التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

دواء جديد بمركب طبيعي يطرد النعاس دون أثار جانبية

قلة النوم هي إحدى المشاكل الأكثر انتشارا في العالم، وهي تطال مواطني الدول الفقيرة والدول المتطورة على حد سواء، نظرا لضغوط الحياة المستمرة، وترجع أسباب تلك المشكلة إلى عوامل عديدة، بعضها نفسي أو عضوي وبعضها الآخر خارجي.

وتتوجه أصابع الاتهام دائماً إلى الكافيين، وهي المادة الموجودة في القهوة والشاي وبعض المشروبات الغازية، والتي يلجأ إليها البعض مضطرا لتساعده على التركيز في مهامه، ولكنها تجلب في الغالب الكثير من المتاعب والإدمان، ناهيك عن تأثيراتها السلبية على الجسم .

ولمواجهة المتاعب المستمرة التي تنتج عن قلة النوم، تمكن باحثون أمريكيون من تطوير دواء جديد يرش على الأنف، يحتوي على مادة طبيعية توجد في مخ الإنسان، وذلك لمنعه من الإغفاء ولطرد النعاس عنه.

وقد اختبرت هذه المادة، وهي هرمون "اوريكسين ايه" على القرود، وأظهرت النتائج أن القرود أدت مهماتها الإدراكية، وكأنها كانت قد تمتعت بفترة نوم جيدة، وكشفت النتائج أيضا أن هذا الهرمون مرشح لان يصبح عقارا "معوضا عن النوم"، قد يزيح كل وسائل شحذ اليقظة، التي يدمن عليها الإنسان، او تتسبب في رفع ضغط الدم، او تأرجح المزاج لديه.

وأوضح باحثو جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس الذين مولت وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة دراستهم، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن اكتشافهم لهذه المادة قد يعجل في تطوير طرق لعلاج مرض الخُدار الحاد الذي يتميز باستغراق المريض في إغفاءة قصيرة عميقة.

من جانبه، وقال جيروم سيجال البروفسور في طب الأعصاب في الجامعة الذي اشرف على البحث المنشور في مجلة "نيروساينس" لعلوم الأعصاب، ان هذا العلاج وسيلة جديدة لاستثارة اليقظة لدى الإنسان، وتشير النتائج إلى أنها وسيلة حميدة، إذ انه يقلل من النعاس من دون أحداث أي توتر .

وفي التجارب الاخيرة على هرمون "اوريكسين ايه"، حرمت القرود من النوم لفترة 30 الى 36 ساعة، ثم اعطي لبعضها الهرمون الطبيعي والبعض الآخر عقارا وهميا، واظهرت المجموعة الاولى قدرات ذهنية معتادة، في حين عانت المجموعة الثانية من اختلال حاد في تلك القدرات.

وقال الباحثون ان هرمون "اوريكسين ايه" لم يقم بإعادة قدرات الادراك للقرود فحسب بل أدى الى نشاط امخاخها وكأنها في حالة يقظة، كما اظهرت المسوحات على أدمغتها.

وعن علاقة العمل بقلة النوم، أفادت دراسة أمريكية حديثة بأنه كلما زاد الانسان من الساعات التي يقضيها في العمل قلت ساعات نومه.

وشملت الدراسة حوالي 50 ألف أمريكي تمت ملاحظة كيفية قضائهم لوقتهم من الساعة الرابعة فجرا حتى الرابعة مساء خلال الفترة من عام 2022 إلى 2022، وتبين أن الأشخاص الذين ينامون لمدة تقل عن اربع ساعات ونصف الساعة ليلا يعملون اوقاتا إضافية تقدر بحوالي 93 دقيقة خلال أيام الأسبوع وما يقارب 118 دقيقة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث أثرت زيادة ساعات العمل على عدد ساعات النوم.

وأضافت الدراسة، أن الأشخاص الذين ينامون لمدة 11 ساعة ونصف الساعة أو اكثر من ذلك يعملون حوالي 143 دقيقة أقل خلال أيام الأسبوع واقل بمعدل 71 دقيقة نهاية الأسبوع.

وذكرت الدراسة أيضا أن الأشخاص قليلي النوم يقضون وقتا طويلا في الزيارات الاجتماعية والدراسة والقيام بالأعمال المنزلية، أما أولئك الذين ينامون لساعات طويلة فيقضون ساعات طويلة أمام التلفاز.

قلة النوم والإصابة بـ"أمراض العصر"
ويؤكد الأطباء أن النوم أحد العوامل المهمة في صحة الإنسان واحتمال تعرضه للأمراض بسبب نقصه، إذ أن هناك علاقة تربط ما بين النوم الصحي وبين سلامة حياة الإنسان وإصابته بأمراض من فصيلة السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض شرايين القلب.

ويحاول الباحثون فهم آليات نشوء تلك الأمراض نتيجة لممارسة مستوى رديء من النوم، وأن يوظفوا تلك العلاقات المرضية المرتبطة بالنوم، في وضع وسائل علاجية أو وقائية للتغلب على التفشي الوبائي لتلك النوعية من الأمراض الموصوفة عادة بـ"أمراض العصر".

وأفادت نتائج دراسة جديدة بأن النساء اللائي ينمن اقل من 7 ساعات يوميا ربما تزيد لديهن مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

ووجد الباحثون، انه من بين اکثر من عشرة آلاف بالغة جرى تتبعهن على مدار خمس سنوات، کانت النساء اللائي ينمن في المعتاد 6 ساعات او اقل اکثر احتمالا من نظرائهن اللائي ينمن جيدا للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

ومقارنة مع النساء اللائي قلن إنهن ينمن في المعتاد 7 ساعات يوميا، زادت احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم بين النساء اللائي ينمن 6 ساعات بواقع 42 بالمئة، بينما أولئك اللائي ينمن ليس اکثر من ست ساعات في المعتاد زادت لديهن احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم بواقع 31 بالمائة، لكن لا توجد علاقة واضحة بين ساعات النوم وضغط الدم بين الرجال، کما کتب الباحثون في دورية امراض ضغط الدم.

خطر على الأطفال أيضا
وأعلن باحثون أمريكيون أن عدم كفاية فترة النوم قد يؤثر سلبيا على عملية التمثيل الغذائي لدى الأطفال قبل سن المراهقة وعلى نشاطهم وعاداتهم في الأكل ويسبب لهم أيضا زيادة في الوزن.

وأوضح الباحثون بمركز النمو البشري والتنمية بجامعة ميشيجان أن الاطفال الذين تترواح اعمارهم بين 9 و12 عاما الذين ينامون أقل من 9 ساعات خلال الليل اكثر عرضة للزيادة في الوزن عن نظرائهم الذين يستوفون هذا العدد من ساعات النوم.

وقالت الدكتورة جولي لومنج المعد الرئيسي للبحث: "إن العديد من الاطفال لا يأخذون قسطا كافيا من النوم وأن نقص فترة النوم لا تجعلهم فقط متقلبي المزاج أو تؤثر على انتباههم واستعدادهم لاستيعاب الدروس بالمدرسة ولكن قد تؤدي أيضا الى مخاطر أعلى وهي زيادة الوزن".

واوضحت المؤسسة الوطنية للنوم انه يتعين على الاطفال خلال فترة الدراسة الإبتدائية ان يناموا مابين 10 و12 ساعة كل ليلة.




خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.