لكل مجتمع في العالم لغته ولهجته الخاصة، وحتى الدول التي تتمتع بلغة مشتركة تختلف في لهجاتها ومصطلحاتها العامية التي تطغى على اللغة الفصحى، وقطاع غزة يمتلك خزينة كبيرة ومعقدة من هذه المصطلحات والمفردات التي باتت لغة شبه رسمية في الحديث بين الشباب من كلا الجنسين وتبرز بشكل اكبر بالتخاطب في المواقع الاجتماعية عبر الانترنت وفي الاماكن التي تجمعهم مع بعضهم البعض وهنا نبذه عن جديد مصطلحاتهم التي لا تنقطع عن التجدد.
"ينعن انا "، "عكروتة "، "شعنونة"، "بعكوشة"، "يحرق حريشك "، "لادعة"، "عربية ولا بـ شَعَر"، "فايعة"، "مطبلجة"، "افحك"،
"نونة"، "إشي إشي"، " طـ " حبشتكنات"، "تنكة"، " يا خراشي"، "ولعت معي"، "قلقيشن"، " سمكة", " دبة"… بالعربي للإعلام سلط الضوء على هذه الظاهرة لمعرفة أسباب تداول هذه المصطلحات.
تقول سهير, 20عاما, طالبة في جامعة الاقصى, "أفضّل الحديث بهذا الاسلوب لأنني اعتبره فكاهي ويعطيني شخصية مميزة وفريدة ويشد الانتباه لي، ولما فيه من اسلوب شيق في الحديث, لدرجة أنّ من يجلس معك لا يمل هذا الاسلوب الشيق".
وتتابع "لا اتصور حياتنا اليومية بدون هذه المصطلحات فنحن نعيش معها 25 ساعة في الـ24 ساعة وبدونها ستكون حياتنا مملة لا جديد فيها".
وعن تداول هذه المصطلحات في البيت توضح انها اصبحت امر طبيعي كما انها تنتشر مثل العدوى حتى بدون سابق معرفة لمعنى المصطلح اذ انه يؤخذ من موقف معين ويستخدم بالقياس على المواقف المشابهة وتضيف مصطلح " حبشتكنات " يكثر استخدامه في البيت فمثلا عند خروج اخي من البيت يقول لي " شو اجيبلكم حبشتكنات معي وانا راجع ".
وتبين سهير الى ان هذه المصطلحات تتغير بشكل دائم حتى لا تثير الملل و تصبح تقليدية وتقول " نقوم باختراع المصطلحات الجديدة بحسب الموقف الذي نمر به وتكون اغلبها مواقف مضحكة, مثال على ذلك: "شعنونة" نطلقها على الفتاة كثيرة الحركة ومن ثم تحوّلت لـ بعكوشة ومن ثم تحولت الى عكروتة.
وتنوه سهير الى اكثر الاسباب التي تدفعها لاستخدام المصطلحات
انها تضفي المرح على جميع جوانب الحديث المتبادل بين اعضاء الشلة .
ويرجع محمد سليم, 22 عاما, طالب في جامعة فلسطين, استخدام المصطلحات الى ان لها تأثير أقوى في وصف الشيء او الحدث كونها تختصر الكثير من الكلمات، ويقول: "حين أصف وردة جميلة, اكتفي بقول انها شيفرة بذلك اختصر الكثير من كلمات المدح تجاها".
ويتابع " نادراً ما استخدم تلك المصطلحات داخل البيت كونها شبابية وتغلب عليها الطابع الهزلي وكون حديث الأسرة فيه بعض من الرسمية, استخدمت معهم فقط مصطلح "جزرة وقطَمْها جحش" ورأيت ان الجميع بدأ يكررها حتى الأطفال".
ويبين محمد ان الشخص المواكب للمصطلحات الجديدة, يظهر مدى انخراطه في المجتمع. ويقول " في الحقيقة الشخص الذي لا يستخدم المصطلحات ينظر اليه وكأنه قادم من كوكب اخر, او انه انطوائي او الجدية سمة اساسية في شخصيته .
ويتابع هناك مصطلح صديق دائم معي "قلق" له أكثر من معنى ويقع حسب الجملة او شدة اللفظ, ومن المصطلحات التي ابتكرتها "تلاتيني", والمقصود فيه انسان لا يفكر بالزواج قبل السن الثلاثين, بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها".
وتذكر نهيل, 20 عاما, طالبة في الجامعة الاسلامية "استخدامها للترويح ع النفس وللإتيان بشيء جديد واستخدامها يقتصر مع صديقاتي, اما الوالدين لا يدركان ما قد تعنيه"، وتتابع: "على سبيل المثال ابتكرت "شغشول" يعني مشغول ليكن للكلمة وقع مؤثر وخفيف في اذن سامعها".
وتعلّل أمل شريف طالبة في جامعة الاقصى تدرس علم الاجتماع ان السبب الاول في هذا التداول ضعف قدرة المصطلحات العربية الفصحى لتلبية حاجاتهم ورغبة منهم في ان يكونوا لا نفسهم عالم خاص بهم لا يفهمه احد غيرهم يفي بمتطلبات العصر، بالإضافة إلى أن هذه المصطلحات سريعة متداولة بينهم فهم بذلك يكونوا متميزين عن غيرهم.
وتختم: "بأن خطورة الموضوع تكمن في انتشارها بشكل اوسع من ما هي عليه وتصبح لغة العصر فتهمل اللغة العربية، وينسى هؤلاء الشباب أنّ الحفاظ على اللغة أهم من أن نستحدث لغة جديدة غريبة عنا".
كل يوم من خترع كلمات جديده وكأننا نستحي باللغه العربيه العاديه
الله يهدينا ويصلحنا جميعنا