أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب ، وتستر بها العيوب ، وتستقال بها العثرات ، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب ، وإلا فإن فضائل ومكارم الأخلاق كثيرة.
إليك أيها القائد سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب ، فاحرص عليها وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصل للهدف بعون الله .
1- السهم الأول [ البدء بالسلام ] :
سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد بسط الوجه والبشاشة ، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف وهو أجر وغنيمة .
– السهم الثاني [ الابتسامة ] :
قالوا هي كالملح في الطعام ، وهي أسرع سهم تملك به القلوب (( فتبسمك في وجه أخيك صدقة )) . إن الابتسامة لا تكلف شيئاً ، ولكنها تعني الكثير.
أخو البِشْرِ محبوبٌ على حُسنِ بشرهِ *** ولن يَعْدَمَ البغضاء من كان عابسا
3- السهم الثالث [ الصمت وقلة الكلام ] :
إياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس ، وإياك وتسيّد المجالس وعليك بطيب الكلام ورِقة العبارة (( فالكلمة الطيبة صدقة )) ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وأصدقائك
قد يخزن الورعُ التقي لسانه *** حذر الكلام وإنه لمفوّه
4- السهم الرابع [ حسن الاستماع وأدب الإنصات ] :
وقد تقدم الحديث عن حسن الاستماع والإنصات ، فلا ينبغي مقاطعة المتحدث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه ، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به
الصمت زين والسكوت سلامة *** فإذا نطقتَ فلا تكن مكثاراً
ما أن ندمت على سكوتي مرة *** ولقد ندمت على الكلام مراراً
5- السهم الخامس [ بذل المعروف وقضاء الحوائج ] :
سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب يقول الله سبحانه وتعالى وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .
و صوّره الشاعر بقوله :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ *** لطالما ملك الإنسان إحسانُ
6- السهم السادس [ إحسان الظن والاعتذار لهم ] :
فما وجد طريقاً أيسر وأفضل للوصل منه ، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم ، وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم ، تحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب ، واسمع لقول المتنبي :
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه *** وصدّق ما يجد في توهم ِ
وعادى محبيهِ بقول عُداته *** وأصبح في ليلٍ من الشكِ مظلم ِ
7- السهم السابع [ لا تصادر جهود الآخرين ] :
السهام التي تملك بها قلب غيرك هي منحه الحفاوة اللائقة بمثله ، ومنها : نداؤه بأحب الأسماء إليه . وما أبرد ولا أثقل حساً مما ينادي أخاه بالضمائر المجهولة ، فيقول : أنت يا هذا ، أو يا ذاك . وهل تريد أن يتجاهل اسمك أحد ، أو يُنطق اسمك خطأ ؟ .
إن أسلوب التجاهل والإسقاط يدلا على ثخانة الطبع ، وكثافة الإحساس ، وبرود العواطف .
:11_1_123
[1]: