أصبح لا يخفى على كثير منكم … ظاهرة انتشار زنا المحارم
و نقرأ كل يوم حوادث كثيرة بشأن هذا الأمر …
ربنا يعافينا و لا يبتلينا
و لم ينج مجتمعنا العربي من مثل تلك الحوادث بعد أن كنا نسمع عنها في الغرب فقط
و لكن لا توجد نسب محددة لمعدلات حدوثه في الوطن العربي
بينما في مجتمع مثل المجتمع الأمريكي
فالتقارير تفيد بأنه في الولايات المتحدة الأمريكية يتم رصد حوالي 35ألف حالة زنا محارم سنويا،
والأكثر شيوعا هي العلاقة بين الأخ وأخته يليها العلاقة بين الأب وابنته وأقلها العلاقة بين الأم وابنها
وهناك أنماط مختلفة لهذه العلاقات المضطربة نوردها فيما يلي:
1- النمط المرتبط بالظروف: وهو يحدث بين أخ وأخت ينامان في سرير واحد أو في غرفة واحدة فيقتربان جسديا أكثر من اللازم، وخاصة في مرحلة ما قبل البلوغ والبلوغ.
ولهذا جاءت النصيحة النبوية الكريمة بالتفريق بين الأبناء والبنات في المضاجع
2- النمط المصحوب باضطراب مرضى شديد: كأن يكون أحد الطرفين سيكوباتيا أو يتعاطى الكحوليات أو مصابا بالفصام أو أي اضطرابات ذهانية أخرى.
3- النمط الناتج عن تعشق الأطفال أو الغلمان.(Pedophilia)
4- النمط الناتج عن نموذج أبوي مضطرب حيث يشاهد الولد أباه يفعل ذلك أو يعرف أنه يفعله فيتقمصه أو يقلده.
5- النمط الناتج عن اضطراب العلاقة الزوجية حيث ترفض الزوجة العلاقة الجنسية فيبحث عنها الزوج في غير محلها (لدى أحد المحارم)
6- النمط الناتج عن الاضطراب المرضى الشديد في العلاقات الأسرية بحيث تصبح هذه العلاقات ممزقة بما لا يعطى الإحساس بأي حرمة في أي علاقة وهذه العلاقات المحرمة ينتج عنها مضاعفات نفسية واجتماعية خطيرة نذكر منها:
1-اضطراب التكيف:
حيث تضطرب صورة العلاقة بين الشخصين وتتشوه فتبتعد عن تلك العلاقة بين الأخ وأخته أو بين الأب وابنته وتستبدل بعلاقات يشوبها التناقض والتقلب وتترك في النفس جروحا عميقة.
إضافة إلى ذلك فإن كلا الطرفين المتورطين يجدان صعوبة في إقامة علاقات زوجية طبيعية مع غيرهما نظرا لتشوه نماذج العلاقات.
ولا يقتصر اضطراب التكيف على العلاقات العاطفية أو الجنسية فقط وإنما يحدث اضطراب يشمل الكثير من جوانب الحياة للطرفين.
2-الشعور بالذنب وبالعار والخجل مما يمكن أن يؤدى إلى حالات من الاكتئاب الشديد الذي ربما يكون من مضاعفاته محاولة الانتحار.
3-فقد البكارة أو حدوث حمل مما ينتج عنه مشكلات أخلاقية أو اجتماعية أو قانونية خطيرة.
4-كثيرا ما يتورط أحد الطرفين أو كليهما بعد ذلك في ممارسة الجنس بشكل مشاعي فتتجه الفتاة التي انتهكت حرمتها مثلا إلى ممارسة البغاء.
و بعد كل هذا نسأل ما الحل ؟ (و هو منقول من أحد الاستشارات التي قرأتها في أحد المواقع الاستشارية)
أولا:
يجب أن تعلما فداحة هذه العلاقة وخطورتها من كل النواحي الدينية والأخلاقية والاجتماعية والطبية بشكل واضح وصريح، وهذا هو الجانب المعرفي في العلاج.
وإذا نجحتما في إدراك الموضوع بهذا الشكل فإن اتجاهاتكما نحو هذه العلاقة تبدأ في التغير من اعتبارها علاقة لذيذة وممتعة إلى اعتبارها انحراف غريزي خطير يستوجب المقاومة وبذل كل الجهد لإيقافه، وهذا هو منتصف الطريق.
ثانيا:
يجب أن تتجنبا فرصة تواجدكما معا في مكان واحد بمفردكما لأن ذلك سيحرك مشاعركما المرضية.
ثالثا:
تجنبا أي ملامسات جسدية بينكما من الآنلأن هذه الملامسات تؤدى إلى تعزيز وتدعيم هذه العلاقة المرضية المحرمة والمجرمة.
رابعا:
حاولا أن تكون لكما علاقات اجتماعية منفصلة خارج البيت بحيث يتم إشباع الاحتياجات النفسية والعاطفية من مصادر مشروعة.
وهذا الأمر سيكون صعبا في البداية حيث أنكما تعودتما الإشباع الخاص بينكما، ولكن مع الوقت ومع تجنب هذا الإشباع المرضى ستكون هناك فرصة لنمو الإشباعات البديلة.
وإذا كانت هناك فرصة لزواج أحدكما أو كليكما فإن ذلك يساعد كثيرا حيث وجد أن أغلب حالات زنا المحارم تتوقف بعد زواج أحد طرفي العلاقة حيث يتم الإشباع من مصدر مشروع فتنتفي الحاجة للمصدر المحرم أو تضعف.
خامسا:
في أي مرة يحدث بينكما تفاعل جسدي يجب أن تتبعا ذلك بفعل يمحو ذلك كالصيام أو الصدقة أو أداء أي عمل خيري يتطلب مشقة، وإذا عاودتم الفعل الخاطيء تزيدون من مشقة الأعمال التطهيرية بشكل تصاعدي.
سادسا:
إذا فشلتم في تنفيذ هذا البرنامج العلاجي الذاتي في خلال ثلاثة شهور فلا تترددا في طلب مشورة أحد الأطباء النفسيين فربما تكون هناك بعض الاضطرابات المرضية التي تحتاج لعلاج متخصص بالإضافة إلى أمكانية المساعدة في نجاح هذا البرنامج العلاجي.
سابعا:
تضرعا إلى لله بالدعاء وعمل الخيرات لكي يساعدكما على الخروج من هذه الأزمة وتوبا إليه عما سبق وثقا في عفوه ومغفرته ورحمته.