تعتقد ربة المنزل أنها تعيش جحيم لا ينتهي وسط أعباء الروتين اليومي الذي قد يعتبره البعض عمل شاق وممل خالي من الإثارة والمتعة ، وتنظر للمرأة العاملة على أنها أفضل منها ، لعدم تفرغها التام للمهام اليومية الروتينية ، وبالرغم من الأزمات التي تواجهها الأسرة في مختلف مناحي الحياة وتعرض الجميع للضغوط لاسيما العاملة ، لا ينصحك الأطباء للتخلص من الضغوط ، ولكن هناك طرق أبسط بكثير أهمها الشعور بالحب والرضا لتحقيق الاستقرار النفسي ،أيضاً لديكِ وسيلة يومية وهي الاستمتاع بأداء الأعمال المنزلية كوسيلة فعالة للتخلص من أعراض الاكتئاب.
وأجرت مؤخراً قناة "ديسكفري هوم اند هيلث" التليفزيونية المتخصصة في الشؤون الصحية في بريطانيا استطلاعاً للرأي شمل 2000 امرأة تراوح أعمارهن بين 18 و80 سنة ، كشف أن معظم النساء يعتبرن الأعمال المنزلية علاجاً للقلق ، وأشارت 95% من النساء أن الأعمال المنزلية تشعرهن بأنهن يسيطرن على حياتهن وإنها بمثابة علاج للنفس" ، وقالت 58% منهن أيضا أنهن يشعرن بالإحباط حين يكون المنزل في حالة من الفوضى ، في حين أكدت 59% أن القذارة وعدم الترتيب يجعلهن يشعرن بالتوتر، و 4 % منهن فقط أن الأعمال المنزلية مضيعة للوقت.
وفي المقابل أشارت 57% إلى أن الأعمال المنزلية تتعبهن ، وذلك لأن الأعمال المنزلية من الممكن أن تسبب أمراض عضوية مماثلة للأمراض الناتجة عن الوظائف الأخرى، وهذا ما أكدته دراسة لباحثون بجامعة مانهايم الألمانية التى أشارت إلى أن الأمهات بشكل خاص يعانين من بعض الآلام لأنهن يتحملن "العبء الأكبر" في الأسرة وفقا للنظرة التقليدية لدور في المنزل.
وأفاد الباحثون أن هذا الأمر تتعرض له السيدات في متوسط العمر بسبب الروتين موضحين أن أكثر الأمراض العضوية التي تعاني منها ربات البيوت كانت "آلام الظهر والكتف والرقبة" علاوة على قصر النفس والوهن وقلة النوم وعدم الاستقرار الداخلي ، لذا تجنبي المجهود الزائد والحركات الخاطئة أثناء القيام بالأعمال المنزلية دون الإفراط أو التفريط .
التخلص من الإجهاد
وحددت دراسة ألمانية لمستشفى "شارتيه" ببرلين أن الغسل والكي، وتكرار الحركات أثناء العمل اليدوي المنزلي تساهم في التخلص من الإجهاد ، وتروح عن النفس، وفسرت الدراسة ذلك بأن هذه الأعمال تخرج الإنسان من الدائرة المغلقة التي ولدت الشعور بالقلق، إضافة إلى أنها تعمل على انفراج في الخلايا العصبية الدماغية، وتساعد على نوم أفضل، كما دعت الدراسة إلى ممارسة الرياضة والمشي الهادئ والتأمل، وتناول السوائل بكثرة، والابتعاد عن العقاقير، ومحاولة مقاومة القلق عامة بوسائل طبيعية.
طرق تنظيمية
غرفة النوم : ( ترتيب السرير ، قللي من الدوران حول السرير ، ابدئي بالعمل من أحد الجوانب ، ضعي البياضات اللازمة علي كرسي مجاور ، افردي مفرش السرير بداية من النصف العلوي ثم السفلي للسرير ، افعلي ذلك مع البطاطين ومفرش السرير ، ضعي الوسائد المكان المخصص لها ).
التنظيف: ( خططي للتنظيف وأحضري ما يلزم لذلك من أدوات ومواد في مكان قريب قبل البدء ، نظفي أكبر مساحة ممكنة في كل حركة ذراع ، استعملي أدوات جيدة وكبيرة الحجم ، استعملي صينية لنقل القطع الصغيرة الحجم دفعة واحدة ، استعملي كلتا اليدين إن أمكن)
الغسيل والكي: ( رتبي الأدوات والأجهزة المطلوبة ،اجمعي الملابس بالقرب من مكان الغسيل وحوض الشطف.
الكي: ( استعملي خطوطا طويلة من اليمين إلي اليسار والعكس ، مرري المكواة علي سطح النسيج ببطء واختاري مكواة خفيفة الوزن مع مراعاة درجة الرطوبة ونوع النسيج).
تحضير الطعام: ( لتوفير الوقت عند تحضير الطعام ، رتبي أثاث المطبخ والأدوات والأجهزة المستعملة في إعداد الأصناف المختلفة ، خططي مواعيد العمل لكل صنف ، تدربي علي توفير الوقت والجهد بأعداد أصناف الني في الفرن وعدم استخدام القلي والتسبيك حفاظا علي الصحة وعدم إهدار الوقت ).
سرطان المبيض
وتعتبر الأعمال المنزلية سلاح واقي من بعض أنواع السرطانات المعرضة لها كسرطان الثدي والمبيض ، حيث كشفت دراسة استرالية لجامعة "بيرث كيرتن" أجريت على 900 امرأة صينية ، أن الأعمال المنزلية قد تساعد في الوقاية من سرطان المبيض.
وقال د. بينز المشرف على الدراسة : " إذا قامت بالأعمال المنزلية لعشرين دقيقة فقط في الأسبوع .. فلن يجدي ذلك كثيراً لكن إذا استمرت لثلاث أو أربع ساعات في اليوم فانه سيكون نشاطاً كبيراً وسيزيد الحماية من سرطان المبيض"، وأضاف : "أن الدراسة تعزز الفكرة التي شكك فيها البعض سابقاً بأن النشاط البدني يساعد في الوقاية من سرطان المبيض بل وربما يقي من سرطانات أخرى مرتبطة بهرمونات مثل سرطان عنق الرحم وسرطان الرحم".
بالرغم من أن السبب ما زال مجهولاً لكن بينز تكهن بأن النشاط البدني يمنع تخزين الدهون الزائدة والتي تؤثر بدورها على النشاط الهرموني ، ويعزز أيضاً جهاز المناعة.
سرطان الثدي
كما أكدت دراسة بريطانية لجمعية السرطان في المملكة المتحدة أجريت علي أكثر من 200 ألف امرأة ينتمين إلي 9 بلدان أوروبية أن الأعمال المنزلية تخفض نسبة الإصابة بسرطان الثدي أكثر من أي نشاطات أخري قبل وبعد انقطاع الحيض أو سن اليأس عند النساء.
وأكد الدكتور لزلي وولكر من الجمعية أن هذه الدراسة تظهر بأن النشاط البدني يمكن أن يقلل خطر سرطان الثدي، وبأمور بسيطة وغير مكلفة مثل الأعمال المنزلية يمكن أن تكون عنصراً مساعداً، مشدداً علي أهمية تجنب للبدانة إذا أرادت أن تبعد عنها الأمراض ، مشيراً إلى أن النساء اللواتي يحافظن علي أوزانٍ صحية هن أقل تعرضاً للإصابة بسرطان الثديين من غيرهن.
واعتبرت الدراسة أن إزالة للغبار ومسح وتنظيف أرضية المنزل أفضل من الانخراط في عمل يتطلب جهدا جسدياً ، نظراً لأن الحركة والنشاط ضروريان لخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي والذي قد يتم عبر التغيرات الهرمونية أو الاستقلالية ٍ، ولكن لم يعرف كم من الجهد يجب أن يبذل لتحقيق مثل هذا الهدف، أو ما هي التمارين التي علي القيام بها.
وركزت الدراسة على فترة ما قبل وبعد هذه المرحلة والنشاطات التي تقوم بها ومن ضمنها العمل في المنزل وغير ذلك من النشاطات الأخرى.
روابط أسرية
وفي دراسة اجتماعية بريطانية أن التعاون بين الزوجين في الأعمال المنزلية يعمل على تقوية الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية ، وأكد الخبراء خلال الدراسة أن من واجب الزوج مساعدة زوجته في الأعمال المنزلية ما دامت تساعده في العمل بالخارج وتشاركه في مصروف المنزل.
شجعي أطفالك
احرصي أيضاً علي تشجيع أطفالك علي مساعدتك في القيام بالأعمال المنزلية ، لما لها من فوائد متعددة على سلوك طفلك ، وهذا ما يؤكده الدكتور "كولين جيتشي" الطبيب النفسي بمستشفي الأطفال التذكاري بشيكاغو، أن إشراك طفل في الرابعة أو الخامسة من العمر في أداء بعض المهام المنزلية، ينمي لديه الثقة بالنفس ويشعره بالالتزام نحو الآخرين,، فالطفل يمتلك المهارة الحركية والبراعة والتركيز المطلوب لأداء الأعمال المتنوعة .
لذا يحتاج الأبناء إلى أن يشعروا بأنهم يكونون مع والديهما فريقاً أسرياً متعاوناً يساعد كل فرد من أفراده الآخرين بدون انتظار مقابل لخدماتهم التعاونية ، وبإمكان كل أم انتهاز فرصة الأجازات لتنمي في أبنائها روح الفريق الأسري عن طريق تعويدهم على المشاركة في بعض الأعمال المنزلية البسيطة التي تراعي فيها سن كل واحد منهم وإمكانياته.
ويقدم المتخصصون بعض الأعمال التي يمكن للأبناء آن يقوموا بها كل حسب سنه:
– من سن3 إلى5 سنوات: يمكنه أن يتعلم الفصل بين الملابس الموجودة في سلة الغسيل فيفصل الأبيض عن الملون مما يسهل على الأم مهمتها ، كما يمكنه أيضاً أن يطوي الفوط الصغيرة الحجم وأن يضع كل فردين من الشرابات معا.
ودور الأم هنا هو أن تكلفه بالقيام ببعض المهام البسيطة وتكون عيناها عليه لتوجهه إذا احتاج الأمر ذلك.
ودور الأم ألا تتوقع الكمال من طفلها وعليها ألا توبخه اذا لاحظت أن الملاءات مثلاً ليست مشدودة بالطريقة الصحيحة أو أنه لم ينظف الغبار الموجود على كل الأثاثات ، فالمهم أنه يحاول وعن طريق التشجيع المستمر سوف يتحسن أداؤه بعد ذلك.
– من سن10 إلى13 سنة: يمكنه أن يقوم بوضع أدوات المائدة في غسالة الأطباق كل في موضعه أو أن يقوم بغسل الصحون وأدوات المائدة في حالة عدم وجود غسالة ، كما يمكنه أيضاً كنس الأرضيات واستعمال المكنسة الكهربائية وتنظيف الأحواض والبانيو.
ودور الأم أن تراعي أن الأطفال في هذه المرحلة السنية كثيراً ما ينسون المهام الروتينية التي تقع في صميم مسئولياتهم لذلك عليها أن تجد طريقة لطيفة تذكرهم بها بدون إثارة سخطهم.
– من سن14 إلى ما فوق : يمكنهم تنظيف السيارة واعداد بعض الوجبات البسيطة وغسل ملابسهم اذا احتاج الأمر ذلك وكذلك يمكنهم رعاية اخوتهم الصغار في غياب الأم ، وأن يراعوا كل القواعد التي تضمن سلامة الصغار مثل الإبقاء على المطبخ والكبريت ومصادر الكهرباء الخ..
ودور الأم هنا هو عدم تحميل ابنائها أعباء كثيرة خلال فتره الدارسة لأن الأعمال الدراسية يجب أن يكون لها الأولوية في حياة ابنائنا.
تقبلي مروري,,,,