إن إشعاع أجواء السعادة يجب أن نجعله سمة لمنازلنا وأن يكون صفة لصيقة بطرفي العائلة وهما الزوج والزوجة حتى تنساب هذه السعادة على الأبناء.. وأن أولى مقومات السعادة الأسرية هي القناعة والرضا بما يملكه كل فرد من الأسرة سواء في الجانب المادي أو الاجتماعي أو الصحي، وأن يحاول التأقلم مع ما يمتلك والوضع الذي يعيش فيه، وألا يطمح أي طرف من أطراف الأسرة من الآخر أن يكون كاملا في سلوكياته وتصرفاته.. واليكم خطوات عدة تدفع بالفرد لأن يكون سعيدا في أسرته:
وأولى هذه الخطوات هي تعلم القدرة على الإقناع، وفهم الحقوق والواجبات، والتفكير في المصالح المشتركة من الحياة الزوجية، وبحث الآثار السلبية التي تتركها المشاكل والتحديات الاجتماعية على الأسرة، وتعلم فن الحب..
وأكثر الخطوات إيجابية في تكوين الأسرة السعيدة هي تعلم استراتيجية وفنون امتلاك القلوب، والتي تدفع بالطرف الآخر لأن يحبك ويقبلك، لأن الحب هو الباب الأول الذي يستطيع من خلاله كل طرف أن يقنع الآخر بما يحمل مت وجهة نظر، وأن يجد القبول والتفهم لما يطرح من أفكار ورؤى، موضحا أن الخطاب والحوار في الأسرة يجب أن يوجه ابتداء إلى القلب، ومن ثم يكون منطق الحجة والإقناع بين الطرفين، لأن بناء العلاقة على الحب دون العقل ستؤدي إلى وجود نوع من الخلل في العلاقات الزوجية، وأن على الإنسان العاقل أن يضع الأسس والمقومات التي تدفعه لأن يقيم علاقات حب مع الطرف الآخر ،ان تكون المبررات واضحة لديه خلال توطيد هذه العلاقة.
وهناك الكثير من الوسائل والسبل والطرق التي تدفع بالإنسان لأن يملك قلوب الآخرين ويؤثر فيهم ويكون لتوجيهه واقع ملموس بين الآخرين وصدى وقبول، وأولى هذه الخطوات هي الوقوف إلى جانب الآخرين وتحسس مشاعرهم والنظر في التحديات التي تواجههم وتقديم المشورة والنصح لهم والمحاولة الجادة والصادقة لحل مشاكلهم والتغلب عليها، وثاني هذه المفاتيح هي أن يكون الإنسان كريما مع الآخرين بمشاعره وأحاسيسه، وليس فقط في الجانب المادي، فإعطاء اقتراح أو فكرة أو بذل الوقت مع الأخر بعد نوعا من الكرم وعلى النقيض فإن البخل والشح كفيل بأن يقطع جميع الوشائج بين الأفراد ويجعلهم في أحيان كثيرة متناحرين، وكذلك من الأمور التي تدفع للهجر والخصام في الأسرة، تسفيه طرف الأحلام وهوايات وملكات الطرف الآخر والتركيز على الأخطاء والمحاولة الدائمة والمستمرة في التقليل من قدراته.
وإن من أبرز الطرق التي تفتح قلوب الآخرين هي عدم ممارسة الغضب معهم، وان يتحلى الفرد دائما في علاقته مع الآخرين بكتم الغيظ عند تعرضه للأذى، وأن يمارس سياسة العفو والتسامح لأنها كفيلة بجعل الأفئدة تهوي أليه وتسود على أقرانه، موضحا أن على الأنسان الذي يود أن يكسب القلوب وأن يكون سعيدا في أسرته ومجتمعه أن يمارس سياسة التبشير ويبعد عن التنفير سواء بأقواله أو أفعاله، وأن يكون ميسرا لا معسرا، وهي سياسة وضع أسسها ومعاييرها الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم خلال توجيهاته الكريمة لأصحابه وهم ذاهبون للدعوة ونشر الإسلام في شتى بقاع المعمورة، لأن الناس يكرهون بصفة عامة الشخص الذي يسبب لهم الكآبة والحزن، ويتفاعلون بشكل إيجابي مع الشخص الذي يرفع معنوياتهم وتشع منه البهجة والسرور في علاقاته مع الآخر، ويجيد فن الابتسامة، ويحمل روحا مرحة تستطيع أن تتواصل وتتفاعل مع الآخرين حرصا منه عليهم وعلى الابقاء بهم.