عذاب القبر ونعيمه من الأمور السمعية التي ورد بها الشرع الحكيم وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم- كما روي مسلم بسنده عن أنس بن مالك قال: ان العبد إذا وضع في قبره وتولي عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم. قال: يأتيه ملكان يقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلي مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة فيراهما جميعاً".
ويجب ان نفرق بين سؤال القبر وبين عذابه أو نعيمه. فالسؤال عام للمكلفين ثم يعقب ذلك العذاب أو النعيم.. فيكون المكلف في روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
وهناك أشياء تخفف من عذاب القبر مثل حفظ سورة الملك والمداومة علي قراءتها. كما وردت آثار فيمن مات يوم الجمعة منها حديث ربيعة ابن سيف عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وليس إسناده بمتصل.
إن ليوم الجمعة والأشهر الحرم ورمضان فضيلة زمانية تحدث عنها القرآن والسنة. وقد يلحق الميت شيء من هذه الفضيلة إلا ان مدار القضية ولبها قائم علي العمل الصالح. وكل إنسان في ظل عمله حين تكتنفه الأهوال. والله تعالي لا يظلم مثقال ذرة.. "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها وهم لا يظلمون".