عند إشارة المرور رايت أمرا جعلني أتذكر حديث المصطفى مالي وللدنيا بلغوا عن

بســم الله والحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد ابن

عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين..

قال تعالى:

{إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به

نبات الأرض ممايأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض

زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرناليلاً أو

نهاراً فجعلناها حصيداًكأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم

يتفكرون } " يونس " 24 " .

أخواتي الحبيبات …

في ذات يوم كنت ذاهبة إلى السوق فوقفت عند إشارةمروروكانت

بجانبه إحدى الفلل القديمة وقد تهدمت أمعنت النظر فيها ثم

روادتني خواطر وذكريات كثيرة ..كنا نمر على هذا البيت منذ كنا

صغارا وكان يعد من أجمل البيوت لموقعه وبنيانه والاشجار

التي تحيط به..واليوم مررت به وكان متهدماوبقي به بعض الغرف

ترينها وأنت خارج البيت ..فقلت لنفسي ..يالله ..

كم نفس عاشت في هذاالبيت؟

كم .مولود ولدفيه..؟

وكم شاب وشابة تزوجو أ وعاشوا بداخله؟ ..

وكم نفس توفيت فيه؟

كم من أفراح ومسرات مرت بهم ؟

وكم من احزان وأتراح عصفت بهم ؟

ترى أين ذهبواوارتحلوا …؟

أخيـــــاتي ذكرني هذا البيت بالدنيا ومآلها ..

الدنيا التي يتقاتل عليها وعلى زينتها البشر .
.
قال تعالى {"قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ"} (النساء: من الآية77

كم من ولد عق والديه من أجل الدنيا ..

كم من أخ خاصم اخيه من أجل الدنيا..

كم من جرائم ارتكبت من اجل الدنيا ..

لننظر حولنا شرقا وغربا .. شمالا وجنوبا..لانرى إلا حروبا وفتن ..

أناس يأكل بعضهم بعضا من اجل الدنيا.وزينتها وزخرفها..

نسوا او تناسوا أنهم ليسوا بمعمرين في هذه الدنيا ..

نسوا أن الملك زائل .. والمال تجارة بائرة إلا فيما يرضي الله ..

نسوا أن الصحة والشباب لاتدوم .. نسوا أن أمامهم نشر وحساب ..

نسوا أن عليهم رقيب عتيد ..يحصي عليهم دق أعمالهم وجله..

قال تعالى { وإن يك مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بناحاسبين}

أختي الغاليه ..

ماهي نظرتك لهذه الدنيا ؟

وماهي غاية امنياتك فيها؟

تريدين بيتاوزوجا وأولادا ومالا ووظيفة ؟.

البيت يريد منك أن تمليئيه بالطاعات..والزوج يريد منك أن تقومي

بكل حقوقه التي أوجبهاالإسلام..

الأولاديريدون منك رعاية وتربية صالحة ..

المال يريد منك إنفاقا يرضي الله والقيام بحق الله فيه..

الوظيفة تريد منكأن تخلصي في ادائيها على الوجه الذي يرضي الله ..

أخيه تزوجتي وأنجبتي وتوظفتي وعشتي حياتكــ واستمتعتي بكل مافيها .. ..ثم ماذابعد؟ …..

البداية مهماطالت لابد من نهايتها …

ونهاية الدنيا اقصر مما نظن ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مالي وللدنيا ، إنما مثلي

ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة ، في يومصائف ، ثم راح وتركها)[رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح].

الله أكبر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهذه أحاديثه عن وصف الدنيا
قال صلى الله عليه وسلم ….

وقال صلى الله عليه وسلم

أرأيتي قيمة الدنيا عند سيد الخلق عليه الصلاة والسلام …

إذا لماذا هذاالتقاتل العجيب على الدنيا ؟

والله إن هذه الدنيا مليئة بالمآسي ولا يبكي عليها إلا الخاسرين ..

أخـــــــيه
اجعلي هذه الدنيا زاد وبلاغ لكــ للآخرة ..

أخــــــــيه ..
اجعليها مزرعة مورقة بالأشجار المثمرة تقطفين ثمارها في الآخرة ..

أخيـــــــه ..
حاسبي نفسك على كل لحظةفيها .. ماذا أستفدت من هذه اللحظات في دنياكـ

وهل هي صالحة لإخرتك ؟

أخيــــــــه ..
اطرحي على نفسكــ .. هذه الأسلئة …

كم فرض صليته وكم فرض ضيعته ..؟

كم ختمة ختمتها ..؟

وكم يوماهجرت القرآن..؟

كم يوما في سبيل الله صمته..؟

كم من يوم آخر الليل قمته ..؟

كم مرة تصدقت …؟

كم جلسة استغفار وذكر جلستها ..؟

كم مرة أمرت بمعروف ونهيت عن منكر..أ

وكم .. وكم .. وكم .. من الخير ضيعته..؟

هذا والله هو الذي يجب علينا أخيه أن نتحسر عليه

أخيــــــــه….

لاتتحسري على مافاتكــ فيها من رزق فعند الله العوض .

أخــيـــــــه…

لاتنظرين لما في أيدي الناس فالله سبحانه موزع الأرزاق وأحمديه على كل حال .

نعم ازهدي مافي الدنيا ولا تجعليها اكبر همك .. فما عند ربك خيروأبقى..

قال صلى الله عليه وسلم (( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس ))

أخيـــــــه ..

البعض ينظر لغيره من الفا سقين او الكفار ويتحسر ويقول في نفسه

هؤلاءبالرغم ماهم عليه من كفرومعصية يعيشون عيشة السعداء

ووالله لقد سمعت ذلك القول.. وهذه والله نظرة قاصرة ولا وجه

للمقارنه بين حال المؤمن المتقي

وبين الكافر او الفاسق …

قال صلى الله عليه وسلم

وبالطبع في الآخرة الامر يختلف .. ويختلف وضع الفريقين ..

{ ففريق في الجنةوفريق في السعير }

أخــــــــيه ..

أعلمي أن اختيار الله لعبده خير من اختيار العبد لنفسه ,إن الدنيا لوكان فيها خير لك لمنحك الله

كل مافيها ولكن الله سبحانه بحكمته يعلم الصالح لكــ ولو كان للدنيا

قدر عندالله سبحانه لما وهبها للفاسقين والكفار

وقد قال صلى الله عليه وسلم

اضغطي هنا لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي

نعم الدنيادنية وظل زائل ولاخير فيها إلا ماكان لله من عمل وقول

أخيـــــــــــــــه "
إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب ولا يعطي الدين إلا من يحب "

علمتي الآن قدرك عند ربك .. هداك للإسلام ..وانزل عليك

القرآن .. وأرسل لك خير الانام صلى الله عليه وسلم …

أخــــــيه…

كثير من الاخوات يشكين من ضيقة الصدر وتعسير الأمور .. ومن هموم تلازمهم….

وإذا حققتي في الامر وجدت السبب البعد عن الله .. والإنجراف

وراء الدنيا وملذاتها وزينتها…

ولكن والله لو توفر كلكل ماتتمنين من الدنيا من مال وأولاد وزخرف ..

والله وبالله وتالله .. لن تشعري بالسعادة ولن تتلذذي بماأنتي فيه ..

لإنكــ ضيعت طريق السعادة الحق .. طريق الراحة والإنشراح ..

ضيعتي الطريق إلى الله المؤدي لسعادة الدنيا والآخرة …

ولوكانت السعادة بالمال والعيش بلا تكاليف بل تأخذينها طولا وعرضا ,,

لما كثرالإنتحار بين الكفار وفي بلاد تعد من أجمل البلدان من حيث الطبيعة

وما يتمتعون به من حرية لاحسيب ولارقيب..!! ومع ذلك تكثر بين اوساطهم

الامراض النفسية …. والإنتحار.. لإنهم وجدوا كل شيئ.. وفقدوا أهم شيئ

فقدو الله ..فكيف ينشرح صدر من أعرض عن مولاه وخالقه …؟

أخيــــــــه….

من الآن بادري إلى العودة الصادقة لربكــ الآن الآن … لاتسوفي

ولا تترددي .. إبدأي حياة جديدة عنوانها ..

من وجد الله فماذافقد..

أخــــيه ..

أبدأي حياة جديدة بشعارلن يسبقي إلى الله احد..

أخــــيه ….
أبدأي حياة جديدة ملؤها الطاعة ..

أخيـــــــه ..
أبدأي حياة جديدة ..هدفها الوصول للجنة ..

أخيـــــــه

أبدأي حياة جديدة ..و أجعلي الدنيا فيها جسر عبور لكــ للآخرة …

لاأقول لكــ أنقطعي عن الدنيا والناس …

ولكن عيشي حياتكــ .. تزوجي..أانجبي .. تنزهي .. أستمتعي

بحياتكــ فديننادين فرح .. وفيه فسحة

ولكن لتكن خطواتكــ في الحياة .. في رحاب شرع الله و..لاتحيد

عنه ولاتميل …لتؤدي بكــ لجنته ورضاه..

بذلكــ تكوني .. كسبت الدين والدنيا ….

خطبة مؤثرة عن حقيقة الدنيا وزوالها للشيخ صلاح البدير

أخياتي أسال الله لي ولكن الهداية والسداد وأن يجعل كل أعمالنا وأقوالنا في مرضاته ..

وان يبلغنابرحمته وعفوه أعالي جنانه ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا واخواننا وجميع

المسلمين …اللهـــم آمين