( على لسان صاحبة الحادثة )
آنذاك كان لي ولدان أحدهما يبلغ من العمر سنتان والآخر سنة واحدة ولم يكن قد مر على زواجي أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
كنا نستعد للسفر الى بلاد بعيدة وكنت أنا قد تعودت أن أذهب مع أختاي الي فندق في وسط المدينة لنستحم في حوض السباحة الخاص بالنساء وكان هذا قبل أن اتزوج ,كنت ولازلت أجد قمة المتعة في السباحة واللعب مع أخواتي في الحوض.
طلبت من زوجي أن أذهب مع أختاي للسباحة قبل أن نسافر فرفض قال أنه لا يجب أن تراني النساء غير مستتره وأنه يغار على وما شابه ذلك, حاولت إقناعه ففشلت ولكني قلت في نفسي هو يضعني في بيت أهلي طوال اليوم فكيف له أن يعلم بذهابي وقررت أن أذهب مع أختي واستمتع بدون أن أخبره
كنت فرحانة وفي قمة الانبساط تركت طفلاي مع أمي وذهبت مع أختاي الشابتين وأخذنا نسبح ونسبح …. وفجأة وأنا أسبح ….
تشنجت إحدى قدميّ والتوت وشعرت بأن هناك يدين تسحباني للأسفل وكنت في الجهة العميقة من الحوض أخذت أخرج رأسي وانادي على أختيّ طلباً للمساعدة وما زلت أذكر ذلك الموقف الحاصل منذ أربع سنوات وكأنه حدث منذ دقائق .. كانت أختاي تنظران الي وتضحكان ظناً منهما أنني أمزح معهما لأنني أمهر منهما في السباحة.
عندما شعرت بالموت رأيت وجهين صغيرين أمامي مُحمد وعليّ طفلاي الصغيرين اللذين لا ذنب لهما , سيحيا يتيمين .. أغمضت عيناي وقلت له يا رب طفلاي يحتاجان اليّ لا تحرمني منهما وخارت قواي ولم أشعر بشئ.
أفقت وأنا مرمية على بطني أُخرج الماء من أنفي وفمي والدموع اللتي ناجيته بها لازالت تنهمر على خديّ وأختاي مرعوبتين مذعورتين لا تصدقان ما حدث لي.
كان توبيخاً وعطفاً .. كان عقاباً ورحمةً في نفس الوقت , لا أدري أأعطاني الله فرصةً للعيش لأنه راضي عني أم لأجل طفلي الصغيرين ؟؟؟
اللهم يا من وسعت رحمتك كل شئ إرض عني وبارك لي في ولديّ وأجعلهما من حفظة القرآن الكريم يا كريم
منقوووول