50%.