التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

طفل لمح في عين معلمته الدموع فسألها اليس المطر خيراً فلماذا نغرق

السيول تمنع أُمّاً من الوصول لبناتها ومُحتجَزات يروين ساعات الانتظار الصعب
طفل لَمَح الدموع في عين مُعلِّمته فسألها: أليس المطر خيراً .. لماذا نغرق؟ هذه الصورة تم تحجيمها. ريم
خليجية

سليمان – دعاء بهاء الدين – سبق – جدة:

جلس يوسف (5سنوات ) يستمع إلى حديث المعلمة الذي جعله يحلق بخياله البريء متخيلاً مشاهد المطر الذي يسقى الزرع فتفتح الأزهار و ينثر للكون شذاها ، وتزهو الطبيعة بحلتها الخضراء وأثناء الحصة انتابه الرعب وهو يسمع صوت المطر ويشاهد آثارها التي أشعلت الشيب في رأسه .

ومع انصراف زملائه في نهاية اليوم الدراسي هرول للحاق باص المدرسة ليهرب إلى حضن أمه يلتمس فيه الأمان الذي افتقده، ومرت الساعات متثاقلة في انتظار أن يفك أسر يوسف الذي أصابه الذهول وهو يشعر بنفسه فاقد الأمل يغرق في ظلمات الشوارع التي تشابه أهوال القيامة ، بكل براءة نظر للمعلة التي ترقرقت الدموع في عينها وقال : أليس المطر خيراً ؟ سمعنا هذا الدرس منك ، لماذا نغرق ؟ أريد أمي ظل يردد هذه العبارة طوال الطريق وقد سكنه اليأس مع غروب الشمس سأل من حوله متى أعود إلى أمي وأختي ؟ اتصل والده بالسائق ليبث في روحه الأمان فغالبه البكاء وهو يرى من حوله يصرخون يريدون العودة إلى ذويهم في حين حالت الأمطار دون وصولهم واستمر يوسف يعاني مرارة الانتظار لمدة سبع ساعات وقد آثر والده السير للوصل إليه ولمدة ثلاث ساعات لم يستطع أن يصل إلى ابنه ، وبعد سبع ساعات من انتظار يوسف اضطر السائق للتكفل به والمبيت معه وسط بكاء أمه وذهول والده.

اجتياح السيول
وتواصلت "سبق" مع إحدى المتضرات والتي تقطن جدة وتعمل طبيبة قائلة : اضطرت للذهاب إلى مكة أمس لحضور اجتماع هام ، ومنذ بداية هطول الأمطار اضطرت العودة إلى جدة للحاق بأطفالي في مدارسهم ولكني فوجئت باجتياح السيول والذي أعاقني من الوصول إليهن وظللت حبيسة مكاني عاجزة عن الخروج من مكة من الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى الثامنة وأنا عالقة وقد أغلق الطريق بين مكة وجدة ، وسكني القلق على بناتي والتي تكفلت بهن إحدى زميلاتهن في بيتها إلى الآن ، وقد غلبني اليأس فقررت العودة إلى مكة مرة ثانية ، بيد أني قلقة للغاية على بناتي واللاتي لا يتجاوز أعمارهن سبع سنوات وذهبن في منزل لا اعلم أهله .

وفي مشهد إنساني مؤثر اتصلت (أم احمد من قويزة ) ب"سبق" قائلة : كنت وزوجي وابني في المستشفى بسبب مرض ابني وعند عودتنا فوجئنا بالمطر ينهمر علينا من كل جانب بشكل أعجزنا عن الحركة بحيث تسربت المياه إلى داخل السيارة مما أشعرنا بدنو غرقنا ، وجراء هذه المياه تعطلت السيارة واضطر زوجي الخروج من السيارة ذعراً علينا ومحاولة لإنقاذنا من البحور المحيطة بنا ، وسط بكاء رضيعي هرول زوجي لحمله والاحتماء بإحدى العمائر ثم عاد مرة أخرى وحملني وسط السيل الجارف ، وما زلنا حتى الآن أبناء سبيل نتظر رحمة السماء بنا وما ندري ما يحمله الغد لنا .

استغاثة معلمات
وفي اتصال هاتفي ب"سبق" استغاثت مجموعة معلمات محتجزات في المدرسة منذ الصباح حتى العاشرة مساء في حى النسيم , مبدين ذعرهن مما يتعرضن له الآن وتركهن لأسرهن منذ الصباح ، مشيرات إلى أنهن حاولن الاتصال على الدفاع المدني ولم يجدن استجابة ولم يشاهدن في الميدان رجال المرور أو الدفاع المدني يقدمن المساعدة ، فيما وجهت اللوم معلمة أخرى للدفاع المدني جراء المعلومات الخاطئة التي أضرت بها وأدت لاحتجازها مع الطالبات لمدة عشر ساعات في ظل ظروف سيئة من انقطاع التيار الكهربي وغرق الدور الأرضي من المدرسة .

وناشدت المسؤولين بالنزول إلى شوارع جدة لمعرفة الواقع المرير الذي تعانيه الآن .




منقول



حسبي الله ونعم الوكيل في كل من له يد



يسلمو



مشكورا

ويديكي العافيه




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.