رفع الستار..
و بانت معالم المسرح
أرضية خشب البلوط
القاسي .. الفارغ ذكرني بحالي
مشيت عده خطوات وسط صرخات
لا أعلم أهي تشجيع أم استنكار
حتى وصلت إلى مقعدي
جلده الأحمر المتوهج و قاعدته السوداء
هذه ألوانه المفضلة
جسلت عليه
و امتدت يداي إلى المفاتيح
بدأ العزف
بدأ العزف
بدأ العزف
درب انقطع وصله
و مضيت في سبيلك
لقد اخترت طريقا آخر
و أبت نفسك ملازمتي
صرخت لكنك لم تأبه
بشظايا قلبي التي تناثرت
لم تعر صرخاتي اهتماما
فصمت لعلمي بعمق
تلك الطعنات
من لي سواك
على من أتكئ !
كلما تعبت
إلىمن !
سأرجع كلما حزنت !
لأي عينين سألجأ ..
أقفلت في وجهي
كل الأبواب *
فارقني
و الفراق عليك أصعب
ماللنصيب يلعب لعبته
علينا و يحركنا
كقطع شطرنج على لوح
رخامي بارد .. لم يعرف الدفء ! !
صدى صوته تردد على
مسمعي و رافقتني
آخر حروفه "سأرجع يوما"
صرخها لكن كبريائي
رفض تركه و البعاد
رفض فصل الرحيق عن النحل
رفض فصل الطفل عن والدته
رفض فصل جسدينا و بقاء قلبينا معلقين
لا دواء لى بعد رؤياك
لا شفاء لي بعد بريق عينيك
لا ترياق لي بعد أن تغلغل السم
و قطع غيابك أوصالي
" لا ".. صرختها عندما
بدأ الأفق بابتلاعك
و كان آخر ما رأته عيني
عيناك
سيكون حالي بعدك كالشجر بلا ثمر
كالطير بلا عش
كالهواء بلا الأوكسيجين
كالطفل بلا ألعاب
كالمريض بلا دواء
كالجسد بلا روح
دعني أكحل عيني
دعنى اسمع صوتك
دعني أنام على همساتك
دعني معك
دعني معك
دعني معك
.
.
وسط الهدوء المطبق
وضعت إصبعي على المفتاح
الأخير ..
و أنهيت بهذا فصول معزوفتي
التي رقصت على أنغامها
أجمل ذكرياتي معك
على صوت التصفيق
انحنيت و سيل الدموع
يحفر ودياناً على وجنتي
شوقا اليك …