التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

دور الأب فى حياة الطفل

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دور الأب

يمكن للآباء تحمل العديد من مسؤوليات العناية بالرضع خاصة إن كان الأطفال يتغون من الزجاجة الأمر الذي يجعلهم يوزعون تعلقاتهم المبكرة بين الأم والأب 0 ولأولاد ما قبل المدرسة فرص عديدة للتفاعل مع آبائهم منها زيارة حديقة الحيوانات والمتاحف أو حتى إصلاح دمية محطمة 0 ولقد أجرى الباحثان ( لين وكراش ) دراسة حول اهتمام أطفال ما قبل المدرسة بآبائهم 0 وبيت الدراسة أن أولاد الثانية والثالثة والرابعة فضلوا اللعب مع الأب 0 كما أن الأب قد فضل من قبل بنات الثانية 0 أما بنات الثالثة فقد أبدين رغبة محدودة في اللعب مع الأب وميلاً واضحاً للعب مع الأم 0 وهذا ما يدعم الرأي القائل بميل الأطفال في السنة الثالثة إلى تقمص دور الوالد من الجنس نفسه 0

يعتقد أن التفاعل المتزايد لأبناء ما قبل المدرسة آبائهم يساعدهم على إدراك أن لهم والدين مختلفين يعنيان بهم 0 ولقد كان الأولاد من قبل يلقون عناية الأم وحدها وهم الآن يطلبون عناية كلا الوالدين هذا مع العلم أن بعض الأولاد قد يظهر تعلقاً واضحاً بالأب فقد يسأل الصبي أباه عن بعض الحلوى لأنه يعرف أن والده يعطيه الحلوى وأن أمه قد تقول لا لانشغال بالها بصدد أسنانه 0

وهكذا تنمو قابلية أبناء ما قبل المدرسة لإدراك الفروق في شخصيات والديهم مما يثير مشكلة تربوية هامة ويؤدي في بعض الأحيان إلى خلافات حادة بين الوالدين حول طريقة معاملتهم للأطفال ويغدو أولاد ما قبل المدرسة مهرة في الهزء من حكم يصدره أحد الوالدين في ضوء ما يقوله الوالد الآخر 0 وهم يقدرون على التعبير عن تحيزهم وذلك بهدف السيطرة على كلا الوالدين وتوجيه سلوكهما ولا شك أن من الأفضل للأولاد والوالدين معاً أن يقوى الوالدان على مقاومة اللعب بهم من قبل أبنائهم 0 وعلى الرغم من عدم وجود طريقة مثلى لتربية الصغار فإن على الأهل أن يحاولوا تجربة واحدة من الطرق وأن يتمسكوا بها وذلك باعتبار أن موقف الوالدين الموحد تجاه الأبناء يساعد على تبني المعايير الخلقية السليمة والحقيقة المسلم بها هي أن حزم الوالدين يمنع الأطفال من التفكير بأن في مقدورهم تحصيل ما يرغبون لمجرد طلبه 0

إن الدراسات التي تناولت دور الوالد في تنشئة أطفال ما قبل المدرسة عديدة ومتنوعة 0 وتؤكد أغلب تلك الدراسات أن الوالد يلعب دوراً حاسماً في نمو الطفل ما قبل المدرسة 0 إذ أن لصغار تلك المرحلة الذين لهم والد ملتزم بدوره التربوي مفهوماً إيجابياً حول الذات ومشاعر جيدة حول كون الواحد منهم صبياً أو بنتاً وقدرة على معاشرة الصغار والراشدين وتوفير شروط النجاح الجيد في المواقف التحصيلية 0 أما الأطفال الذين يتغيب آباؤهم عن البيت أو يهملونهم فإنهم مزعزعو الإحساس بالذات تنتابهم صراعات حادة حول دورهم الجنسي 0

ويستطيع الوالد الملتزم بأداء واجبه التربوي مساعدة طفلته في تشكيل إحساسها بالرضى عن جنسها وذلك بإبدائه السعادة لولادة الطفلة وبمعاملة البنات كما يرغبن في أن تعاملن وكما يعامل إخوتهن 0 إن ذلك يساعد البنت على إقامة مفهوم نسوي إيجابي بخصوص ذاتها كأنثى وبتعبير آخر تلعب العلاقة الوالدية بالفتاة دوراً كبيراً في تشكيل شخصيتها الأنثوية بدءاً من مرحلة ما قبل المدرسة ولقد أجمعت الدراسات على أن البنات اللواتي يفتقدن إلى العلاقة الحميمة مع آبائهن يتسمن بالاتكالية والخضوع ويظهر ذلك واضحاً خلال المراهقة مما يجعل حياة البنت صعبة آنذاك ويزعزع مفهومها عن ذاتها وعن شخصيتها الأنثوية 0

ومن نافلة القول الإشارة إلى أن العناية الوالدية الحسنة بالطفل لا تقاس بالزمن الذي يصرفه الوالد بالمنزل فالآباء الباردون أو الذين لا يبدون اهتمامهم بأولادهم عاجزون عن أن يوفروا العناية الملائمة بالصغير على الرغم من وجودهم المستمر في البيت وعلى النقيض من هؤلاء الآباء الذين يصرفون جل وقتهم في العمل ويكونون مهرة في ممارسة علاقات إيجابية مع أبنائهم 0 المهم إذن هو نوع علاقة الوالد بطفله وليس مقدار تلك العلاقة 0 ولسوء الحظ فإن الكثير من الدراسات التي قامت في تحديد أثر علاقة الوالد بطفله قد أهملت هذا المبدأ 0 وعلاوة على ذلك فإن الأثر السيء الذي يتركه غياب الوالد عن البيت يختلف بتباين الظروف 0 ويبدو أن غياب الوالد أقل تأثيراً في نمو الولد إن هو حدث في الطفولة المتوسطة أو المراهقة 0 ثم أن أكثر الأدلة تشير إلى أن في مقدور أطفال ما قبل المدرسة تكييف ذواتهم لغياب والدهم القاهر كما هو الأمر في حالات الموت أو المرض أو الطلاق أو العمل خاصة إن اتصفت العلاقات الزوجية بالطيبة وتحدثت الزوجة بصدق وشرف عن زوجها عندما يكون غائباً 0 وأخيراً إذا كانت علاقة الطفل بأمه دافئة شجعت تقبل الطفل لجنسه وعززت تفاؤله بنفسه وقضت على الأثر السيء لغياب الوالد عن الطفل 0

منقول




خليجية



شكرا للمرور



يعيطيكي العاااافيه



خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.