نعم إنها فضفضة في لحظة أمان، وضمانة كاملة للرجل الذي سيصبح زوجاً، وثقة معنوية لا حدود لها، ولكنها يمكن أن تكون في يوم من الأيام ذل ومهانة في لحظة الغضب.
ثقة تنتهي بأزمة
تتحدث هند مصطفى، أنها أخطأت خطأ عمرها حينما روت لزوجها أيام الخطوبة عن حبها الأول، خاصة لأن حبيبها الأول كان جارها، وأصبحت زيارتها لمنزل أمها تنتهي بمأساة، واتهام لها بأنها تذهب من أجل أن تراه وتسترجع الذكريات، خاصة حينما تنشب بينها وبين زوجها أية خلافات، فهو يرفض تماماً في هذا الوقت أن تذهب لمنزل أهلها، اعتقاداً منه أنها يمكن أن تحن لحبها الأول وتتأثر بوجود هذا الرجل إذا رأته ولو على سبيل المصادفة، وأضافت "كنت واهمة حينما اعتقدت أن الثقة والصراحة وسيلة من وسائل القرب بين الزوجين"، ناصحة كل بنت مخطوبة أن تحتفظ بأسرارها الخاصة ولا تسرد أي كلام يخص ماضيها، فهو إن كان ثقة في البداية فسوف يتحول لمذلة في النهاية.
من جانبها، تحذر ميرنا محمد كل بنت من التحدث في أية مواضيع تخص علاقتها الخاصة بأي رجل قبل الزواج، مؤكدة أن الرجل الشرقي مهما كان متفتحاً ومتعلماً سيظل يعتنق الفكر المتحفظ الذي تربى عليه في منزل والدته، فكل رجل يحب أن تكون زوجته نموذج من أمه المحترمة السوية التي لم تعرف رجلاً بحياتها سوى زوجها، مؤكدة أن أي مصارحة خاصة التصريحات الخطيرة التي تضر سمعة البنت وأخلاقها لن يغفرها الزوج أبداً حتى وإن تغاضى عنها في البداية، فسيظل يتذكرها مع أول موقف يستفز رجولته، وستكون الصراحة في هذا الوقت حبل المشنقة الذي يلتف حول عنق الزوجة ويجعل من حياتها جحيماً لا ينتهي.
بدورها تتسائل سماء عمر عن هؤلاء الساذجات اللائي يروين لأزواجهن مصائب ماضيهن، مؤكدة أن المرأة في هذه الحالة ستكون مكسورة العين أمام زوجها، ولن تستطيع أبداً رفع قامتها عالياً بسبب ما روته لزوجها من أشياء تضر بصورتها بعينه، فكيف سيثق بها زوجها فيما بعد؟.
ذل ومعايرة
وأشارت دراسة اجتماعية بعنوان "استمرار الحياة الزوجية واختلاف المعايير" للباحث الاجتماعي عزت عبد الله، إلى أن 38 امرأة من بين 60 قد اعترفن بأنهن تعرضن للمعايرة من قبل أزواجهن بأشياء كن قد فضفضن بها لهم في ساعة صفاء.
وبحسب الدراسة يتحجج الرجال في هذا الإطار ببعض المبررات؛ منها أن الزوجة "ساذجة طيبة" لا تعرف معنى قيام هؤلاء الناس بهذه الأفعال، وأنه من خلال ذكره لهذه الأمور ومعايرتها بها يريد أن يلفت نظرها إلى أنها لابد أن تقطع علاقتها بهذه الشخصية، أي أنه يريد مصلحتها ويلعب دور الناصح من خلال الهمز واللمز.
وأفتى فضيلة الشيخ محمد العريفي في هذا الأمر حين قال "إن الله إذا ستر إنساناً فلا يجب لهذا الإنسان أن يفضح نفسه ويكشف ستر الله عنه، رافضاً البوح للزوج بأي اعتراف من أي نوع، مشيراً إلى أن "التوبة والاعتراف بالذنب يكون أمام الله عز وجل وهذا يكفي، فهذه علاقة خاصة بين العبد وربه لا يجوز أن ندخل فيها أشخاص آخرين، مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال "كل أمتي معافى إلا المجاهرون، قالوا وما المجاهرون يا رسول الله قال الذي يبيت يستره ربه ثم يصبح يكشف ستر الله عليه".
من جهته يقول أستاذ واستشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب "أن الصراحة الجارحة بين الزوجين مرفوضة تماماً، موضحاً أن كل ما يؤذي مشاعر الزوج أو الزوجة من كلمات أو اعترافات يجب الكف عنها وعدم البوح بها، مؤكداً أن على الزوجة أن تقلل جلسات الصراحة بينها وبين زوجها في حالة إصرار الزوج على الصراحة الكاملة منها، خاصة ولأن المرأة ضعيفة أمام حبها فتضطر إلى التفوه بالحقيقة أمام كلمات الحب والغزل والأمان التي تسمعها من زوجها ، مشيراً إلى أن الصراحة بين الزوجين يجب أن تكون مثل الملح في الطعام، بمعنى أن تكون موجودة ولكن إذا لزم الأمر