في ظل نمط الحياة الذي نشهده ونوعية الطعام الذي نتناوله، اصبحت السمنة من اكثر المشكلات التي تواجه الانسان في القرن الحادي والعشرين.
وتبعا لذلك اصبحت الجراحات المرتبطة بتجميل المناطق المترهلة رائجة.
وفي هذه الحلقة نتناول جراحة شفط دهون البطن المرغوبة كثيرا في عالمنا العربي.
بداية، يجب ان نميز بين هذه الجراحة وعملية شفط دهون البطن فقط، فالفوارق كبيرة على كل الصعد وسنأتي على ذكرها لاحقاً.
مع التقدم في السن وازدياد الوزن، تبدأ الدهون بالتجمع تحت الجلد وحتى داخل البطن حول المعدة والامعاء.
ومع قلة التمارين الرياضية، تضعف عضلات البطن وترتخي وتتقوس باتجاه الخارج وذلك تحت ضغط الامعاء المتضخم.
كذلك يترهل الجلد ويرتخي ويتشقق ويفقد مرونته ويتمدد مع تكتل الدهون تحته.
وتتأتى العلة من ثلاثة عوامل وبنسب مختلفة:
– تجمع الدهون
– ضعف عضلات البطن
– ارتخاء الجلد لهذا تختلف حالات المرضى وذلك باختلاف العامل المؤثر الذي يتحدد على اساسه العلاج.
انواع الجراحات
الجراحة تحاول معالجة كل هذه العوامل دفعة واحدة وبطريقة مرضية تجميلياً وبأقل خطوة ممكنة.
– ابسط هذه الجراحات في منطقة البطن هو الشفط. وعادة ما نلجأ الى هذه الجراحة عند الشباب الذين زاد وزنهم قليلاً وتجمعت الدهون بنسبة خفيفة في هذه المنطقة، ولكنهم حافظوا على عضلات قوية وغير مقوسة وجلد مطاطي غير مشقق. وقد شرحنا في تقرير سابق هذا النوع من العمليات الجراحية.
– في حالة متطورة اكثر، تتجمع الدهون في منطقة البطن مع بعض الترهل وارتخاء العضلات تحت منطقة السرّة.
والعلاج هنا هو الشفط بالاضافة الى عملية شد بسيطة تحت السرّة. وتسمى هذه العملية Mini- abdominoplasty او الشد الخفيف.
– في الحالة الاقصى، دهون كثيرة وعضل ضعيف وجلد مترهل ومتشقق وزوائد في كل الجوانب.
والعلاج هنا هو الشد الكامل او Abdominoplasty مع شفط للدهون المرافقة. وسنأتي على تفصيل هذه العملية.
الشد الكامل للبطن
تجرى الجراحة عادة تحت بنج عام في المستشفى وتستمر بين ساعتين وثلاث ساعات.
يقوم جراح التجميل بشق الجلد في اسفل البطن ومن جهة الى اخرى وبشكل مقوس مفتوح نحو الاعلى.
يرفع الجلد مع الدهن المرافق له من اسفل البطن وحتى اعلاه عند القفص الصدري وذلك بعد تحرير السرّة بشق دائري حولها لتركها في مكانها.
ويتم بعد ذلك تمتين العضلات الامامية لجدار البطن واعادتها الى مكانها وشدها عبر التقطيب بالخيط وفي الحالات القصوى بواسطة شرائح خاصة Implants تغطى بها هذه العضلات بعد ضبّها لتعزيز قوّتها.
عندها يشد الجلد المرفوع، باتجاه الساقين وتزال الكمية التي تتخطى الجرح ويتم التقطيب التجميلي.
ثم يشق هذا الجدار في مكان محدد لاخراج الصرة وتثبيتها فيه.
يمكن ان تترافق هذه الجراحة مع عملية شفط للدهون في المنطقة المشدودة او حولها كالخصر واسفل القفص الصدري وتحت جرح البطن وحتى الساقين. ويجرى الشفط قبل البدء بالجراحة او عند الانتهاء منها حسب رغبة الجراح.
ويوضع فتيل لسحب السوائل والدم من تحت الجلد لايام عدة.
ما بعد الجراحة
– يطلب من المريض احناء الارجل عند الاستلقاء لتخفيف الضغط والاوجاع
– اوجاع قوية ليومين او ثلاثة ناتجة عن شد العضلات. وتداوى بمضادات الالم المختلفة
– ازعاج لعشرة ايام اخرى
– ورم قوي لثلاثة اسابيع يتلاشى كلياً بعد 3 اشهر
– ازرقاق لثلاثة اسابيع – مشد للجلد لشهر واحد
– تنميل وقلة احساس بالجلد المعالج لستة او تسعة اشهر
– جرح احمر يستمر بين 6 و9 اشهر
– مشي سريع وركض بعد شهر ورياضة عنيفة بعض ستة اسابيع
– العودة للعمل بعد انقضاء اسبوعين
النتيجة النهائية
تظهر النتيجة بعد ستة اشهر تقريباً من زوال الورم وعودة الاحساس وبياض الجرح. وهذه النتيجة تستمر سنوات طويلة اذا حافظنا على وزن ثابت ولياقة بدنية عالية، وأوقفنا التدخين وتناولنا طعاما صحياً واستعملنا بعض الكريمات او المعدات الطبية الخاصة.
المشكلات و المضاعفات
المشكلات المتأتية من البنج العام نادرة الحصول. اما من العمل الجراحي فهي ايضاً قليلة ولكننا سنعددها:
– الالتهابات وتداول بالمضادات الحيوية.
– النزف تحت الجلد، ويداوى بحرق الشريان المصاب.
– تجمع سوائل تحت الجلد، وتسحب بواسطة الابرة.
– موت بقعة من الجلد بسبب عدم وصول الدم اليها. وقد يكون ذلك بسبب كثرة الشد او التدخين او امراض تصلب الشرايين او جروح عديدة في البطن او ضغط خارجي قوي على الجلد من المشد او بعض اكياس التدفئة التي قد يستعملها بعض الاشخاص.
– جرح منتفخ واحمر وعريض، يمكن استئصاله بعد 6 اشهر او تسعة.
– اما المشكلة الاخطر على صحة المريض فتبقى الجلطة الدموية في الساقين التي قد تمتد الى الرئتين.
ونتجنبها عادة بتحريك المريض سريعاً بعد الجراحة وباعطائه في اليومين الاولين مسيّلا للدم او مضادا للتخثر.
نصيحة اخيرة
استعلموا عن الطبيب جراح التجميل الاختصاصي من نقابة الاطباء او جمعيات جراحي التجميل ومن محيطه للتأكد من كفاءته.
اختاروا الخضوع للجراحة في مستشفى مجهز وليس في عيادة خاصة لانها جراحة مهمة. وتوقعوا نتيجة مرضية ولكن انسوا بطنكم في عمر المراهقة. فهو حلم ولّى ولن يعود.<
الجديد في الجراحة.. والاشخاص الخاضعين لإجرائها
من الناحية التقنية، لم يتغير الكثير باستثناء استعمال الليزر للقطع احياناً او الاستعانة بالشفط في معظم الحالات وفي الوقت نفسه.
ولكن التغيير الاكبر طال نوعية المرضى الذين نعاينهم. اذ اصبحنا نرى الكثير من خسروا 30 كيلوغراما الى 40 او 70 كلغم من وزنهم وترهل جلدهم بقوة، وذابت معظم الدهون.
وهنا يكمن هدف الجراحة في التركيز على ازالة الجلد الزائد اكثر من التركيز على الدهون او العضلات. وعادة ما تكون جراحة البطن جزءاً بسيطاً مما سيقوم به المريض من شد بسبب ترهل الساقين والظهر والصدر والذراعين.. الخ.
هل تجرى الجراحة لكل الاشخاص؟
ان المرشحين للعملية هم الاشخاص الذين لديهم دهن وجلد زائد وعضل ضعيف ولم تفلح معهم لا الحمية ولا الرياضة في القضاء على العلّة. ونركز على ان يكون وزن المريض مستقرا منذ اشهر عدة.
ويجب تأجيل الجراحة لمن يتابعون حمية لخفض وزنهم بشكل كبير حتى لا تتأثر النتيجة النهائية.
وتؤجل كذلك الجراحة عند النساء الراغبات في الانجاب قريباً حتى لا تتأثر النتيجة. وهنا لا بد ان اشير الى انه في استطاعة النساء اللواتي خضعن لجراحة شد البطن الانجاب طبيعياً وما مشكلة في ذلك.
المشكلة تكمن في ان نتيجة الشد قد تتغير بعد الانجاب، لذلك من المستحسن ألا نجري هذه الجراحة لمن خضع سابقاً لعمليات عدة في بطنه وخصوصا اذا كان الاخير يحتوي على جروح كبيرة في اعلاه.
هذا لاننا نخشى ان تكون هذه الجروح القديمة والكبيرة قد قطعت بعض الشرايين المهمة التي تغذي الجلد مما قد يصيبه بعد الشد بـ Necrosis او الموت الموضعي للجلد.
دمتم فى حفظ الله