لعلنا نلاحظ أن المرأة في علاقتها بالاكتئاب كانت المثال للشيء ونقيضه ،فهي أكثر عرضة للإصابة سواء تزوجت أو لم تتزوج أنجبت أطفالا أم لم تنجب ،خرجت للعمل أم جلست بالمنزل ولعل هذا يذكرنا بما يردده بعض المتشائمين لن يستريح الإنسان إلا في قبره وإن كنا نبادر إلى رفض هذا القول ونرى فيه دعوة إلى الإحباط فسبل راحة البال والسلام النفسي موجودة في داخلنا ومن حولنا ،ولا ذنب لأحد إذا كنا أحياناً نظل الطريق إليها.
و يرى لطفي الشربيني أن الارتباط بين المرأة والاكتئاب ربما كان وراء انخفاض تقدير المرأة لذاتها في مقابل سيادة الرجل في الأسرة والمجتمع وقد يدفعها ذلك إلى محاولة الجمع والتفوق في مجالات عديدة دون الانتباه إلى أن قدراتها و إمكانياتها محددة وأوضح ذلك فأقول أنه يصعب أن يتأتى للمرأة أن تكون موظفة أو سيدة أعمال ناجحة وفي نفس الوقت زوجة رائعة وأم مثالية ،وربة بيت ممتازة ،ويرى أن المرأة إذا قيمت إمكاناتها بموضوعية واعتدال
وتوصلت إلى تسوية أو حل يرضي جميع الأطراف توفق فيه بين هذه المجالات المختلفة فإنها في هذه الحالة تستطيع أن تعيش حياة نفسية مستقرة وتحتفظ بتوازنها وصحتها النفسية في مواجهة الاكتئاب
( لطفي الشربيني ،2001،ص 72 ).
وقد نجد أن بعض النساء يعتبرون الزواج أهم نجاح في حياتهن ومن هذا المنطلق تفكر المرأة العانس أنها لم تحقق هدفها الكبير وهذا ما يجعلها عرضة للإحباطات المتتالية وإلى الشعور بالحزن الذي قد يتطور إلى اكتئاب.
موضوع رائع
موضوع رائع