قالت: أشعر بالخوف؛ فدَرْب الهوى حُفَّ بالمكاره والشهوات.
قال: ألا تثقين بي؟
بعد تردُّدٍ أجابَتْ: بلى.
طمأنها قائلاً: إذًا سِيري ورائي وأنتِ مغمضة العينين.
سارت وراءه، وطال المسير، تعثَّرت!
فتحت عينيها لِتَجد نفسها وحيدة في منتصف الدرب.
حروف بلا نقاط
صوته الجميل المِلْحاح الذي تَهادى إلى سَمْعها عبر هاتفها الجوال: "أرجوكِ؛ موعد واحد فقط نضَع فيه النِّقاط على الحروف" – دكَّ حصون الممانعة والمقاومة.
تتالَت المواعيد واللقاءات، وبَقِيت الحروف بلا نقاط.
أعمى
سألَها: تعرفين المثَل الذي يقول: مَن يراني بِعَين أراه باثنتين؟
تنهَّدَت قائلةً – وعيناها تذرفان عشقًا -: نعَم، ومن لا يعرفه؟!
همس بأذنها بصوت يذوب عاطفةً: أمَّا أنا فأراكِ بعيون البشر أجمعين.
وعندما آن أوانُ الفعْل ذكَّرَته بما قال، وطالبت أن يراها بعين واحدة لا أكثر؛ كان جوابه: "أنا أعمى"!
أسنان متساقطة
حار فِكْره في الكيفية التي يستطيع أن يصل بها إليها؛ فكُلُّ الأبواب مُوصَدة في وجهه، لم يجد غير الكتابة يَبُوح من خلالها بعض مشاعره تُجَاهها؛ فكتب رسالته الأولى إليها، ولم يذَيِّلها باسْمه الصريح، وكثيرًا ما كان يضمِّن رسائله عبارة: "أنتِ جوهرة نادرة، مثلُكِ يجب أن يَعضَّ عليها المرء بالنواجذ".
وكلَّما كانت تصلها منه رسالة جديدة كان الفضُول يَعظمُ في قلبها: تُرَى مَن يكون كاتبُ هذه الرسائل الجميلة؟ وساورَتْها الظنون، شكَّت في الجميع إلاَّ هو؛ لِمَا كانت تَسمعه عن دِينه وخُلقه، أصابَتْها دهشة شديدة عندما كَشَف بعد مدَّة عن هويَّته ونيَّته، فحاوَلَت أن تسدَّ المنفذ الصغير الذي تسلَّل إليها عبْرَه، مذكِّرةً نفسها وإيَّاه باستحياء بقوله – تعالى -: وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا [البقرة: 189]… ولكنَّه لم يرتدع فلقد استمرَّ في مراسلتها، وفُتنت بكلامه المعسول والمنمَّق، حتَّى كبَت الفارسة عن جوَادِ حيائها، وبادلَتْه الرسالة برسائل!
توقَّعَت أن يعضَّ عليها بالنواجذ كما كان يَعِدُها ويُمنِّيها دائمًا، وكانت المفاجأة حينما عرفَتْه عن كَثب بعيدًا عن السطور والكلمات؛ حينها رأت بأمِّ عينها أنَّ… أسنانه متساقطة!
سلمت يداك
مشكورة
و علينا التذكر بان حب الله هو الافضل و الاعظم فيه نجد السعادة و الفلاح
تسلم الايد اللي كتبته
يعطيك العافية
و عليكم السلام
الله يسلمك يا قلبي
نورتيني بتواجدك العطر