دراسة عربية: السيدات ينطقن 13 ألف كلمة يوميا.. ودراسات أوروبية تؤكد تجاوز الكلمات 23 ألفا
جانب من الملتقى التربوي («الشرق الأوسط»)
جدة: علي شراية
قدرت دراسة بحثية في السعودية أن 85 في المائة من المشكلات الأسرية يعود السبب الرئيسي فيها إلى انعدام لغة الحوار داخل الأسرة بسبب عدم تفهم الرجل طبيعة المرأة التي تميل كثيرا إلى التحدث للتعبير عن دواخلها.
يأتي ذلك في وقت طرحت فيه دراسة في ندوة علمية بالسعودية الأسبوع الماضي بعنوان «الحوار مع الأبناء.. تشكيل السلوك»، ضمن فعاليات الملتقى التربوي الثاني لأولياء الأمور تحت شعار «فلنتحاور مع أبنائنا»، قدرت عدد الكلمات التي تنطق بها المرأة العربية في اليوم بنحو 13 ألف كلمة، بينما يتحدث الرجال نحو 8 آلاف كلمة في المدة ذاتها، متفقة مع دراستين؛ ألمانية وأخرى بريطانية، على كثرة الحديث لدى السيدات بواقع 20 ألف كلمة في اليوم في الدراسة الألمانية، في حين أكدت الباحثة الاجتماعية البريطانية ديانا هيلز في دراستها، أن المرأة تتكلم بمعدل 23 ألف كلمة يوميا، بينما يتكلم الرجل نحو 12 ألف كلمة فقط.
وأكد خبراء في الندوة، بناء على الدراسات البحثية، أن مخ المرأة أسرع نموا في مناطق اللغة والنشاط الحركي والعاطفي منه في الرجل بستة أضعاف، بينما مخ الرجل أسرع نموا بستة أضعاف منه في المرأة في مناطق التصور الفراغي والرياضي وتحديد الأهداف.
وكشفت الدراسة أن 95 في المائة من الآباء ينهون التفاوض والحوار مع أبنائهم بالإكراه، وأشارت الدراسة التي أجريت على 100 امرأة في السعودية أن السبب الثاني في المشكلات عدم الحوار، وأن 87 في المائة منهن يفضلن الحوار المباشر لحل مشكلاتهن.
وطرحت الندوة دراسة أخرى أجريت في الرياض، أرجعت أهم سبب للطلاق إلى عدم النضج، ومنه انعدام الحوار، وقالت الدراسة إن 62 ممن وصفوا زواجهم بأنه سعيد، يملكون قدرة عالية من الحميمية والحوار، و85 في المائة من المشكلات العالمية سببها انعدام الحوار.
وأوضح الدكتور فهد بن عبد العزيز السنيدي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود خلال مشاركته في الندوة أن 95 في المائة من الآباء ينهون التفاوض والحوار مع أبنائهم بالإكراه، في حين أن 30 في المائة ينسحبون أو يرضخون، و11 في المائة يتفاوضون بالطريقة الصحيحة فقط، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالحوار مع الأبناء لأنه سلوك حضاري راق، وأن المجتمعات الأقل حوارا هي الأقل حضارة، فضلا عن كونه يصنع التواصل والألفة والتفاهم، وغرس القيم والأخلاق، وهو نماء ووقاية وعلاج أيضا.
وانتقد السنيدي إغلاق باب الحوار في المحاضن التربوية، مطالبا بإفساح المجال للطلاب في مختلف المراحل التعليمية للحوار، مشيرا إلى إحصائيات تفيد بأنه إذا تخرج الشاب العربي من الثانوية يكون قد أمضى أمام الشاشة ما يعادل 22 ألف ساعة، في المقابل يكون قد أمضى في مقاعد الدراسة ما يقارب 14 ألف ساعة، أما في الجامعة فيكون أمضى أمام الشاشة أكثر من ألف ساعة، بينما في الدراسة 600 ساعة.
وطالب السنيدي الآباء والأمهات بإدراك أهمية الحوار مع الأبناء وأن يقوموا بتنمية هذه المهارة، مشيرا إلى أن التحاور مع الأبناء سيصنع شخصياتهم المتميزة، وأوضح أن الحوار الأسري هو تفاعل بين الآباء والأولاد عن طريق المناقشة، والحديث عن كل ما يتعلق بشؤون الأسرة، لخلق التواصل والألفة والتفهم، وغرس القيم والأخلاق، وحل المشكلات، والإجابة عن التساؤلات، والأمور الطارئة.
وحذر الدكتور السنيدي أولياء الأمور من أسباب غياب الحوار، التي تتمثل في انشغال الوالدين أو أحدهما عن الأولاد بعمله، والانشغال بالفضائيات والكومبيوتر والإنترنت والألعاب، وفقدان الوازع الديني، وعدم القدرة على الحوار والاتصال، وكثرة الخروج من المنزل خاصة إلى الاستراحات والديوانيات، فضلا عن الانشغال بالأعمال المسائية كالتجارة وحضور المناسبات الاجتماعية، موردا تحذير علماء النفس من أن انقطاع الحوار في الأسرة يولد حياة خالية من الحب، ويؤدي إلى الانزواء والعزوف، وأمراض نفسية خطيرة، وتصدع أسري، وعدم الشعور بالمسؤولية.
وعدد الدكتور السنيدي نتائج غياب الحوار مع الأبناء، التي تتمثل في ضعف التواصل بين الأبناء ووالديهم، وبحث الأبناء عن البدائل خارج الأسرة، وقصور الثقة في النفس لدى الأبناء، وتنشئة الأبناء على عدم تقبل الحوار، وزرع العدوانية في نفوس الأبناء، وضعف الأنشطة الجماعية بين أفراد الأسرة، وأخيرا الشعور بالعزلة والرفض والفشل والدونية، وواصل بقوله: «في حين أن هناك نتائج سلبية تؤثر على الفتيات بوجه خاص؛ منها: الفراغ العاطفي، وفقدان الفتاة لمهارة الحوار، والفشل في التواصل مع الآخرين، وضعف التعبير عن الذات، والثقة في من ليسوا أهلا لها، وسهولة التأثر بما حولها، والإحساس بالقصور، والشعور بالكدر والغيظ، وأخيرا الحزن والكآبة والقلق والخوف».
ويخليكي يا قمر
صح
يسلموووووو حبيبتي