الشيخ ضياء الدين ابو احمد
وأوقاتها بالإعمال الصالحة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام ) . قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ( ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ) فانظر أيها الأخ الحبيب كيف بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل هذه الأيام وأنها أيام العمل الصالح فيها من أحب الأعمال إلى الله تعالى، كيف لا وهي أيام يشارك فيها المسلم وفد الله وحجاج بيت الله الحرام , وهذا من كرم الله على خلقه انه أكرم ضيوفه هناك وفتح لنا باب الخير هنا وفي كل مكان ان نشارك إخواننا حجاج بيت الله الحرام , لذلك كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتغلون في هذه الأيام بالأذكار لله تعالى او قراءة القران او الصيام او كثرة الصلاة او المحافظة على صلاة الفجر وصلاة العشاء في جماعة ، او كانوا يصلون الرحم او يتفقدون الأرملة واليتيم والفقير والمسكين لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الساعي على الأرملة واليتيم والمسكين كقائم الليل او المجاهد في سبيل الله ) فجعل النبي صلى الله عليه وسلم تفقد الأرملة واليتيم والمسكين من درجة المجاهد وقائم الليل , وهكذا هي ابواب الخير تتنقل من عمل الى عمل او ان شئت فقم بالاعمال كلها . كان ابو الدرداء رضي الله عنه يقول : ( عليكم بصوم ايام العشر واكثار الدعاء والاستغفار والصدقة فيها ) .
ايها الاخ الحبيب ان الايام تمضي مسرعة والله جعل لك في حياتك محطات تتزود من خلالها فتقوي ايمانك وحبك بالله وتنهج نهج رسول الله والا اسال نفسك لماذا خلقك الله ؟؟ هل للطعام والشراب فحسب ؟ ام للتكاثر فحسب ؟ ان كان للطعام والشراب فالله تعالى خلق مخلوقات كثيرة تاكل وتشرب وان كان للتكاثر فالله تعالى خلق مخلوقات كثيرة تتكاثر، ولكن أنت أيها الإنسان ميزك الله عن سائر المخلوقات بالعقل لتهتدي اليه سبحانه وتعبده سبحانه ولهذا قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
فأكثر ذكره في الأرض دأبا ** لتذكر في السماء اذا ذكرتَ
ونادي اذا سجدت له اعترافا ** بما ناداه ذو النون بن متى
ولا تقل الصِّبا فيه مجال ** وفكر كم صبي قد دفنتَ
اذا لم يفدك العلم شيئا ** فليتك ثم ليتك ما علمتَ
وان القاك فهمك في مغاو ** فليتك ثم ليتك ما فهمتَ
باحترام
الشيخ ضياء الدين ابو احمد امام مسجد السلام – الناصرة
جزاكي الله كل خير على التذكير
