قوية …هكذا يجب ان تكون دوما …و كذا يجب ان يراها الجميع…
قوية لا تتاثر بكل اهوال الدينا و لا تزعزعها مصائب…
يمرون عليها كل يوم دون ان يابهون …
ينظرون اليها على انها صخر ترتطم به كل المشاكل فتتكسر و تدوب..
مع انها رقيقة جدا و بداخلها طفلة تشتاق للحنان…
يهرعون اليها دوما حين تصادفهم المصاعب و يرمون بكل ثقل الدنيا على اكتافها…
تحاول ان ترسم على ثغرها ابتسامة الرضى و ان توهمهم بانها لا و لن تحفر هذه المآسي خطوطا على جبينها…
غزت التجاعيد وجهها البشوش ؛ و لكنهم لا يكترثون فهي القوية التي مات بداخلها الاحساس…
تنزوي جانبا ليلا ؛ و تبكي بحرقة و في صمت …يخالجها الاسى على حالها و ترق لما الت اليه …
تتذكر عذابات السنين و كيف واجهتها …
و ترثي نفسها لانها لم تجد من يفهم انها انسان …مجرد انسان…
ترتدي كل يوم قناع كعادتها حتى لا يرى احد ضعفها و ترسم الصمود و الانفة على محياها ليتناسى الجميع انها انثى و لها مشاعر..
حين انبلج صباح ذاك اليوم ؛ لم ترى الخالة هدى في اي مكان …
لم تكن موجودة لتمسح دمع هذا و تربت على كتف ذاك…
لا زال كرسيها دافئا ..كانت هنا قبل قليل …تراها اين ذهبت؟؟؟
انتظرها الجميع …و طال الانتظار…
من غير الخالة هدى يستشيرونها و يرمون بهمومهم على كاهلها…
من غير الخالة هدى تتحمل بصبر كل افكارهم المتضاربة و صرخاتهم القاسية…
غابت الخالة اليوم على غير عادتها …و اختفت من زاوية البيت التي تعودت ان تركن اليها..
و مرت اللحظات طويلة و شاقة و هم ينتظرون ظهورها و لكن ضاعت كل امالهم…
انقلب البيت راسا على عقب…
هل رايتم الخالة هدى..؟؟
هل صادفها احدكم ؟؟؟
ربما ذهبت لزيارة احد الاقرباء و تعود….
و الف سؤال رددته السنتهم دون جدوى…
و مراليوم كئيبا و دب الذعر في قلوبهم …لن تعود الخالة هدى…
اختفت و من دون اسباب …و تلاشت كانها لم تكن يوما…
التف الجميع حول كرسيها …و لم تمضي الا لحظات حتى بدا البعض منهم في البكاء …
بينما التزم الاخرون الصمت القاتل على امل ان تعود في الصباح..
الخالة هدى …ذاك الجبل القوي الشامخ ؛ الذي ضمهم الى ثناياه سنينا طويلة دون ان يتافف او يشتكي…
ذاك القلب الكبير الذي احتضنهم بكل عيوبهم …سعادتهم ترويه و حزنهم يشقيه…
اختفت …لتترك وراءها فراغا يسحق كل ذكرياتهم و يلهب كل مشاعرهم…
اتراها ستعود ؟؟؟اتراها ستشتاق اليهم ..؟؟
لحظتها فقط تفطنوا للامر… بقدر ما اكتنفتهم برعايتها و حبها بقدر جحودهم لها…
بقدر ما ضحت بنفسها لاجل سعادتهم بقدر ما انكروها و نسوا انسانيتها…
ادركوا فجاة كم كانوا انانيين …ادركوا فجاة انهم لا يستحقون قلب الخالة هدى….
و تعالت صيحاتهم و نحيبهم …من لنا غيرها …
ادركوا اخيرا انهم اضاعوا دفء الحب و صدق المشاعر …و انهم ابدا لن يجدوا من يتحمل سواد قلوبهم التي انكرت حق الخالة هدى في ان تكون انسان…
انسان له الحق في الحياة مثل مالهم…
ثم انفضوا باحثين عليها…اقترح البعض ان يضعوا اعلانا في الجرائد و اشار البعض ان يبحثوا في المستشفيات و اقسام الشرطة…
و تاهب الجميع ليغادر بحثا عن القلب الطيب ..عن اروع مخلوقة في الوجود …عن الخالة هدى…
و قبل ان يتفرقوا من مجلسهم ذاك ؛ فتح الباب برفق و دخلت الخالة ببطء تحمل بين يديها سلة من الزهور الغريبة الرائعة التي يداعب عبقها الانفاس…
اتسعت عيونهم و اسفرت شفاههم عن بعض الهمهمات …
حدقوا فيها باستغراب و استنكار…و انقلبتهم لهفتهم عليها الى تانيب و توبيخ..
طاطات راسها قليلا ثم ابتسمت كعادتها …و اشرق النور على محياها الوديع و هي تقول..
( لا تفرطوا فيما حباكم الله من نعم ؛ فتندموا و يضيع عمركم و انتم تتذمرون…
ما كان غيابي الا لسبب ..و ما كان رجوعي الا لاسباب …
حين افقت صباحا ؛ تذكرت زهور البراري الجميلة التي كنت احملها لكم حين كنتم صغارا ..كم كانت سعادتي بلا حدود و انا اراكم فرحين و مستبشرين خيرا..
فكرت ان احضر بعضا منها لعلها ترجعكم الى سابق عهدكم …و تبعث فيكم ارواحكم الطيبة من جديد…
و حين وصلت الى هناك ؛ حيث الطبيعة الخلابة ممتدة الى الافق ..احسست بقوة الشباب تنتابني …و غمرتني الزهور برائحتها العطرة فانستني ما فعل بي الزمن…
بقيت هناك لحظات …نسيت فيها انني ذاك الجبل الذي لا يهتز…و صنعت لنفسي عقودا جميلا من تلك الزهور …للحظات شعرت اني هدى الانسانة ..هدى التي ضاعت مني منذ سنين…
و مر الوقت و لم اشعر بنفسي ..و لكني فجاة تذكرتكم و شعرت بلهفتكم علي و خوفكم لغيابي فآثرت الرجوع…لم يهن علي ان تغزوكم الحيرة و يستبد بكم الياس …فانتم كل مالي في الدنيا…و انتم قلب هدى النابض الذي يشبثها بالحياة )
كانت كلماتها رصاصا اخترق تلك القلوب القاسية ففجر فيها كل الحب و الحنين…
تدافع الكل يريد تقبيل يد الخالة هدى…
و تزاحم الجميع يريد ان يرتمي في احضانها…بينما ابتسمت هي من جديد و عادت لتكون الخالة هدى…جبل لا يهتز…
قوية لا تتاثر بكل اهوال الدينا و لا تزعزعها مصائب…
يمرون عليها كل يوم دون ان يابهون …
ينظرون اليها على انها صخر ترتطم به كل المشاكل فتتكسر و تدوب..
مع انها رقيقة جدا و بداخلها طفلة تشتاق للحنان…
يهرعون اليها دوما حين تصادفهم المصاعب و يرمون بكل ثقل الدنيا على اكتافها…
تحاول ان ترسم على ثغرها ابتسامة الرضى و ان توهمهم بانها لا و لن تحفر هذه المآسي خطوطا على جبينها…
غزت التجاعيد وجهها البشوش ؛ و لكنهم لا يكترثون فهي القوية التي مات بداخلها الاحساس…
تنزوي جانبا ليلا ؛ و تبكي بحرقة و في صمت …يخالجها الاسى على حالها و ترق لما الت اليه …
تتذكر عذابات السنين و كيف واجهتها …
و ترثي نفسها لانها لم تجد من يفهم انها انسان …مجرد انسان…
ترتدي كل يوم قناع كعادتها حتى لا يرى احد ضعفها و ترسم الصمود و الانفة على محياها ليتناسى الجميع انها انثى و لها مشاعر..
حين انبلج صباح ذاك اليوم ؛ لم ترى الخالة هدى في اي مكان …
لم تكن موجودة لتمسح دمع هذا و تربت على كتف ذاك…
لا زال كرسيها دافئا ..كانت هنا قبل قليل …تراها اين ذهبت؟؟؟
انتظرها الجميع …و طال الانتظار…
من غير الخالة هدى يستشيرونها و يرمون بهمومهم على كاهلها…
من غير الخالة هدى تتحمل بصبر كل افكارهم المتضاربة و صرخاتهم القاسية…
غابت الخالة اليوم على غير عادتها …و اختفت من زاوية البيت التي تعودت ان تركن اليها..
و مرت اللحظات طويلة و شاقة و هم ينتظرون ظهورها و لكن ضاعت كل امالهم…
انقلب البيت راسا على عقب…
هل رايتم الخالة هدى..؟؟
هل صادفها احدكم ؟؟؟
ربما ذهبت لزيارة احد الاقرباء و تعود….
و الف سؤال رددته السنتهم دون جدوى…
و مراليوم كئيبا و دب الذعر في قلوبهم …لن تعود الخالة هدى…
اختفت و من دون اسباب …و تلاشت كانها لم تكن يوما…
التف الجميع حول كرسيها …و لم تمضي الا لحظات حتى بدا البعض منهم في البكاء …
بينما التزم الاخرون الصمت القاتل على امل ان تعود في الصباح..
الخالة هدى …ذاك الجبل القوي الشامخ ؛ الذي ضمهم الى ثناياه سنينا طويلة دون ان يتافف او يشتكي…
ذاك القلب الكبير الذي احتضنهم بكل عيوبهم …سعادتهم ترويه و حزنهم يشقيه…
اختفت …لتترك وراءها فراغا يسحق كل ذكرياتهم و يلهب كل مشاعرهم…
اتراها ستعود ؟؟؟اتراها ستشتاق اليهم ..؟؟
لحظتها فقط تفطنوا للامر… بقدر ما اكتنفتهم برعايتها و حبها بقدر جحودهم لها…
بقدر ما ضحت بنفسها لاجل سعادتهم بقدر ما انكروها و نسوا انسانيتها…
ادركوا فجاة كم كانوا انانيين …ادركوا فجاة انهم لا يستحقون قلب الخالة هدى….
و تعالت صيحاتهم و نحيبهم …من لنا غيرها …
ادركوا اخيرا انهم اضاعوا دفء الحب و صدق المشاعر …و انهم ابدا لن يجدوا من يتحمل سواد قلوبهم التي انكرت حق الخالة هدى في ان تكون انسان…
انسان له الحق في الحياة مثل مالهم…
ثم انفضوا باحثين عليها…اقترح البعض ان يضعوا اعلانا في الجرائد و اشار البعض ان يبحثوا في المستشفيات و اقسام الشرطة…
و تاهب الجميع ليغادر بحثا عن القلب الطيب ..عن اروع مخلوقة في الوجود …عن الخالة هدى…
و قبل ان يتفرقوا من مجلسهم ذاك ؛ فتح الباب برفق و دخلت الخالة ببطء تحمل بين يديها سلة من الزهور الغريبة الرائعة التي يداعب عبقها الانفاس…
اتسعت عيونهم و اسفرت شفاههم عن بعض الهمهمات …
حدقوا فيها باستغراب و استنكار…و انقلبتهم لهفتهم عليها الى تانيب و توبيخ..
طاطات راسها قليلا ثم ابتسمت كعادتها …و اشرق النور على محياها الوديع و هي تقول..
( لا تفرطوا فيما حباكم الله من نعم ؛ فتندموا و يضيع عمركم و انتم تتذمرون…
ما كان غيابي الا لسبب ..و ما كان رجوعي الا لاسباب …
حين افقت صباحا ؛ تذكرت زهور البراري الجميلة التي كنت احملها لكم حين كنتم صغارا ..كم كانت سعادتي بلا حدود و انا اراكم فرحين و مستبشرين خيرا..
فكرت ان احضر بعضا منها لعلها ترجعكم الى سابق عهدكم …و تبعث فيكم ارواحكم الطيبة من جديد…
و حين وصلت الى هناك ؛ حيث الطبيعة الخلابة ممتدة الى الافق ..احسست بقوة الشباب تنتابني …و غمرتني الزهور برائحتها العطرة فانستني ما فعل بي الزمن…
بقيت هناك لحظات …نسيت فيها انني ذاك الجبل الذي لا يهتز…و صنعت لنفسي عقودا جميلا من تلك الزهور …للحظات شعرت اني هدى الانسانة ..هدى التي ضاعت مني منذ سنين…
و مر الوقت و لم اشعر بنفسي ..و لكني فجاة تذكرتكم و شعرت بلهفتكم علي و خوفكم لغيابي فآثرت الرجوع…لم يهن علي ان تغزوكم الحيرة و يستبد بكم الياس …فانتم كل مالي في الدنيا…و انتم قلب هدى النابض الذي يشبثها بالحياة )
كانت كلماتها رصاصا اخترق تلك القلوب القاسية ففجر فيها كل الحب و الحنين…
تدافع الكل يريد تقبيل يد الخالة هدى…
و تزاحم الجميع يريد ان يرتمي في احضانها…بينما ابتسمت هي من جديد و عادت لتكون الخالة هدى…جبل لا يهتز…
الى كل انسانة ضحت و تضحي من اجل اسرتها و احبتها ؛ اهدي هذه القصة…
اعترافا مني بان قمة التضحية نكران الذات في سبيل الاخرين..
فامثال الخالة هدى كثيرون؛ يضحون في صمت و يتالمون في صمت و يغادروننا ايضا في صمت..
لذكراهم اقول…طوبى لقلوبكم الطيبة و ارواحكم الطاهرة …
قصتك جدا جدا رائعة ومؤثرة .
بارك الله فيك غاليتي.
بارك الله فيك غاليتي.