الجميع يعرف أخطار التعرّض إلى الدخان السلبي (الدخان الذي ينفثه المدخن)، بضمن ذلك الخطرِ الاصابة بامراض القلب وامراض التنفس، والتي ادت إلى العديد من القوانينِ التي تمنع التدخين في الأماكن العامّةِ. هذا ويعتقد العديد من المحامين الذين يحاربون ظاهرة التدخين في الاماكن العامة بأن معركتهم القادمة ستكون التدخين في السيارات.
هذا ويعتقد بريسي والمؤلفة المشاركة الدّكتورة آنا نافاس اسين، أستاذة مساعدة للصحة المهنية والبيئية في هوبكنز، بأنّ التدخين يجب أن يمنع في السيارات تماما كالمنع في الأماكنِ الأخرى.
تقول نافاس اسين ،"مستويات دخان التبغِ السلبية العالية التي تم قياسها في الدراسة، تدعو إلى الحاجة المستعجلة لحملات تثقيف وإجراءات تشريعيةَ عن مضار الدخانَ السلبي في السيارات على الركاب، خصوصاً الأطفال".
للدراسة قارن بريسي و نافاس اسين مستوى النيكوتين في 17 سيارة و5 غير مدخنين كانوا يقودون سياراتهم من البيت الى العمل في 30 دقيقة أو اكثر. قام الباحثون بوضع عينات تصدر النيكوتين في السيارات، واحدة قريبة من مقعد الراكب الامامي واخرى في المقعد الخلفي للسائق.
بعد ذلك قام الباحثون بتحلّيل العينات ووجدوا زيادة مضاعفة في تجمعَّات النيكوتين لكلّ سيجارة مدخن. هذا وقد خمن برايسي و نافاس اسين بأن مستوى النيكوتين كان ضعف التركيز في سيارات المدخنين أكثر من اي مكان عام أخر، وبنسبة 40-50 بالمائة اكثر من المطاعم والبارات التي تسمح بالتدخين فيها.
يقول بريسي، "بالرغم من أن فتح النوافذ جزئيا قلل من تركيز النيكوتين في السيارة إلا أنه لم يمنع تعرض الركاب إلى النيكوتين السلبي، من الهام جدا أن نتذكر بأنه لا يوجد مكان آمن للوقاية من خطر النيكوتين السلبي."
من جهة أخرى قال الدّكتور نورمان إتش . ايدلمان، ضابط طبي رئيسي من جمعية الرئة الأمريكية، "كلّ أولئك الناس الذين يدخّنونَ في السيارات ويعتقدونَ بأنّهم يحمونَ الركاب الأخرين بإستعمال التيار المتردد [التكييف] أَو يفتحون النافذةَ خاطئون لأنهم يضاعفونَ الخطر على عائلاتهم أو اصدقائهم بهذه الطريقة، وبالاستمرار في التدخين في السيارة."
يقول ماثيو إل . مايرز، رئيس حملة "حماية الأطفال من التبغ"، هذا نداء عالي الصوت لكل أب وأم مدخنان، أنتم تضعون أطفالكم في غرف غاز سامّةَ بشكل حرفي، عندما تدخنون في السيارات."
المصدر : رويترز